رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورسعيد تحرق دمى مذيعي «الإرهابية» بدلًا من «ألنبي» في شم النسيم

 دمى مذيعي «الإرهابية
دمى مذيعي «الإرهابية


تشهد محافظة بورسعيد في نفس التوقيت من كل عام اشعال مواطنون النيران في عرائس مصنوعة من القماش والورق يطلقون عليها "اللنبي"، وذلك ضمن احتفالات أعياد الربيع، كعادة توارثتها الأجيال داخل المدينة الساحلية ليس لمجرد الاحتفال والفرحة، ولكنها رسالة معنوية رفضًا لجرائم الاحتلال الوحشية وقد تبنت أسرة خضير البورسعيدي الخطاط تلك المبادرة على مدار أعوام حتى أصبح معرض العرائس السنوي مزار شعبي يأتي له المئات من كل حدب وصوب.

وفي حوارة مع "الدستور" قال الفنان محسن خضير ويرجع أصل دمية "اللنبي" إلي "إدموند ألنبي"، ضابط بريطاني اشتهر بدوره في الحرب العالمية الأولى، واستيلاء بلاده على أراض فلسطين وسوريا عام 1918 و1917.

وعمل ألنبي مندوبًا ساميًا بريطانيًا في مصر، وكانت رتبته ”فايكونت أول“، وعرف عنه قسوته وشدته مع العرب والمصريين، واضطهاده لأبناء إقليم قناة السويس، ومع فرض القوات البريطانية لحظر التجول في مدن القناة، خرج أهالي المدن الثلاثة رفضًا للحظر، وأثناء تجوله راكبًا أحد المراكب في قناة السويس قاموا بالخروج واعدموا دمى كبيرة ترمز له، وحرقوها أمامه، وتم عزله عن العمل كمندوب سامي في مصر، وعاد إلى بلاده، إلا أن التقليد استمر سنويًا حتى اليوم كنوع من المقاومة والنضال على مر تاريخ مصر ومدن القناة خاصة في محافظة بورسعيد الباسلة، وبدأ ُصناعها في تطويرها لترمز إلي رموز الفساد وتمثل الأزمات التي مرت بها مصر بعد ذلك.

وعن تطوير عرائس اللمبي قال الفنان التشكيلي محسن خضير، لـ"الدستور"، إن فكرة مسرح اللنبي جاءت لتطور عروسة اللنبي الشعبية البدائية البسيطة المصنوعة من الورق وقصاقيص القماش إلى عرائس مصنعة بالحديد سهلة الطي تعلق على مسرح، يحمل شكلًا للسياسة الكوميدية التى تطرح أهم المشاكل والقضايا التى تعانى منها المحافظة خاصة ومصر والوطن العربي عامة، وكمتنفس لأهل المدينة الباسلة والمحافظات المجاورة يصاحبه أغاني تراثية وفرق السمسمية

وعن هذا العام:

يقول محسن خضير الخطاط الشهير: فكرة هذا العام عن الخونة في القنوات الفضائية التي تمولها قطر هؤلاء يأخذون فلوس لشتيمة بلدهم وأهل بلدهم والشعب المصري لا يستأمنهم والحاجة التانية التحدث عن أزمة كورونا التي يواجهها العالم كله وليس مصر فقط وهؤلاء ممن خانوا مصر وحصلوا على الأموال لم تنفعهم خيانتهم وأموالهم للحماية من كورونا ومنهم من أصيب بها.

وتابع "خضير "بسبب الحظر هذا العام لمواجهة فيروس كورونا المستجد، خوفا من الحكومة على صحة المواطنين ولذلك قررنا ألا نقيم معرضنا في الشارع هذا العام بسبب تجمع المواطنين بأعداد كبيرة وقررنا إقامته في "أتيليه" المحل ويتم تصويره ونشره على المواقع والقنوات.

وأشار صانع العرائس الأشهر في بورسعيد إلى أن المواطنين يتوافدون عليه كل عام من المحافظة والمحافظات المجاورة ويسألونه دومًا قبل المعرض بعدة أسابيع عن موضوع وفكرة معرض هذا العام، موضحًا أنه كان في الماضي يتم تنظيم مهرجانات في الشوارع لحرق "اللنبي" مستخدمين الأخشاب والأقفاص، وعندما تم البدء في استخدام المواد الصناعية والبلاستيك واطارات السيارات التالفة تم التقليل بنسبة كبيرة جدًا من عملية حرقها والاكتفاء بالحفلات وذلك بسبب الأضرار الناتجة عنها خاصة للأطفال واصابتهم ببعض الأمراض.