رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتحي عبد السميع: كورونا سيقدم قصصًا يمكن توظيفها في أعمال فنية

الشاعر فتحي عبد السميع
الشاعر فتحي عبد السميع

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بــ "الكورونا" وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا. وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه علي الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه علي الكتابة فيما بعد، أو حتي تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

قال الشاعر "فتحي عبد السميع": تجربة كورونا لم تكتمل بعد، ولا شك أنها صادمة، وأجبرت العالم على التوقف وتأمل المسيرة والمصير، وهذا التأمل سوف يسفر بلا شك عن نتائج معظمها سوف يتلاشى بعد فترة، عندما تخفت حدة الصدمة، ويرجع زمام الأمور لأصحاب المصالح العظمى.

تابع "عبد السميع" في تصريحات حاصة لــ"الدستور" حول التغيرات التي ستؤثر علي العالم خاصة المبدعين:" الحدث عظيم بلا شك، ولن يعبر دون تأثير، لكنه لن يؤثر في تقديري على الأدب، وبشكل شخصي لا يؤثر علي رؤيتي للعالم بقدر ما يؤلمني ويهيج ذكريات ما زالت حية في وجداني، ذكريات أمراض قضت على قرى بأكملها وحولتها إلى حطام وأكوام من العظام، وذكريات حروب زلزلت العالم، وذكريات جشع سحري لقلةٍ جعلت الكثرة تدفع ثمنا باهظا بلا لزوم، كل ذلك يظل حيا في ضمير الأدباء مهما مرت السنوات، لكنه يتسرب سريعا من أدمغة أصحاب القرار، وذاكرة الأفراد الذين لا يرفعون عيونهم بعيدا عن حياتهم اليومية ومشاغلها المعتادة.

سوف يقدم "كورونا" قصصا وتفاصيل جديدة يمكن استثمارها في أعمال فنية، لكنه لن يقدم جديدا للأدباء ورؤيتهم للعالم، لقد عبروا بوضوح عن خوفهم من مسيرة الإنسانية، ودعوا كثيرا للتوقف وتأملها، أدانوا نشاط العالم من أجل امتلاك أدوات الحرب والدمار، وكسله أمام ترميم الشروخ التي تهدد بنيان الأرض برمتها، أدانوا شهوة الاستهلاك والتملك وسطوة الأنانية، وقسوة التنافس بين الدول، وغياب التضامن الإنساني الحقيقي، وغيرها من الظواهر السلبية التي تستحق المراجعة الجادة.

لقد ظهر "كورونا" ليدعم بلغته القاسية جدا توجهات الشعراء نحو إنسانية أرحب، ولم يقدم لهم جديدا لأنهم يتمتعون بذاكرة قوية مازالت تحتفظ بدروس كثيرة تلقتها البشرية في مناسبات كثيرة، لكنها تتحطم وتندثر تحت أرجل أصحاب المصالح العظمى.