5 أسباب للطلاق السريع في مصر.. رجال ونساء يروين قصص «المعاناة»
كشفت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد شهادات الطلاق على مستوى الجمهورية في عام 2019 بلغ 211 ألفًا و521 شهادة مقابل 198 ألفًا و269 شهادة في 2018.
وارتفع معدل الطلاق من 2.1 لكل ألف من السكان عام 2018 إلى 2.2 لكل ألف من السكان عام 2019.
وأكدت الإحصائيات أن معدلات الطلاق بلغت أعلى معدلاتها على الإطلاق منذ أكثر من نصف قرن، إذ انتهى الجهاز من إعداد دراسة لقياس مدى انتشار ظاهرة الطلاق في مصر، والتعرف على التباينات في مستويات الظاهرة بين محافظات الجمهورية.
جاءت أهم الأسباب لتفاقم تلك الظاهرة هي أزمة القيم التي تواجه المجتمع المصري، حيث ينظر البعض إلى الزواج ليس بناء لأسرة تكون نواة للمجتمع بدون تضحية وتعاون أصبح اليوم علاقة مؤقتة.
ورصدت محاكم الأسرة بالقاهرة 5 أسباب للطلاق السريع هي:
1. إدمان الزوجين لوسائل التواصل الاجتماعي
رصدت محاكم الأسرة بأن الخلافات الناتجة عن إدمان وسائل الاتصال الحديثة وصلت لـ15%، حيث لجأ العديد من الأزواج والزوجات لمحاكم حل المنازعات لطلب التفرقة بسبب إدمان الطرف الآخر لوسائل التواصل الاجتماعي.
إحدى هذه القضايا، قضية «زينب» التي قالت لـ«الدستور»:
لم أتخيل لحظة واحدة بأن تكون نهاية حياتي الزوجية وقصة الحب التي استمرت لسنوات ستنتهي داخل أبواب محاكم الأسرة.
منذ زواجنا وأنا أعاني أشد معاناة بسبب إدمانه لوسائل التواصل الاجتماعي فهاتفه لم يتركه من يده مطلقًا لدرجة أنني وصفته بأنه ضرتي الثانية.
نشبت بيننا خلافات ومشاكل كثيرة بسبب صمته المستمر وكل وقته مستنفذًا مع أصدقائه وصديقاته على مواقع التواصل الاجتماعي، فتطورت الخلافات إلى مشاكل ومشاجرات فخيرته بيني وبين حذف برامج التواصل مع على هاتفه، رفض بل وطردني أمام الجميع وقام ببعثرة أغراضي في الشارع.
وبعد ٤ شهور وأنا في منزل والدي أرسل والده لمصالحتي وإرجاعي لكني رفضت الرجوع معه، وطلبت منه بأنني أريد الطلاق وديًا لكنه رفض وبعد ٧ أشهر لجأت لمحكمة الأسرة لخلعه وحررت ضده دعوى رقم 986 لسنة 2019.
2. إجبار الزوجات على الإنفاق على المنزل
قالت العديد من الزوجات أثناء طلب الطلاق إنَّ السبب هو إجبارهن على الإنفاق وأنهن يتعرَّضن للضرب من قبل أزواجهن.
صرَّحت العديد من السيدات داخل محاكم الأسرة بأن السبب الرئيسي من المشاكل الزوجية هو إجبار زوجها لها على العمل والإنفاق على المنزل.
ومن هؤلاء السيدات اللاتي لجأن لمحكمة الأسرة بالأميرية للتخلص من أنانية زوجها السيدة «نادية. م» فقالت لـ«الدستور»:
لم أتخيل مطلقًا بأنني سأعيش في قبضة رجل أناني لا يهمه في الدنيا سوى نفسه فقط، عشت معه 3 سنوات من الضرب والإهانة والذل، ولم يكتف بذلك بل كان يجبرني على الخدمة في المنازل لتلبية متطلباته من سجائر ومواد مخدرة وغيره.
تحملته على أمل أنه ستتغير أحواله وسيصبح شخصًا سويًا يعمل مثل باقي الرجال لكن بلا جدوى، فكرت في الطلاق كثيرًا لكن كان من الصعب على الرجوع لمنزل أهلي مرة أخرى وبالأخص وأنا معي طفلة فكنت مجبرة على التحمل حتى فاض بي الكيل بعد ما اعتدى عليّ بالضرب وأصابني بسلاحه الأبيض بجرح نافذ في ذراعي الأيمن لرفضي إعطاءه متحصلات راتبي.
وهنا قررت الخروج من هذا السجن واصطحبت طفلتي ولجأت للمحكمة لأخذ حقوقنا منه كاملة وحررت ضده دعوى رقم 3084 لسنة 2019 أحوال شخصية.
3. إفشاء أسرار المنزل وتدخل الأهل في الحياة الزوجية
تؤكد محاكم أسرة أن نسبة كبيرة من طلبات الخلع والتطليق للضرر والنشوز وراء إشعال الأهل فتيل الخلافات الزوجية.
لجأ العديد من الأزواج والزوجات لمحاكم الأسرة متضررين من تدخل أهلية الطرف الآخر في حياتهم.
ومن بين الأزواج الذين لجأوا إلى محكمة الأسرة لإثبات نشوز زوجته، رجل في مقتبل عمره تدخلت حماته في حياته الزوجية حتى أفسدتها، ويقول «كريم» لـ«الدستور»:
تعرَّفت عليها من مواقع التواصل الاجتماعي ونشأت بيننا قصة حب استمرت لسنة وتقدمت لخطبتها برغم إمكانياتي المحدودة لكن حماتي هي مَن بادر بمساعدتي وشراء ما ينقص شقتنا من أغراض، فكنت أظن بأنها مثل أي أم تسعى لتشاهد ابنتها بفستان الزفاف لكن كان كل هدفها هو السيطرة علينا ومعايرتي بمساعدتها لي.
