رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس حياة البابا شنودة.. ترويها الصور بعين جرجس محبوب (حوار)

البابا شنودة
البابا شنودة

" جرجس محبوب" من مصوري البابا شنودة لأكثر من 20 عامًا يروى تفاصيل وثقتها الصور

- الخميس.. يوم خاص للفقراء يجمع بين البابا شنودة وإخوة الرب.

- شم النسيم.. لقاء المحبة بين البابا الراحل وجميع أساقفة الكنيسة بدير الأنبا بيشوي

- عيدية لكل موظفي الكاتدرائية قبل العيد بيد البابا شنودة

"الصورة هي توثيق للحظات الحياة.. ليشهد عليها التاريخ".. ربما هذه الكلمات هي قناعة كل مصور في الحياة، وبالتزامن مع التذكار الـ"8" لرحيل قداسة البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نحكي كواليس بعض الصور من حياة البابا والتي وثقها أحد مصوريه الذين عاصروه، والذي حاورته " الدستور" وهو المصور جرجس محبوب " أحد مصوري البابا شنودة لأكثر من 20عامًا.

- في البداية متى بدأت عملك كمصور للبابا شنودة ؟

بدأت عملي كمصور للكاتدرائية والراحل البابا شنودة الثالث منذ عام 1991 حتى رحيله في عام 2012، أى حوالي 21 عامًا عاصرت خلالها أبًا حقيقيًا لكل الأقباط، وقديس معاصر.



- هل هناك سمات معينة يتسم بها مصوري البابا والكاتدرائية ؟

مصوري البابا شنودة جميعًا كانوا من الشمامسة أي من الخدام بالكنيسة، والذين يشاركون بصلوات القداسات لمعرفة طقوس الصلوات، وعند التصوير يجب على المصور أن يكون على علم متى يتحرك البابا شنودة بالكنيسة، ومتي يقف أو يرتل الألحان والصلوات، وهذا هو شرط رئيسي في كل مصوري البابا الراحل.

- عاصرت صلوات العيد ووثقت بعضها من خلال عملك كمصورك..كيف كان يحتفل البابا شنودة بالعيد ؟

"العيدية " كانت هدية أساسية من الراحل البابا شنودة الثالث لكل العاملين بالكاتدرائية المرقسية، ويقوم بتوزيعها شخصيًا قبل العيد بيوم، ثم يبدأ في ترأس صلوات العيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ويستقبل زواره من الوزراء والتي تستمر على مدار يومي العيد والليلة التي تسبقه، ويستقبل شيخ الأزهر بالمقر البابوي صباح يوم عيدي القيامة والميلاد، وكان يهادي الأطفال.

- متى كان يذهب البابا شنودة إلى الخلوة الروحية بالدير؟

كانت الخلوت الروحية جزء لا يتجزأ من حياة البابا شنودة، فلا يوجد مناسبة الإ ونجده يذهب إلى الدير للخلوة، وكان هناك وقت رئيسي بكل عام وهما عقب صلوات الأعياد بعد استقباله المهنئين بالعيد، يحرص في نهاية اليوم على الذهاب إلى أديرة وادي النطرون للخولة الروحية ومقابلة الأساقفة.

- ماذا عن كواليس لقاءاته بالأساقفة التي وثقتها بالصور بالدير ؟

كان يوم شم النسيم مميز في علاقة البابا شنودة الثالث مع أساقفة الكنيسة بكل عام، حيث كان يبدأ هذا اليوم بصلوات القداس الإلهي بدير السريان بوادي النطرون وذلك في تمام الساعة الرابعة صباحًا، ثم يعقبه فطار جماعي مع كل أساقفة الكنيسة من مختلف الإيبارشيات بالمحافظات، وأيضًا يجمعه اللقاء مع جميع رؤساء الأديرة القبطية الأرثوذكسية في لقاء محبة ودي بينهم يعاملهم كأبًا لهم وراعيًا وليس مجرد بطريرك مسئولًا عنهم.

* ما كواليس لقاءات البابا شنودة مع "إخوة الرب" الفقراء بالكنيسة التي ربما عاصرت بعضها ؟

البابا شنودة كان يخصص يوم الخميس للقاء "إخوة الرب " التي تدعمهم الكنيسة ببعض احتياجاتهم المادية، وكان هذا اليوم يبدأ من العاشرة صباحًا وربما يمتد لنهاية اليوم، ويقابلهم شخصيًا بدون وسطاء من الأساقفة، فكان يحرص قداسته على مقابلتهم وعدم رد طلبة أي شخص منهم سواء من المرضى أو المحتاجين مادياُ، فهو محب للفقراء الذي اعتبره ذاته أبًا لهم يسعى لمساعدتهم بكل سرية.

- هل كان البابا شنودة يوثق هذه اللقاءات مع إخوة الرب ؟

إطلاقًا، البابا شنودة كان يحرص على أن تكون لقاءاته مع لجنة البر الخاصة بخدمة "إخوة الرب" بالكاتدرائية سرية وغير معلنة، حتى لا يساهم في أي مشاعر سلبية لديهم من خلال المساعدات التي تقدمها الكنيسة للفقراء.

-هل كان الأقباط يجدون صعوبة في لقائه بشكل شخصي؟

إطلاقًا كان البابا شنودة يفتح أبوابه للقاء أي قبطي يريد مقابلته، وخلال فترة عملى كأحد مصوريه التي تخطت 20 عامًا لم أجد يرفض مقابلة أي شخص يطرق بابه ويريد التحدث معه بكل سهولة.

- ما أشهر صورة نالت إعجاب البابا شنودة التقطتها له خلال فترة عمله ؟

أشهر صورة قمت بالتقاطها خلال عملى كمصور له، كانت خلال عيد الميلاد المجيد عام 1999 بالكاتدرائية خلال صلوات القداس وهو يحمل الشورية وينظر الى السماء، تلك الصورة احتفظ بها قداسته، كما حصل عليها بشكل حصري دير السيدة العذراء مريم السريان بوادي النطرون، وتم توزيعها في أحد جلسات المجمع المقدس على أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

- هل علاقتك بالبابا شنودة كانت مجرد علاقة عمل فقط؟

لم يكن البابا شنودة مجرد بطريرك تربطني به علاقة عمل لعدة سنوات، ولكن كنت اعتبره أبًا لي وكنت استشيره في بعض قرارات حياتي، والذي كان يباركها برأيه.

- هل شاركك بعض المناسبات الخاصة بك ؟

كان البابا شنودة يحرص على المشاركة بمناسباتنا الخاصة إذا سمحت مواعيده بهذا الأمر، ولكنى لا أغفل مشاركته صلوات خطبتي وباركها بحضوره، وأيضًا التقي شقيقتي وزوجها عقب صلوات اكليل لتقديم التهنئة لهما ومباركة زفافهما،فكان قداسته يحرص على مشاركة العاملين معهم مناسبتهم حزنًا وفرحًا.