رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنيسة حسونة: يد الله أنقذتنى حين شعرت بالنهاية.. وشممت رائحة الجنة فى والدىّ

أنيسة حسونة
أنيسة حسونة

مرّت النائبة أنيسة حسونة بتجربة مؤلمة مع المرض، ولا تزال آثار هذه التجربة تطاردها حتى الآن، غير أنها استعانت بـ«القوة الإيمانية» فى مواجهة «الوجع الصعب». تؤمن «أنيسة» بأن الله يقف إلى جوارها دائمًا، لذا لا تشعر بالخوف كثيرًا، فكما تقول: «اللى معاه ربنا مش بيغلب»، وهى فى ذلك تتحرك من «أرضية إيمانية» تكونت لديها بفعل تربيتها فى بيت عرفت فيه، بحق، كيف تكون العلاقة مع الله. عن هذا وغيره تتحدث النائبة أنيسة حسونة، لـ«الدستور»، فى هذه الحلقة من السلسلة الممتدة «الله فى حياتهم».


■ متى عرفتِ الله؟
- بدأت علاقتى بالله منذ صغرى، وتحديدًا وأنا فى عمر ٦ سنوات، وتعلمت من والدى ووالدتى كيف تكون العلاقة مع الله، وتعلمت منهما العبادات وكيفية عمل الخير ومساعدة المحتاج، وكان لهما بالغ الأثر فى معرفتى بجوهر الفروض مثل الصلاة والصوم وكل العبادات، وتعلمت منهما الأخلاق والسلوكيات المحمودة، وتعلمت ذلك أيضًا فى المدرسة، وهنا بدأت تتفتح معرفتى بالله.
■ ما مظاهر وجوده فى حياتك؟
- يد الله كانت معى دائمًا حتى فى لحظات مرضى، وكان الله دائمًا بجوارى، فهو معى فى كل وقت، وهو من يعطينى القوة والأمل فى الغد، ومثلما يقولون: «اللى معاه ربنا مش بيغلب»، فالحمد لله على جميع نعمه وعلى وجوده بجوارنا.
وأنا دائمًا أقول «يا رب» لأنه مصدر قوتى فى هذه الحياة، لا أتذكر فى مرة أنه تخلى عنى، حتى فى اللحظات التى كنت أشعر فيها بالنهاية، كانت يد الله هى منقذتى، وأنا دائمًا ما أحمد الله على كل شىء، وأرى الله فى الحق والعدل والحب والتسامح، أراه فى كل شىء جميل، لذلك فإن الإيمان بالله قوة لا بد أن تكون موجودة داخل النفس.
■ هل هناك شخص رأيت الله من خلاله؟
- والدى ووالدتى، شعرت بأن بهما شيئًا من رائحة الجنة، ولمست ذلك من خلال معاملتهما وطباعهما التى تربيت عليها وحبهما للخير، ومعاملتهما الطيبة لجميع الناس، ومساعدتهما الجميع وحبهما كل ما ينفع الناس، وأنا أحب أن أسير على نفس مسارهما وأدعو الله أن يجعل أعمالهما فى ميزان حسناتهما وأن يدخلهما الجنة.
■ بماذا تدعين الله؟
- مصر حاضرة دائمًا فى دعواتى.. وأنا دائمًا أقول: «ربنا ينجينا من هذا الوباء»، وأن تمر الأزمة التى نعيش فيها جراء انتشار فيروس كورونا، وأتمنى أن يكرم الله كل الناس ويشفى المرضى ويطعم كل جائع، وأن يعين مصر على تجاوز هذه المحنة الصعبة. وأحمد الله أننا ما زلنا متماسكين فى هذه الأزمة. كما أدعو الله دائمًا أن يكون راضيًا عنى، ويهدينى إذا كنت مقصرة فى حقه، وأن يحفظ لى الأشخاص المقربين منّى، زوجى وأحفادى وبناتى وأخواتى، لأنهم النعمة الكبيرة الموجودة فى حياتى.
■ ماذا يمثل لكِ شهر رمضان؟
