رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روجينا: «الشر مش تبريقة ورفعة حاجب» (حوار)

روجينا
روجينا

قالت الفنانة روجينا إنها شعرت بالرعب من تجسيد شخصية «فدوى» فى مسلسل «البرنس»، الذى تخوض به السباق الرمضانى الحالى، نظرًا لكونها شريرة وجريئة جدًا، ولخوفها من تكرار تقديم شخصية تاجرة المخدرات بنفس «التيمة» التى قدمتها الأعمال الفنية من قبل.
واعتبرت الفنانة الكبيرة، فى حوارها مع «الدستور»، أن الخط الكوميدى الذى تضمنته الشخصية، واجتهادها فى تجسيدها أعجبا الجمهور جدًا، الذى راح يردد ما تقوله الشخصية فى المسلسل، وعلى رأسه إيفيه «الله يرحمه صاحب الفضل».

■ بداية.. كيف جاءت مشاركتك فى مسلسل «البرنس»؟
- اتصل بى المخرج محمد سامى، وقال لى: «هتعملى دور تاجرة مخدرات اسمها فدوى»، فوافقت قبل أن أقرأ السيناريو، وعادة أشعر بخوف شديد عندما يعرض علىّ «سامى» أى سيناريوهات، لذلك داعبته قائلة: «هتعمل فيا إيه تانى؟»، فقال لى: «أنا واثق فيكى». بعدها أرسل لى «سامى» السيناريو، وعندما قرأته وعرفت تفاصيل شخصية «فدوى» شعرت بالرعب، فهى تاجرة مخدرات شريرة، ومن الممكن أن يكرهنى الجمهور بسببها، خاصة أنها المحرض الأول ضد «رضوان البرنس» «محمد رمضان»، والعقل المدبر لكل المكائد التى يدبرها له شقيقه «فتحى» «أحمد زاهر».
لكن «سامى» طمأننى بقوله: «أنا عامل لها خط كوميدى»، فوافقت على الفور، وكان يتصل بى بشكل دورى لشرح كل ما فى عقله عن شخصية «فدوى»، ومتابعة قراءتى لكل حلقة من السيناريو.
■ ما تفاصيل هذا «الخط الكوميدى» الذى حدثك عنه المخرج؟
- محمد سامى مؤلف العمل ومخرجه يحب الشخصيات الشريرة الكوميدية، مثل التى كان يجسدها الفنان الراحل توفيق الدقن، لذا كتب شخصية «فدوى» بهذه الطريقة، وقال لى إنه يحبها جدًا، وإن «القلم كان بيجرى وهو بيكتبها»، والحمد لله أعجبت الجمهور جدًا.
■ كيف كان شعورك حينما أشاد الجمهور بأدائك الكوميدى؟
- شعرت بسعادة بالغة، وأحب أن أشير إلى أن المخرج كان يقترح علىّ خلال التصوير إدخال بعض «الإفيهات» لحوار الشخصية، لكننى حرصت على ألا يكون الأمر مجرد «سخافة»، ووضعت نفسى مكان المشاهدين قبل قول كل «إفّيه». وجميع إفيهات «فدوى» نابعة من شخصيتها ومن تفاصيل حياتها، لذلك كان الأمر كوميديًا، وحكاياتها بسيطة، وأحبيتها بشدة حينما تحكى عن نقاط ضعفها.
من هذه الإفيهات «صاحب الفضل»، الذى كتبه محمد سامى فى السيناريو ولم يكن «ارتجاليًا»، والرجل الذى ظهر فى الصورة بشخصية «صاحب الفضل» حقيقى وخضع لـ«اختبار أداء»، وجرى تصويره بهذا الشكل وفقًا للسيناريو، وكانت حركة تقبيل اليد التى أفعلها بعد قول «صاحب الفضل» تشعرنى بالقلق، لكننى اعتدت الأمر بعد ذلك وأحببته.
