رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من السحتوت حتى الأرنب مرورا بالملطوش».. مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

مازال أهل الشام يلقبون النقود بالمصارى، وبحسب مؤرخين فأن هذه التسمية جاءت بسبب تعاملهم بالنقود المصرية وقت حكم محمد على وابنه ابراهيم اللذان بسطا نفوذهما على بلاد الشام، بينما فى مصر نسمى النقود بالفلوس.

وإذا أمعنا النظر سنجد لكل عملة فى مصر المحروسة عدة مسميات داخل الحارة، وسنبدأ من المليم حتى المليون لنجيب على سؤال مهم: كيف لقب المصريون عملاتهم بطريقة لا تخلو من خفة الظل؟.

السحتوت هو أقدم العملات المصرية فى العصر الحديث وهو عبارة عن ربع مليم، ولكن مازال المصريون يقولون: ياعم والله الجيب ع الخياطة وما فيه معايا ولا سحتوت.

المليم وهو عبارة عن واحد من عشرة من القرش، وانتهى استخدامه منذ نصف قرن تقريبا، غير أن المصريين مازالوا يقولون على الشخص عديم القيمة " ده ميساويش مليم أحمر، بالقطع ولد هذا المثل داخل الحارة قبل انسحاب المليم بفترة وجيزة.

النكلة وهى عبارة عن اتين مليم ورغم انقراضاها منذ عقود، إلا أن أهل الصعيد مازلوا يصفون الشخص التافة بأنه أقل من النكلة فيقولون: فلان ميساوييش نكلة.

التعريفة وهى خمسة مليمات واستخدمت أيضا فى السخرية كما هو الحال للنكلة فمازلنا نسمع عبارة ميساوييش تعريفة ".

القرش وهو عشر مليمات، وكان يستخدم حتى أربعة عقود ماضية، وذكر فى الحارة المصرية بالإيجاب وبالسلب، فتارة يقول أهل الحارة:" القرش الأبيض ينقع فى اليوم الأسود "، وتارة يقولون على الشخص التافه " ده ميساويش تلاته أبيض " أى ثلاثة قروش.

الشلن وهو خمسة قروش، وبالصعيد كانوا إذا أرادوا أن يصفوا عنق فتاة بالطول يقولون: زى عنق نفرتيتى اللى فى الشلن.

الريال وهو عشرون قرشا اشتقوا اسمه من الريال الإسبانى حيث كان الجنية المصري يعادل خمس ريالات فى الخمسينات، وغنى له أنور وجدى وفيروز فى فيلم ياسمين الذى انتج عام 1950 أغنيتهم الشهيرة " معانا ريال " التى كتبها أبو السعود الابيارى مؤلف الفيلم ولحنها محمد البكار والتى تقول كلماتها:
معانا ريال معانا ريال... ده مبلغ عال مهوش بطال
نروح فى الحال علي البقال... معانا ريال معانا ريال
نجيب أصناف من التموين... تكون مليانه بالفيتامين
علب سردين وقمر الدين... وجوز ولوز وبندق وتين
يلا نجيب لحمه وخضار... يلا نجيب عربية بكار
نجيب ممبار نجيب كفيار... وخس وأوطه وحمل خيار
معانا ريال معانا ريال....
هجبلك بدلة خمس ألوان... واشتري بالطو وكام فستان
وجزمه كمان وكام ستيان... وشال وجبة وكام قفطان

ربع الجنية الذى سخر المصريون منه يتكون من خمسة وعشرين قرشا " بعد أن تحول إلى عملة معدنية مثقوبة فى المنتصف منذ ما يقارب العقدين بعبارات عديدة ليس من اللائق ذكرها.

الجنية الذى حصل الجنيه على نصيب الأسد فى عبارات الحارة المصرية، فكان الشخص يقول اشتريت الحاجه الفلانية بمية جنيه كل جنيه ينطح جنيه. وفى هذه العبارة تأكيد على قوة الجنية بين العملات الأخرى.

أهيف، لقب الجنية بالأهيف وقد يظن البعض أنها كلمة مشتقه من الهيافة ولكن المعنى عكس ذلك فالأهيف هو الرشيق وفى هذا المعنى تدليل للجنية الذى كان يفوق قرناءه فى العالم بالاربعينات، فكان الشخص يقول أنا اشتريت الاوتومبيل بتلاتين أهيف.

" لحلوح "
فى مصر يسمى الشخص الذكى النشط بال " ملحلح " لذا كان المصريون يلقبون الجنيه بالحلوح. فيقول القائل ياعم د انت وأخد الف خمسين لحلوح بحالهم.

"الجندى "
من المعروف أن الجندى عو الحارس لذا لقب المصريون الجنيه بالجندى لأنه ينفع وقت الخطر.

" الملطوش "
لما ضعف الجنية استخدم المصريون مفردات منها " الملطوش "، فيقول الموظف الكحيان حين يشكو همه لزوجته أو لصديق. " هو أنا هعمل ايه يعنى ده أنا يدوب باخد كام ملطوش بيخلصوا تالت يوم فى الشهر".

" الأُبيج "
فى الحقيقة بحثت كثيرا عن كلمة الأُبيج غير أنى لم أجد لها معنى محدد. غير أنها تعنى الجنيه وتقال دوما فى حالتى الرشوة أو الإنتهازية " أبجنى تجدنى " أى امنحنى الجنية أخدمك.

العشرين جنية
لقب المصرين العملة فئة العشرون جنيها بالحنتورة لأنها تحوى رسم عربة حرب فرعونية، فيقول القائل أعملك الخدمة دى واخد حنتورة.

ألف جنية، يلقبه المصريون بالباكو ليكون العد فى مصر بالباكو.

المليون، يسمى المصريون المليون جنية بالأرنب اعتقادا منهم أنه من يتحصل على مليون يمكنه الحصول على ملايين منه وكأنه ارنب تلد أكثر من غيرها.

المليار هو ديك رومى، قالها الفنان خالد صالح فى فيلم عمارة يعقوبيان، غير أن الحارة المصرية لم تدخلها ضمن مفرداتها حتى يومنا هذا.