البحث عن الهوية المصرية
الكتاب الخامس.. كيف نشأت الروح القومية المصرية؟
فى التمهيد لكتاب «نشأة الروح القومية المصرية «١٨٣٦- ١٨٨٢» يقول مؤلفه الدكتور محمد صبرى السوربونى: «الشعب المصرى شعب عظيم ذو تاريخ عريق، وقد تحدد نمطه القومى الخاص به منذ أقدم العصور، ووصل إلينا عبر القرون، وأسهم فى كل مظاهر التحول دون أن يفقد مميزاته الخاصة به ولا ملامحه الأساسية، والمصرى الحديث لم يكن عربيًا ولكن تم تعريبه، لأنه ورث لغة العرب ودينهم، وهو الإنسان نفسه الذى وجد منذ عدة آلاف من السنين على الأرض نفسها».
هذا الكتاب، كما يقول الدكتور أحمد زكريا الشلق فى تقديمه له، هو أول دراسة أكاديمية موثقة لمرحلة مهمة وخطيرة من مراحل التاريخ القومى لمصر الحديثة، وهى المرحلة الواقعة بين تولية الخديو إسماعيل والاحتلال البريطانى لمصر.
ومن بين ما يمكننا أن نخلص إليه من هذا الكتاب أن الروح القومية المصرية تعود بجذورها إلى عصر محمد على، الذى كان يخطط لتأسيس أسرة حاكمة ودولة عظمى مستقلة، ومن ثم فإن عبقريته تمثلت فى إدراكه العلاقة بين إنشاء جيش مصرى عصرى وأسس الدولة القومية، ومن هنا أعد للبلاد جيشًا لكى تنشأ فيه روح قومية وتستعيد عزتها وثقتها بنفسها، وهى مشاعر وأحاسيس أى أمة مستقلة. ولم يكن غريبًا أن يذهب السوربونى فى دراسته إلى أنه بفضل تأسيس المدارس وتشجيع الصناعة والزراعة واستتباب الأمن والنظام والاستقرار والانتصارات العسكرية، استيقظ الشعور القومى، كما تشكلت طبقة وسطى مصرية جديدة بدأت تقود هذا الشعور القومى الجديد.