رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«دون وداع».. حكايات ضحايا كورونا من المصريين العالقين بالخارج

كورونا
كورونا

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، هي المقولة الأنسب في ظل ما يعيشه العالم اليوم من حالة الرعب التي نشرها فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، فرغم ضآلة حجمه إلا أن تأثيره على البشرية في الوقت الحالي فاقت كل الاحتياطات التي يتخذها العالم في سبيل الحفاظ على الموارد البشرية والإنتاجية، التي تجعل من الدولة قوة عظمى، إلا أن الفيروس جاء ليفتك الأخضر واليابس.

وحتى الآن، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصابة ما يزيد عن 2 مليون شخص، ووفاة ما يزيد عن 150 ألف شخص، فيما لم تتخط حالات الشفاء حيز الـ 600 ألف شخص حول العالم، وفي وسط ذلك تحدث حالات وفيات للبعض منهم بعيدًا عن أهاليهم، ولا يستطيعون توديعهم أو حتى إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، لوجود شروط معينة لدفن موتى "كورونا"، تحتم على الأقل دفنه في مكانه لا السفر إلى موطنه ليُدفن فيها.

وفي السطور التالية، نسرد عدد من حكايات المصريين العالقين في الخارج، وداهمهم الموت بسبب "كورونا" ولم يتمكن ذويهم من توديعهم، وفقط علموا عن أنباء وفاتهم من خلال الأخبار المتداولة عبر المنصات الإعلامية المختلفة.

أول حالات "كورونا" في إيطاليا

18 مارس الماضي، قبل هذا التاريخ بـ12 يومًا، أعلن مجدي حسنين الملحق العمالي بميلانو عن دخول المواطن أحمد الفار إلى إحدى المستشفيات الإيطالية، متزوج من إيطالية يعمل في صيانة الحاسب الآلي، وفي الأصل هو من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، إثر إصابته بفيروس "كورونا" أثناء علاجه من مشاكل صحية، فكان أول المصريين ضحايا "كورونا" بمدينة بيرجامو بإيطاليا.

ودون وداع من الأهل والأقارب تقرر دفنه في مكانه، وكل ما حصل عليه في وداعه هو توصية الجالية المصرية لأداء صلاة الغائب عليه بعد صلاة الظهر مباشرة كل في منزله، فعمليات الدفن في إيطاليا لا تتم إلا بمعرفة السلطات لاتباع الإجراءات السليمة في ذلك، فلا تخرج الجثة من المستشفى لحين التصرف فيها من قبل السلطات.

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أصيب 172434 شخص في إيطاليا، وتوفي 22745 آخرون، فيما وصلت حالات الشفاء فيها إلى 42727.


عانى من سرطان الدم وتوفي بـ"كورونا"

عبدالله عبدالواحد أبوالمجد، هو اسم المواطن المصري الذي أعلنت الجالية الفرنسية عن وفاته بعد معاناته من إعياء شديد في مساء اليوم السابق لوفاته، وصعدت روحه إلى بارئها بعد تدهور حالته إثر إصابته بـ"كورونا" ولم يتم التأكد منها إلا بعد إعيائه الشديد.

معاناته من سرطان الدم ربما كان ضمن الأسباب التي أذهبت عنه الشكوك بالإصابة بـ"كورونا"، لكن الحظ لم يكن حليفه فبعد إعيائه الشديد لدرجة لا تحتمل اتصلت زوجته بالنجدة، الذين حملوه إلى مستشفى سان لوي بباريس، وهناك كان موعده مع لقاء الموت، بحسب ما تحدث عنه صالح محمد فرهود، رئيس الجالية المصرية بفرنسا.

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أصيب 109252 شخص في فرنسا، وتوفي 18681 آخرون، فيما وصلت حالات الشفاء فيها إلى 34420.


وفيتان في "نيوريوك"

6 إبريل، كان موعد الجالية المصرية في نيويوك مع وفاة المواطن المصري أنطون سمعان، الذي يعمل في مجال المقاولات، وكان يعيش بمفرده رغم أن له عدة أبناء لكن يعيشون متفرقين في أكثر من ولاية بالولايات المتحدة، وكان سبب إصابته هو جلوسه على أحد المقاهي، رغم التحذيرات بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية.

"سمعان" كان ينوي السفر إلى مصر لكونه بعيدًا عنها لسنوات طويلة لم يتمكن من تحقيق حلمه، فقد داهمته "الكورونا" قبل أن يصل إلى أرض الوطن ليستكمل ما تبقى من عمره ويموت فيها.

وقبل ذلك التاريخ بأسبوع أيضًا كان إعلان وفاة الدكتور أشرف عبده، طبيب عام بإحدى مستشفيات نيويورك، وصل إلى الستين وكان قدره أن يكون وفاته بالتزامن معها، لكن الأزمة أنه وفاته جاءت بعد أسبوع من اكتشاف إصابته وزوجته وأولاده بالفيروس.

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أصيب 222284 شخص في نيويورك، وتوفي 14636 آخرون، فيما وصلت حالات الشفاء فيها إلى 17089.


"السعودية" تفوض مكتب العمل في التعامل مع جثة المتوفي

ومن الدول الأوروبية إلى الدول العربية، ففي 29 مارس الماضي، تم الإعلان عن وفاة الدكتور محمد أحمد نجم، طبيب بيطري ويعمل مندوب مبيعات بشركة أدوية، ويبلغ من العمر 29 عامًا، والذي بوفاته أصبح أول وفاة لمصري في المملكة العربية السعودية.

وجرت إجراءات الدفن تحت رعاية السلطات السعودية، وفي ذات الوقت تم الكشف عن إصابة زوجته وابنته صاحبة الـ9 أشهر، وانتقلوا تباعًا إلى الحجر الصحي بأحد فنادق مكة للعلاج.

وهكذا عاشت الأسرة وداهمها الموت بعيدًا عن ذويهم وأقاربهم، ليعيشوا ويموتوا مغربين.

وفي 8 إبريل كانت الوفاة الثانية لمسعد عبدالمحسن أحمد البراوي، الذي يعمل بمؤسسة محمد عواد الكبرى للمقاولات، وفي الأصل من محافظة البحيرة، داهمه الموت بعيدًا عن ذويه، وتم دفنه في البقيع بالمدينة المنورة، مع اتباع إجراءات الدفن السليمة لمنع انتشار العدوى لأفراد آخرين.

وبسبب الظروف التي فرضها "كورونا" على البلاد من حيث عدم التجمعات، نسق مكتب العمالة في جدة مع عم المتوفي أحمد البراوي، وشقيقة المتوفي آمال من محافظة البحيرة، في تفويض طه محمد نجيب بالقيام بإجراءات دفن جثمان المتوفي بالبقيع بالمدينة المنورة.

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أصيب 7142 شخص في السعودية، وتوفي 87 آخرون، فيما وصلت حالات الشفاء فيها إلى 1049.