رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يفعل مرضى الغسيل الكلوي والسرطان بعد انتشار كورونا؟

مريض
مريض

جلستان أسبوعيًا كان يخضع لهما "محمود الأنصاري"، 26 عامًا، بعدما أصيب بمرض الفشل الكلوي، في مستشفى القصر العيني، يكون أمام جهاز الغسيل الكلوي في الثانية عشر ظهرًا، لا يكن أمامه سوى عدة مرضى لا يتخطون العشرة فيقف في طابور الانتظار.

الآن، تبدل الحال وتغير الوضع، وبات الازدحام هو عنوان تلك الجلسات، والتي لم يعد عليها طابور ولكن تكدس بحسب وصف الأنصاري الذي يقول: "أصبحت أأتي من السابعة صباحًا إلى المستشفى حتى استطيع الغسل مبكرًا، فكلما تأخرت تضاعفت فرصتي في إجراء الجلسة بسبب الزحام بعد انتشار فيروس كورونا".

مطلع العام الحالي 2020، فُزع العالم بخروج فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، من مدينة ووهان الصينية، وانتشاره في أكثر من 91 دولة حول العالم إلى الآن، ووصوله إلى دول الشرق الأوسط أيضًا من بينهم مصر التي كسرت حاجز الـ500 مصاب بالأمس جراء الفيروس المعد.

آثر ذلك الانتشار العالمي للفيروس القاتل، على جميع القطاعات من بينها القطاع الصحي، الذي أصبح موجهًا بكامل طاقته إلى مصابي ووفيات فيروس كورونا، إلى جانب قرار حظر التجوال الذي فرضته الحكومة الأسبوع الماضي للقضاء على التجمعات.

كل ذلك كان له جلّ الآثر على المرضى الذين يخضعون إلى جلسات علاج مثل مرضى الفشل الكلوي أو السرطان، الذين باتوا يتكدسون أمام أجهزة الجلسات ويزدحمون أمامها من أجل الانتهاء من الجلسة سريعًا، في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من التجمعات، فكيف يعيش هؤلاء الآن؟.

الأنصاري يقول: "الازدحام على أجهزة الغسيل الكلوي في مستشفى القصر العيني أصبح مميت، بعدما انتشر ذلك الفيروس، وإقرار حظر التجوال فجعلنا جميعًا نتكدس أمام الأجهزة من أجل إجراء الجلسة، دون وجود أي إجراءات وقائية من قبل الدولة".

يوضح أن الأسبوع الماضي لم يخضع إلا لجلسة واحدة، بسبب الازدحام الشديد، مضيفًا: "في الجلسة الثانية أسبوعيًا جئت إلى المستشفى لأجد ازدحام ضخم على الأبواب ومرت ساعات الانتظار حتى الثالثة عصرًا فأعلنت المستشفى أنه تم الانتهاء من جلسات اليوم وأغلقت الأبواب في وجوهنا".

حين لم يستطع "الأنصاري" إجراء جلسته لغسيل الكلى، كانت "منى خالد" 26 عامًا، مريضة بسرطان في الثدي، تقف في طابور ضخم بقسم الأورام في مستشفى الدمرداش من أجل إجراء جلسة علاج كيماوي التي اعتادت عليه منذ عام مدة إصابتها بالمرض.

تقول: "منذ انتشار الفيروس ونعاني من الازدحام والتكدس من أجل الخضوع لجلسات الكيماوي التي توفرها مستشفيات الأورام، وأحاول الحفاظ على قدر كبير من الاجراءات الوقائية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، لكنني اضطر للمكوث في ذلك التكدس لمدة طويلة".

حاولت "خالد" استثناء أحد جلساتها بسبب فرض الحظر إلا أن الأمر تضاعف منها: "فكرت في أن أقلل عدد الجلسات دون الرجوع للطبيب، حتى أقي نفسي من الازدحام والتكدس إلا أن جسدي ألمني كثيرًا وتضاعف المرض فاضطررت للعودة إلى الجلسات المتكدسة مرة آخرى".

لا يوجد إحصاء رسمي دقيق عن عدد مرضى السرطان في مصر تحديدًا، إلا أنه في عام 2018، قدرت منظمة الصحة العالمية عددهم في مصر بـ661، 108 ألف مريض، إذ تسجل مصر سنويًا إصابة 16 ألف حالة، ترتفع وتنخفض في بعض الأحيان، إلا أن التوقعات تشير إلى زيادتها بنسبة 40% خلال السنوات القادمة.

الوضع كان أسوء لدى "منار محيي" 27 عامًا، التي يعاني نجلها الصغير من فشل كلوي وهو في الصف الثاني الثانوي، فلا يستطيع الذهاب بمفرده إلى جلسات الغسيل الكلوي، فضطر هي للذهاب معه، والتعرض مع نجلها إلى الازدحام والتكدس.

تقول: "ليس أمامنا شيء سوى الخضوع لتلك الجلسات مرتان في الأسبوع، والتي تكون مزدحمة للغاية بعد انتشار الفيروس، فاضطر للذهاب مبكرًا برفقته والانتظار لساعات طويلة في المستشفى وسط تكدس وازدحام يمثل خطر على الجميع لكن لا باليد حيلة".

يبلغ عدد مرضى الفشل الكلوي في مصر نحو 115 ألف مريض بحسب آخر إحصاء خرجت به وزارة الصحة خلال عام 2019 الماضي، وهم أكبر المستهلكين للعلاج على نفقة الدولة بنسبة 25%، ويعالجون داخل ‏460‏ مركزًا خاصًا وحكوميًا.