البحث عن الهوية المصرية
الكتاب الثانى.. هل رأيت الأعمدة السبعة للشخصية المصرية؟
كان هذا الكتاب هو السند الكبير فى منتدى شباب العالم الثانى بشرم الشيخ ٢٠١٨، أخذ منه المنظمون الفكرة التى حاولوا تأكيدها للعالم حول تنوع وثراء الشخصية المصرية.
«الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» صاحبه هو الدكتور ميلاد حنا، الذى أصدره فى العام ١٩٨٩، ويومها قال إنه:
ليس كتاب تاريخ، لأنه ليس متخصصًا فى التاريخ، ولكنه ذكر من التاريخ ما يخدم الوطن ويبنى الإنسان.
وليس كتاب سياسة، متسائلًا فى النهاية: ما هى السياسة؟ أليست موقفًا وفكرًا ومحاولات واجتهادات تهدف لسعادة الإنسان واكتشاف انفعالاته وطموحاته من أجل رؤية أفضل للمستقبل؟
وليس كتابًا فى علم الاجتماع، وإن كان الإنسان بالضرورة كائنًا اجتماعيًا يعمل مع آخرين وإلا تحول إلى تائه فى بيداء.
وليس كتابًا فى علم النفس، وإن علم النفس يغوص داخل نفوس الأفراد والجماعات معًا، لكى يكتشف الإنسان ذاته فيسعد بنفسه ومع الآخرين، وهذا ما يسمونه علم النفس الاجتماعى أو الجماعى.
وليس كتاب سيرة ذاتية، فالحديث عن الذات لا يهم إلا الذات، ولكن أليست الكتابة تحقيقًا للذات، وبالتالى لا تخلو من قصص وأحاديث عن الذات.
وليس كتاب فلسفة ولو عاد به الزمن للوراء لآثر أن يكون دارسًا للفلسفة، أى محبًا للحكمة، لأنها تتجاوز السياسة والواقع. وليس كتابًا عن الديمقراطية ولكنه يخدمها، فكلما فهم الإنسان ذاته وفهم زميله وجاره وإخوته، قبل أن يفتح معهم حوارًا حتى وإن اختلفوا معه، فهذا هو جوهر الديمقراطية، أى قبول مبدأ الاختلاف.
وليس كتابًا عن حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان فى الغرب تحمى الحرية الفردية، أما حقوق الإنسان فى بلادنا فينبغى أن تركز على حقوق الجماعات والانتماءات المختلفة، ولذا فهو يخدم حقوق الإنسان.
إذا لم يكن الكتاب هو كل ذلك، فما الذى يكونه إذن؟
يجيب ميلاد حنا من جديد:
فهو كتاب عن مصر، ولذلك فهى هناك من أول كلمة إلى آخر كلمة وبين السطور، وهو كتاب موجه إلى العقل، ولكن العقل وحده لا يكون حب الوطن، ولذلك فهو موجه إلى العقل والوجدان معًا، وهو كتاب ينمى الوطنية التى هى ليست تاريخًا مشتركًا فحسب، ولكنها مستقبل مشترك أيضًا، كما أنه كذلك كتاب يهدف للوحدة الوطنية فى مصر، وهى القضية التى كرس ميلاد حياته كلها لها.