البحث عن الهوية المصرية
الكتاب السابع.. البحث عن أصول المسألة المصرية
فى العام ١٩٥٠ انتهى صبحى وحيدة من كتابه «فى أصول المسألة المصرية»، وهو الكتاب الذى ذهب فيه إلى ما لم يعتده الآخرون.
أسمعه وهو يقول فى مقدمة كتابه: «ما زالت المسألة المصرية تثير الاهتمام فى مصر والخارج، وتدفع بالكتاب إلى تقصى أسبابها والتصدى لمعالجتها، ولكن هذا الاهتمام يدور فى الغالب حول العلاقات التى قامت منذ مطلع القرن الماضى بين مصر وتركيا ثم مصر وبريطانيا العظمى دون العوامل الاقتصادية والاجتماعية والفكرية التى صحبت- من الناحية المصرية- نشوء هذه العلاقات وتقلباتها، وكانت الباعث إلى حد بعيد، وهو يميل لذلك بأصحابه إلى النظر لهذه المسألة نظرهم إلى مسألة خارجية معقدة لا تقبل سوى الحلول الدولية، ولا تكاد تقوم لها صلة بالملابسات الداخلية للأمة التى نسبت إليها».
درس صبحى وحيدة مصر كحالة خاصة، وخلص من دراسته المهمة إلى أن الذين يردون فساد حياتنا الحاضرة إلى طبيعة العامة لدينا، وهم غالب أهل الرأى وإن لم يعلنوا ذلك، أو إلى تربص بعض الدول بنا قبل كل شىء، وهو ما يتجه إليه تفكيرنا عادة، ويريدون أن يجدوا فى ماضينا ما يدعمون به رأيهم هذا- يظلمون هؤلاء العامة، ويظلمون هذا الماضى على حد سواء. لا يزال ما يمكن اعتباره الأهم، حيث يقول صبحى وحيدة: الحقيقة هى أننا يجب أن نبحث عن أسباب هذا الفساد فى تقلبات الحياة العالمية، وقد صار بعضها يسير نحو المعالجة، وفيما ما زلنا نجنيه بأيدينا على هذا البلد كل صباح ومساء بدافع عقد النقص الكثيرة التى خلفها لنا ماضينا العثمانى- الإنجليزى، وثقافتنا الهزيلة، ثم انسياقنا خلف شهوة الضجيج الفارغ، هذه التى ينفرد بها عهد الطفولة فى حياة الأفراد وحياة الأمم، دون الجهد الصحيح الواجب، نجد بهذه النتيجة ونجد فى إثباتها وإقامة الدليل عليها وإذاعتها هدفًا كافيًا لهذا الكتاب.