رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مراقب صحي بأسوان بعد مغادرته الحجر: العمل شاق وفرحة سلبية النتائج تنسينا

فريق مراقب صحي
فريق مراقب صحي

لم تكن طبيعة العمل داخل العزل الصحي سهلة كما يعتقد الكثيرون منا، إلا أنه عمل شاق جدًا بجانب الضغوط النفسية الكبيرة التى يحملها المرضى، نظرًا للانتقادات التى يتعرضون لها ومعاقبتهم على إصابتهم بالفيروس اللعين على الرغم أن ليس لهم أي أختيار في ذلك فهي أقدار مكتوبة عليهم، بالإضافة إلى المجهودات الكبرى التي يبذلها الفريق المعالج لتذليل كل العقبات أمامهم.

«الدستور» تحاور أحد المراقبين الصحيين بعد انتهاء مدة عملهم داخل العزل الصحي للمساهمة في علاج فيروس كورونا المستجد.
حيث قال أسامة طه، مراقب أول صحي بإدارة الحجر الصحي في أسوان، وإحدى الفرق الطبية التي ساهمت في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد بدار الضيافة بصحارى التابعة لجامعة أسوان والتي تم نقل المرضى منها إلى المدينة الشبابية، إنه يعمل في الحجر الصحى ومراقب رصد أوبئة منذ 16 عامًا، وأن مدة عمله فى العزل الصحى استغرقت 10 أيام وكان يرافقه زميله أحمد منصور من نفس الإدارة ويتم التعاون معه في كل الأعمال اليومية، وكانت مهمتهم داخل العزل بدار الضيافة، استقبال الحالات وتسكينها في الشاليهات وتأمين كل الأشخاص الموجودين والمتوافدين أيضًا بشكل صحي، واتباع تعليمات مكافحة العدوى.
وأضاف طه في تصريحاته لـ"الدستور"، أن العمل داخل العزل الصحي كان مرهقًا جدًا، وكان من الممكن أن تتراوح ساعات العمل اليومية من الساعة الـ8 صباحًا حتى الساعه الـ 1 من صباح اليوم التالي، إلا أن جميع هذه المتاعب تزول بمجرد وصول النتائج إليهم عبر «الواتس أب» الوارد من غرفة الطوارئ بشفاء عدد من مصابي كورونا المقيمين بالعزل الصحي معهم، حيث إنه يتم سحب العينات منهم وإذا جاءت سلبية يتم سحبها مرة أخرى بعد 48 ساعة، وفي حين ظهورها سلبية مرة أخرى يتم التصريح لهم بالخروج، مما كان يضيف لهم شعور البهجة والسرور.

وأوضح طه أن دار الضيافة بصحارى يضم ملعبًا كبيرً؛ للتخفيف من الأعباء التى والضغوط النفسية التي يشعر بها المرضى المصابين بفيروس كورونا، مشيرًا إلى أنه خلال وقت الفراغ بعد انتهاء عملهم هو وزميله، كانا ينظما حلقة تثقيف صحي، ويتم خروج المرضى بطريقة معينة، ويتم خلالها توضيح أهمية النظافة الشخصية، وكيفية غسيل الأيدى بالطريقة الصحيحة، مشيرًا إلى أن على الرغم دار الضيافة بصحارى مجهزة جدًا، إلا أن الحالة النفسية للمرضى، نظرًا لحالة الخوف من القرب منهم التى تنتاب كل المقربين لهم، لم تكن جيدة، قائلًا: "انا وزميلى كنا بنعمل كل اللى علينا علشان نرفع من روحهم المعنوية، ولو احتاجوا اى حاجه، بحاول اعمل أقصى ما عندى علشان اوفرهلهم".
وتابع لـ"الدستور"، أنه لم يكن لديه أي مشاعر رهبة أو خوف عند التحاقه بالعمل فى العزل الصحى للمساهمه فى علاج مرض فيرس «كورونا» المستجد، حيث إنه كان ضمن أحد فرق الطوارئ بالحجر الصحي بمحافظة أسوان، مشيرًا إلى أنه تم أعلان حالة الطوارئ منذ شهر مارس الماضى، وأنه تم تدريبهم للتعامل مع مختلف الأمراض والأوبئة على أكمل وجه ممكن، قائلًا: "أنا من شهر 3 مجهز شنطة هدومى ومستعد إني هطلع مأمورية داخل أسوان أو خارج أسوان ومستعد للعمل فى أى وقت"، لافتًا إلى أن فيروس كورونا لم يكن الوباء الوحيد الذى تعاملوا معه منذ بداية عملهم فى الحجر الصحى بالسنوات السابقة بل كانت هناك أوبئة أخرى أبرزها الملاريا، وأن الدولة المصرية كانت لها استعدادات جيدة للغاية منذ البداية لمكافحة الفيروس والحفاظ على صحة مواطنيها.