■ وما الذى جعلك تعتقدين أن الجمهور سيكرهك بسبب شخصية «فدوى»؟
- شخصية «فدوى» جريئة جدًا، لدرجة لم أكن أتوقعها، وأنا فى الواقع من الشخصيات «اللى بتتكسف»، لذا خشيت أن يكرهنى الجمهور بسببها، كما أنها من أصعب الشخصيات التى جسدتها خلال رحلتى الفنية، وأكثر شخصية ذاكرتها، وهى تحمل فى طياتها الكثير من المفاجآت.
وكذلك شعرت بقلق لأن شخصية تاجرة المخدرات قدمت كثيرًا فى الدراما المصرية، وكان الهاجس الدائم أننى قد أكرر الأنماط القديمة لأداء تلك الشخصية، أو أن أقدمها بشكل «عادى»، لكننى فى النهاية قدمتها بالطريقة التى أعجبت الجمهور.
ومنذ اللحظة الأولى، دخلت فى تحدٍ مع «فدوى»، تحدٍ بين روجينا وتاجرة المخدرات، وفى أول يوم تصوير قلت لنفسى: «هانشوف مين هايقدر عالتانى.. روجينا ولا فدوى؟... مش هتغلبينى مهما حصل».
■ ما أصعب مشهد واجهته فى المسلسل؟
- كل المشاهد كانت صعبة، لأن شخصية «فدوى» دائمًا فى حالة نفسية خاصة تختلف عن بقية الشخصيات التى تتعامل معها فى المسلسل، لذلك حاولت ألا تهرب منّى روح الشخصية، مع التركيز فى إبعاد شخصية روجينا تمامًا.
■ كيف تحافظين على «روح الشخصية» طوال فترة التصوير؟
- الشخصيات التى نجسدها من لحم ودم، و«فدوى» إنسانة عادية تشعر بالرومانسية والغل وتصنع الكوميديا أحيانًا، لكن الشر هو المسيطر عليها، فهى «غلاوية وقادرة مع رجالتها»، ومع ذلك تحرص على إطعام أزواجها بيدها أمام الجميع.. «عشان كده صدقتها كلها على بعضها وحافظت على روحها». وأنا أحب تقديم الأدوار بطريقة بسيطة وحقيقية، والشر ليس فى أن يمثل الفنان وهو «رافع حواجبه وبيبرق»، فقد يكون الشرير يتصرف بشكل طبيعى، ومن الممكن أن يكون «كوميديانًا».
■ هل صادفت شخصية تشبه «فدوى» فى الواقع؟
- بحثت كثيرًا أنا والمخرج عن شخصية شبيهة؛ لتكون مرجعًا للشخصية، لكننا لم نجد، فالحقيقة هى «مالهاش مثيل»، لذلك بذلت مجهودًا كبيرًا لتخرج بهذا الشكل، والتزمت بكل التفاصيل التى وضحها لى المخرج.
حددنا مسبقًا الأزياء والماكياج، وأذكر أننى طلبت تغيير لون طلاء الشفاه الخاص بالشخصية ذات مرة، لكن المخرج رفض، كما كانت هناك مصممة أزياء جزائرية قدمت لى بعض التصميمات المهمة للأزياء التى ارتديتها فى العمل، سواء مغربية أو جزائرية.
■ ما توقعاتك لتقبل الجمهور تطورات الشخصية حتى نهاية رمضان؟
- أتمنى استمرار ردود الأفعال الإيجابية حول المسلسل وشخصية «فدوى» لنهاية المسلسل، والحمد لله «الناس بتتكلم حلو عن الدور»، وأرى أن الله هو الذى رزقنى هذا النجاح، وهو صاحب الفضل الحقيقى.
لم أتوقع أن أحظى بكل هذه الإشادة، فقد قدمت أعمالًا كثيرة وحققت نجاحات كثيرة، لكن هذه الشخصية لها طبيعة خاصة ونجاح خاص.. «فدوى مجنونة.. الناس حبتها وده رزق من ربنا».
■ يرى البعض أن المسلسل مقتبس من قصة نبى الله يوسف.. ما ردك؟
- محمد سامى هو مؤلف العمل، وهو الذى يستطيع الإجابة عن هذا التساؤل.