منذ زواجنا وزوجتي تحكي لولدتها عن تفاصيل حياتنا والأم هي مَن يدير ويتحكم في قرارات زوجتي، فكانت تجبرها على عمل أكلات معينة، وعدم السفر معي لزيارة أهلي، وأجبرتها على النزول للعمل.
شعرت بأن زوجتي ليس لها أي قرارات في حياتنا وطلبت منها عدة مرات ألا تحكي لوالدتها عن تفاصيل حياتنا لكن بلا جدوى، وبالنهاية تشاجرت مع حماتي وطلبت منها بعدم التدخل في حياتنا مرة أخرى فغضبت زوجتي وتركت المنزل ورفضت الرجوع وعلى هذا الوضع منذ سنة فلجأت لإثبات نشوزها وحررت دعوى رقم 7335 لسنة 2020 أحوال شخصية.
4. عدم الاهتمام بالمظهر والنظافة
رصدت محاكم الأسرة أنَّ نسبةكبيرة من الخلافات الزوجية ترجع إلى إهمال طرفي الزواج في مظهرهما.
ومن بين مَن لجأوا إلى محكمة الأسرة لهذا السبب زوج أربعيني فاض به الكيل من تصرفات زوجته وإهمالها في نظافتها الشخصية ونظافة أسرتها، يقول «أمين» لـ«الدستور»:
توفيت زوجتي الأولى وتركت لي طفلًا رضيعًا وبعد ٥ سنوات من وفاتها قررت الزواج مرة أخرى وليتني ما فعلت ذلك.
اكتشفت أن زوجتي شخصية مهملة جدًا ولا تعرف عن النظافة شيئًا، فكانت شقتي قبل زواجي منها أنظف ومرتبة عن مرحلة ما بعد زواجنا.
كان لديها استعداد كامل بأن تواصل الليل مع النهار وهي نائمة، ظننت بأنها مريضة واصطحبتها إلى الأطباء للكشف على سر نومها الكثير لكن لم أجد بها سوء.
وازداد الأمر سوءًا بعد إنجابها طفلًا فكانت تتركه بالأيام دون تغيير ملابسه وطوال اليوم بحفاضة واحدة بالإضافة إلى إهمالها في مظهرها ونظافتها الشخصية.
واكتشفت بوجود هذا الإهمال أيضًا في طهيها للطعام وتنظيفها للحوم والدواجن، ونشبت بيننا مشاكل كثيرة ولجأت لأهلها عدة مرات لكنهم كانوا يتهموني أنا بمرض النظافة ولكني كنت أطلب أبسط حقوقي في منزل نظيف وزوجة وأم مرتبة.
وبعد تركها المنزل منعتني من رؤية ابني برغم أنها حصلت على نفقتها كاملة فلجأت للمحكمة لرفع دعوى رؤية تحمل رقم 647 لسنة 2019.
5. الانشغال في العمل
رصدت محاكم الأسرة 644 دعوى بسبب انشغال الأزواج في العمل وعدم الاهتمام بأسرهم.
ومن بين هؤلاء الزوجات فتاة عشرينية لجأت لمحكمة الأسرة لطلب الخلع بعدما فاض بها الكيل من تصرفات زوجها وعمله بأكثر من وظيفة برغم حياتهم المادية الجيدة، تقول «علا» لـ«الدستور»:
شعرت بأنه تزوجني رغما عنه فبرغم زواجنا التقليدي إلا أنني أحببته وحاولت التقرب منه بكل الطرق الممكنة.
منذ أيام خطوبتنا وهو يقضي كل وقته في العمل حتى أيام الإجازات الرسمية ظننت بأنه يكثف من عمله للانتهاء من ديون الزواج لكن اكتشفت بعد زواجنا بأسبوع واحد بأن زوجي يعمل يوميًا ١٢ ساعة ويعمل يومي الجمعة والسبت والتي من المفترض أنهما إجازة رسمية.
كل هذا في مقابل راتب أفضل برغم أن الراتب الأساسي له يتعدى 4 آلاف جنيه شهريًا، طلبت منه الاكتفاء بالعمل 12 ساعة وأخذ إجازة الجمعة والسبت مثل باقي زملائه لكنه رفض وتركني وأنا ما زلت عروسة أتحدث لنفسي.
فاض بي الكيل من الملل الشديد وبالأخص وأنني أسكن بعيدة عن أهلي وأهله، وأصبحت أشعر وكأنني في سجن كبير وزوجي كل تفكيره في العمل والربح.
عرضت عليه بأن أعمل وأساعده في مقابل عدم عمله في الإجازات لكنه رفض وقال لي «عاوزة تشتغلي اشتغلي بس ماتبوظيش ليا حياتي وشغلي».
استمريت بهذا الوضع لسنوات وأنا أتحمل وفاض بي الكيل وبالأخص وأننا لم نرزق بطفل يهون عليّ هذا الملل.
وأخيرًا قررت ترك المنزل واللجوء إلى منزل أسرتي حتى يخبره الجميع بخطأ، لكنه اتصل هاتفيًا بوالدي وأخبره بأنه لم يحضر لأخذي ولم يترك عمله من أجلي وهذا كل ما عنده ونحن على هذا الوضع منذ 5 شهور، فقررت الانفصال ولجأت لمحكمة الأسرة لطلب الخلع 16518 لسنة 2019 أحوال شخصية.