- رمضان من الأشهر المحببة إلى نفسى، ليس فقط لوجود الطقوس الدينية به، أو لأن الناس تتذكر الله خلاله وتسعى لتزكية أنفسها والتصدق، ولكن لدفء العائلة والتجمعات الأسرية، وأنا أحب رمضان منذ أن كنت طفلة، وأرتبط بالكثير من الأشياء المتعلقة به، من برامج كنا مرتبطين بسماعها فى الإذاعة، ومسلسلات ودراما اجتماعية كانت تعرض فى التليفزيون، وأنا صغيرة كنت أحب رمضان وأفرح بالألعاب التى تنتشر خلاله، وكنت أحمل الفانوس وأنزل إلى الشوارع وألهو، وكنا نعلق الزينة فى المنازل رفقة إخوتى، وكانت هذه أجمل أيام حياتى.
وأنا من الجيل الذى تربى على سماع الفوازير فى الإذاعة، ثم تعلقنا بفوازير «نيلى» و«شريهان» فى التليفزيون، وهذه الأشياء كانت لها متعة خاصة فور قدوم الشهر الكريم.
وأنا أحب رمضان وبهجته، وما يحمله من خير وفرحة وسعادة فى قلوب الجميع، وهذا الشهر يتميز بأجواء ثقافية ودينية واجتماعية تجعله محببًا لدى الأطفال وتعتبر بالنسبة لهم مصدرًا للبهجة والسعادة ودفء تجمعات العائلة، وجميع المواطنين يتجمعون على الإفطار والسحور فى جو دافئ وجميل، وهذه الذكريات لم تختفِ من عقلى وقلبى، وتحضر إلىّ عنما أستمع إلى الموسيقى والأناشيد الخاصة بهذا الشهر، مثل «أهلًا رمضان» و«رمضان جانا»، حينها أشعر وأتذكر كل الأشياء الجميلة المتعلقة به.
وهذا الشهر أيضًا يعتبر استثنائيًا، لأننا نتعامل فيه مع الله مباشرةً، ويحيى داخلنا المشاعر النبيلة والنوايا الحسنة.
■ ما طقوسك خلاله؟
- فى رمضان أحب قراءة أجزاء من القرآن والصلاة، وهذان الطقسان مرتبطان لدىّ بالطفولة ولا أنشغل بغيرهما.
■ ماذا تفتقدين فى رمضان الحالى؟
- الجميع يفتقد فى رمضان الحالى تجمعات الأسر والعائلات والأصدقاء والأحباب، وأنا ملتزمة بالإجراءات التى أعلنتها الحكومة لمنع انتقال عدوى فيروس كورونا بين المواطنين، وأهمها التباعد الاجتماعى، وهذا ما يجب أن نلتزم به خلال الفترة الحالية حتى تمر هذه الأزمة بسلام.
■ ما المسلسلات التى تتابعينها حاليًا؟
- أتابع مسلسل «الاختيار» للفنان أمير كرارة، ومسلسل «البرنس» لمحمد رمضان وأرى أن أحداثه سريعة وليس بها مط، والحبكة الدرامية جيدة، وكذلك مسلسل «بـ١٠٠ وش» لنيللى كريم وآسر ياسين، وأشاهد بعض اللقطات من المسلسلات الأخرى، لأننى لا أستطيع أن أشاهد جميع الأعمال.
و«الاختيار» من الأعمال التى افتقدتها الشاشة المصرية لسنوات، لأنه يسرد بطولات أبنائنا من القوات المسلحة فى الدفاع عن المواطنين، ويجسد الكثير من المعانى الإنسانية التى يتحلى بها هؤلاء الأبطال، كما أنه يحكى عن حياة شهيد وهب دماءه لهذه الأرض، وهو البطل أحمد منسى، لذلك فإن هذا المسلسل نقلة نوعية فى الدراما، لأن الناس من حقها أن تعرف أكثر عن حياة هؤلاء الأبطال وتضحياتهم.
■ مَنْ تفضلين من مقرئى القرآن؟
- أنا أحب الشيخ محمد رفعت جدًا، وجميع المقرئين القدامى، ومن يطلق عليهم مشايخ دولة التلاوة فى مصر، ولا أتابع أحدًا بعينه من المشايخ الحاليين، لكننى أستمتع بسماع القرآن بشكل عام، وأستمتع أيضًا بقراءته.