■ كيف أثر انتشار فيروس «كورونا المستجد» على التصوير؟
- شعرت بخوف شديد بعد انتشار «كورونا»، وخفت من أن تنتقل الإصابة لأهل بيتى، لذا كنت أهتم بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من العدوى، وكان التصوير صعبًا جدًا فى هذه المرحلة.. «كنت بخلص وأجرى».
■ ماذا يمثل لك التعاون الخامس مع محمد سامى؟
- أعتبر جميع الشخصيات التى جسدتها بالتعاون مع محمد سامى «نقلات كبيرة» فى حياتى الفنية، بداية من مسلسل «مع سبق الإصرار»، ثم «حكاية حياة»، و«كلام على ورق» و«الأسطورة»، وصولًا إلى مسلسل «البرنس».. ٥ أعمال «فى عين العدو»!
وأرى أن محمد سامى يقدم تجربة إخراجية مهمة، ويعتبر الممثل من أدوات المخرج، وهذا ضرورى، وأنا أحترمه وأحترم حبه للممثل، وهو يجعلنا نشعر بأننا نشارك فى الإخراج، ونثق فى أنه سيقدمنا للجمهور بالشكل اللائق.
■ وماذا عن تكرار تعاونك مع محمد رمضان؟
- كان تعاونًا جميلًا، ولم أكرر الشخصية التى قدمتها معه فى «الأسطورة» كما توقع البعض، بل ظهرت بشكل مختلف تمامًا، وأثبت أن التعاون بينى و«سامى» و«رمضان» لا يعنى التكرار.
وأنا أحب العمل مع محمد رمضان، وأتذكر أن مشاركتى معه فى تقديم مسرحية «أهلًا رمضان»، على مدار ٣ سنوات، كانت فترة جميلة فى حياتى، فهو شخص يحب زملاءه ويدعم الجميع فى «اللوكيشن».
■ بعض ممن اعتادوا على انتقاد «رمضان» أشادوا بالمسلسل.. ما السبب؟
- «الحلو ماحدش يقدر يقول عليه وحش».. فأى شخص يرى المجهود المحترم الذى بذله الممثلون والمخرج وفريق العمل لن يستطيع إلا الإشادة، وأرى أن محمد رمضان جسد الشخصية بشكل مدهش، واهتم بجميع التفاصيل، وما حدث فى «اللوكيشن» وسيراه المشاهدون فى المستقبل يؤكد كلامى.
■ وما رأيك فى التعاون مع أحمد زاهر؟
- تجمعنى علاقة صداقة بالفنان أحمد زاهر، وأعتبره أخى، وقدمنا معًا أعمالًا كثيرة، منها «كلام على ورق» و«حكاية حياة»، مع محمد سامى أيضًا، فنحن تلاميذ محمد سامى، وقدمت أنا و«زاهر» أيضًا «الطوفان»، وجسد شخصية شقيقى، وهو ممثل مهم وبذل مجهودًا كبيرًا فى تجسيد شخصية «فتحى البرنس».
■ كيف ترين المنافسة فى رمضان؟
- أهتم بالتركيز الشديد فى تجسيد الشخصية، وأبحث دائمًا عن الاختلاف، ولم أقدم شخصية عادية أو سهلة طوال تاريخى الفنى، بل أسعى إلى الأدوار المختلفة التى تناسب طموحى، ولهذا السبب لم أشارك فى الماراثون الرمضانى الماضى.. «أنا مع نفسى»، وأثق فى أن الله هو من يمنح التوفيق لمن يشاء.
■ هل يمكن أن تشاركى فى أكثر من عمل فى موسم واحد؟
- لا أستطيع رفض الأعمال الجميلة التى تناسبنى، أما عدد الأدوار فهذا ليس عاملًا فى الاختيار.. «دى شغلتى»، وتعلمت كيف أقدم أكثر من دور بالتوازى، فى معهد الفنون المسرحية، وأرى أن قدرة الممثل على الإجابة بـ«لا» على العروض تعد رزقًا من الله.