«صائدو الفيروس».. أخصائي عدوى وخطيبته يكافحان كورونا ببلطيم
لم يخف أحمد كمال السعداوي، أخصائي مكافحة العدوى بمستشفى عزل بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، أن يكون في الصفوف الأولى لمواجهة فيروس "كورونا المستجد" داخل عقر داره ووسط ضحاياه، فعمل على مقاومته وحماية كل من يوجد داخل المستشفى من الإصابة بالفيروس، الذي يصول ويجول ليلا نهارا في كافة أرجاء مستشفى العزل، فكان "أحمد" أحد خطوط الدفاع التي يسقط عليها الفيروس باتباعه أقصى درجات الحيطة والحذر لمكافحة العدوى لحماية الفريق العامل.
في بداية حديثه يقول "السعداوي"، الحاصل علي دبلومة تخصص مكافحة العدوى وطالب ماجستير تخصص حالات حرجة بجامعة حلوان لـ "الدستور"، أنه هو المسؤول الأول عن إلباس كافة المتواجدين بالمستشفي كل أساليب الوقاية مابين أطباء أو تمريض أو عاملين، كما أنه هو من يعطي التعليمات للجميع عن كيفية التعامل مع مريض كورونا بالمستشفى، وأيضا أراقبه أثناء عملية ارتداء الملابس الواقية وأثناء خلعها، ولو حدث أي اختراق لهذه الملابس عليه إبلاغي على الفور، كل ذلك طوال فترة عمله التي تبدأ من العاشرة صباحا حتى الخامسة فجرا.
وتابع بقوله: أنا من القوة الأساسية العاملة بالمستشفى ولكنني كنت في أجازة بسبب دراستي بالماجستير، وعندما طلبوني وشعرت أنهم بحاجة لي قمت بقطع الأجازة وحضرت على الفور لتأدية واجبي، فأنا لست وحدي من يواجه الفيروس فمعي خطيبتي هبة عبدالرافع، تعمل ممرضة معي ضمن الفوج الثالث وكانت موجودة أيضا بالفوج الأول، وهي من تشجعني دائما وتقف بجانبي، موضحا أن الصعوبة تكمن في تعامل الناس معي بعد عودتي للمنزل لتعاملهم معي بشكل سلبي على أنني حامل للفيروس لمجرد علمهم بتواجدي بالمستشفي.
ويشرح السعداوي كيفية تعقيم العاملين بالمستشفي، فيقول: ندخل غرفة تغيير الملابس أولا أعرفه بنفسي وبعد ذلك أقول له كيف يغسل يديه بالطريقة الصحيحة ويقوم بتجفيفهما بمنديل ورقي، ثم يتم إلباسه "جوان بلاستيك" والبدلة الواقية والكمامة و"الأوفر هيد" والنظارة الواقية و"الأوفر شوز" و3 جوانتيات، ثم أقوم بغلق أي فتحات بـ "البلاستير" حتى لا يظهر منه أي شئ، ووقت خلع الملابس يقوم أولا بغسل يديه ويبدأ في الخلع تحت إشرافي وتعليماتي وحين الإنتهاء من ذلك، أقوم بوضع ملابسه في كيس أحمر محكم الغلق مخصص للنفايات الخطرة وأضعه في غرفة مخصصة لذلك لتأتي سيارة تابعة لإدارة الشؤون الصحية لتأخذ هذه الأكياس بشكل يومي.
وعن كيفية التعامل مع المريض داخل المستشفى، أوضح أخصائي مكافحة العدوى، أنه يقول للطبيب أن يخبر المريض وهو على باب غرفته أن يرتدي الكمامة ويكون بينه وبين المريض مسافة لا تقل عن متر، وكذلك التعامل بجوانتي واحد مع كل حالة، وذلك لعدم نقل العدوى من مريض حالته خطرة لمريض آخر حالته تتحسن، كما يتم فصل الحالات السلبي في قسم "الدرجة" حيث يتم أخذ مسحات يومية للمرضى ومن يثبت تحول تحاليله من الإيجابي إلى السلبي يتم عزله عن الحالات الإيجابي، وبعد ذلك يتم تحويله لدور النقاهة بعد تحسن واستقرار حالته، لافتا أن يتم تعقيم وتطهير المستشفى بشكل يومي لمنع إنتشار العدوى.