دياب.. مبدع أدوار الشر الجديد

فى عام ٢٠٠٤ أبهر المطرب الشعبى دياب الجمهور فى مصر والوطن العربى بأغنيته «غمازات» وتوقع له الجميع مستقبلًا مشرقًا فى مجال الأغنية الشعبية، ولكنه خالف التوقعات، وفاجأ المشاهدين بموهبة فذة فى تجسيد أدوار الشر، وكان آخر دور تألق فيه، ولا يزال، شخصية «مدحت» فى مسلسل «فرصة تانية» الذى يعرض حاليًا خلال الموسم الدرامى الرمضانى.
حقق دياب نجاحًا كبيرًا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، إذ قدم مباراة فنية ممتعة مع أيتن عامر وهبة مجدى وياسمين صبرى، وأثبت للجميع أنه يمتلك مهارات تمثيلية فارقة تميزه عن أبناء جيله.
ورغم تقديمه ألبومات وأغنيات ناجحة خلال السنوات الماضية، فإنه لم ينتهج نهج المطربين الذين خاضوا تجربة التمثيل بأدوار نمطية جسدوا فيها شخصيات «الرومانسى والطيب والمطرب»، بل فضل أن يقدم نفسه للجمهور كممثل فقط، وتجلت الموهبة خلال تجسيده شخصية «هانى أبوباشا» فى مسلسل «ساحرة الجنوب».
فى البداية، توقع الجميع أن إصرار دياب على تجسيد أدوار الشر سيورطه فى التكرار، ولكنه استطاع أن يبهر الجمهور بشخصيات مختلفة فى إطار الشر، ولم يسقط فى فخ النمط، وأدرك المشاهدون ذلك حينما رأوه فى مسلسلى «أيوب» و«كلبش»، فلم يكتف بتقديم تيمة الشر، بل دمجها بالكوميديا، معتمدًا على كوميديا الموقف، دون إسفاف، حاجزًا لنفسه مكانًا مميزًا فى قلوب الجماهير.
فى أحد مشاهد مسلسل «فرصة تانية» يحدث شجار بين «مدحت» وزوجته بسبب خيانته لها، إذ ضبطته متلبسًا بمغازلة فتاة فى المعرض الذى يعمل به، وحينما عاتبته الزوجة وتطاولت عليه، قال لها: «إنتى إزاى تخرجى بدون إذنى؟»، الإفيه انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى، محتفين بـ«خفة دم» دياب.
ويؤكد النضج الفنى الذى ظهر على دياب منذ دخوله مجال التمثيل أنه مجتهد، فخلال ٥ سنوات فقط استطاع أن يصنع لنفسه جمهورًا كبيرًا، لدرجة أن البعض عبروا عن حبهم له بتشبيهه بأساطير فنية مثل ستيفان روستى ومحمود المليجى.