رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بلومبرج: الليرة التركية تسجل انهيارا غير مسبوق

الليرة التركية
الليرة التركية

قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الليرة التركية تراجعت إلى مستوى غير مسبوق، حيث سجلت معدل 7.2375 مقابل الدولار، وهو أدنى مما كانت تهاوت إليه عام 2018، رغم جهود البنوك الحكومية لدعم العملة عن طريق بيع العملات الأجنبية.

وأشارت الوكالة إلى أن السلطات التركية حظرت على البنوك المحلية تداول العملة مع ثلاثة من أكبر البنوك في العالم، وهم "سيتي جروب" و"يو بي إس جروب" و"بي إن بي باريبا" في ضوء الاتهامات الموجهة لهذه البنوك بالفشل بالوفاء بالتزاماتها بالليرة تجاه ما تقوم بشرائه من عملات أجنبية، الأمر الذي دفع المركزي التركي لفرض مجموعة جديدة صارمة من التعليمات في محاولة منه لوقف انزلاق الليرة التركية.

وذكرت "بلومبرج" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألقي مسؤولية تراجع الليرة على المضاربين الأجانب متهما إياهم بأنهم وراء الهبوط الكبير لعملة بلاده، مما أدى إلى حالة من الفزع انتابت المستثمرين بعد فرض البنك المركزي التركي قيودا على التعامل بالليرة ما فاقم من أوضاع العملة التركية وزاد من خسائرها.

وأضافت الوكالة أن هناك حالة من الجدل في وسائل الإعلام المحلية التركية حول تورط مؤسسات مالية مجهولة مقرها لندن في التلاعب بالعملة التركية، من خلال شراء العملات الأجنبية من السوق دون أن يقابلها غطاء من الليرة، مؤكدة أن السلطات المصرفية التركية فشلت بالفعل في حماية عملتها.

ونقلت الوكالة عن نايجل ريندل، كبير المحللين في ميدلي جلوبال أدفايزرز في لندن قوله "يبدو أن السلطات التركية تجاوزت العلامة، إنه خط رفيع بين نشر المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة، وبين الاطلاع على العملة والأسعار وأسعار الأصول التي قد لا توافق عليها الحكومة".

وأوضحت أن السلطات التركية في محاولة منها لإبطاء هذا التراجع في العملة، قامت بإغراق السوق بالدولار، كما قيدت الهيئة الرقابية على المصارف وصول المستثمرين الأجانب إلى الليرة، مما جعل من الصعب عليهم المراهنة على العملة التركية، مشيرا إلى أن ذلك لم ينجح في وقف انهيار العملة التركية التي هوت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2018.

وتابعت الوكالة أن المستثمرون يشعرون بالقلق صاحبه انخفاض إجمالي احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي بمقدار 20 مليار دولار منذ بداية العام ليصل إلى نحو 86 مليار دولار بنهاية أبريل الماضي، مما أثار التكهنات بأن السلطات التركية تستخدم مخزونها الاحتياطي من العملات الأجنبية لمواجهة هروب رؤوس الأموال.

وقال ريندل أن "القضية الرئيسية هنا هي أن العديد من المحللين والمستثمرين أصبحت رؤيتهم سلبية بشأن تركيا بسبب تصرفات البنك المركزي، الذي اعتبره محللون يحرق احتياطيات البلاد من العملات الاجنبية المقترضة".

واستقرت الليرة التركية اليوم الجمعة عند 7.1050، لتتراجع قليلا من مستوى الإغلاق البالغ 7.1000 أمس الخميس، حين بلغت أدنى مستوى على الإطلاق عند 7.2690.