«ترهونة».. المدينة الاستراتيجية التي تريدها تركيا وميليشياتها

تواصل الميلشيات التابعة لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وبدعم من المرتزقة وتركيا، هجماتها على المدنيين في مدينة ترهونة غربي البلاد، على أمل استعادتها من الجيش الليبي الذي كبدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

في ظل تقدم الجيش نحو قلب العاصمة طرابلس، فتحت ميلشيات السراج وتركيا جبهة ترهونة الواقعة جنوب طرابلس على أمل عرقلة تقدم الجيش نحو قلب العاصمة خاصة بعد وصوله إلى مدينة بوسليم التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن قلب طرابلس.

وتبعد مدينة ترهونة عن طرابلس ب 88 كم إلى الجنوب الشرقي، ويحيط بها عدد من المدن الاستراتيجية مثل مسلاتة وسوق الجمعة وبني وليد جنوبا، وبخلاف موقعها الاستراتيجي من العاصمة تعتبر ترهونة أحد أهم مدن ليبيا حيث تتكون من 65 قبيلة.

وتسعى ميلشيات الوفاق وتركيا للسيطرة على ترهونة بسبب قدراتها الاقتصادية، حيث تتميز بتنوع أنشطتها الاقتصادية وخاصة الزراعة ما يوفر دعما للجماعات الإرهابية، حيث تشتهر ترهونة بالنشاط الزراعي لخصوبة أراضيها ما يوفر الإمدادات الغذائية للميلشيات وذلك بسبب سيطرة الجيش على أكثر من 90 % من مناطق البلاد ومعظم المعابر والموانى ويوجد صعوبة في حصولهم على الإمدادات.

وعسكريا تخشى الوفاق من استمرار سيطرة الجيش على ترهونة، لأنها مدخل للعاصمة من الغرب فالجيش فتح محاور من الشرق والجنوب لدخول طرابلس، ومع وجوده بترهونة يعني فتح ثلاثة محاور دفعة واحدة ضد الوفاق وتركيا ما يسهل سقوط العاصمة، وبخلاف ذلك في حال سيطرة الوفاق على ترهونة سيسهل لها بسط سيطرتها على مدن الغرب الليبي بالكامل.

من ناحيته أحبط الجيش الليبي هجمات الوفاق على ترهونة، فقد أسقط الجيش منذ الجمعة وحتى اليوم حوالي 10 طائرات بدون طيار تركية مسيرة، وقتل أمس السبت فقط أكثر من 30 عنصرا من ميلشيات الوفاق والمرتزقة وأسر آخرين من بينهم أجانب وفقا لخالد المحجوب مدير الشؤون المعنوية بالجيش الليبي.

واستغلت تركيا وميلشيات السراج الهدنة الإنسانية التي قبل بها الجيش لمجابهة تفشي فيروس كورونا، لتهاجم الأسبوع الماضي مدينتي صبراتة وصرمان (75 كم و60 كم) غرب طرابلس، وتسيطر عليهما، فيما يواصل الجيش حشد قواته وإرسالها إلى غربي البلاد لاستعادة المدينتين، اللتين سيطر عليهما السراج بدعم من تركيا والمرتزقة الأجانب.