بعد منح الثقة.. الحكومة اللبنانية تنتظر ورقة إصلاح «المعارضة»
نالت الحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة حسان دياب، اليوم الثلاثاء، ثقة المجلس النيابي بأغلبية 63 نائبًا من بين 84 حضروا الجلسة من إجمالي عدد النواب البالغ 128.
ويقود كتلة معارضة حكومة الدكتور حسان دياب، تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، ووفقًا لخريطة التصويت فإن الحكومة فقدت صوت 68 نائبًا، من بينهم 40 تغيبوا عن حضور الجلسة.
وحول تعامل المعارضة مع الحكومة اللبنانية في الفترة المقبلة، قال شارل جبور، المتحدث الإعلامي لحزب القوات اللبنانية، أن مسألة تعامل الأحزاب التي امتنعت عن منح الثقة للحكومة تختلف بالنسبة لكل منها، لافتًا إلى أنه بالنسبة للقوات اللبنانية سوف تتعامل مع الحكومة بمبدأ إذا أحسنت يصفق لها، وإذا اخطأت يصوب عليها.
وأضاف «جبور» في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أننا نعتبر أن هذه الحكومة تشكلت وسط خطيئة أصيلة، حيث تم تشكيلها على خلاف إرادة المواطنين والحراك، وخلافًا لمتطلبات الأزمة المالية والاقتصادية، معتبرًا أن الحكومة أخطأت في عدة خطوات من بينها ملف الموازنة حيث اعتمدت الموازنة القديمة وكان عليها اعتماد موازنة جديدة.
وأضاف: «نحن في القوات اللبنانية لم نمنح الثقة للحكومة، ولكن هذا لا يعنى أننا سنعمل على أساس معارضة أي شيء، ولكننا سنعارضها من أجل إخراج لبنان من الأزمة التي يواجهها، ولكن الأكثرية التي أنتجت هذه الحكومة عليها أن تتحمل نتائجها».
من جانبه قال مصطفى علوش، القيادي بتيار المستقبل، أن الواقعية السياسية تستدعي التفاف القوى المعارضة للحكومة للتعاون فيما بينهم لتشكيل قوى فاعلة، لافتًا إلى ضرورة أن يكون لديهم توجه واضح لكيفية طرح البدائل من خلال تبني مطالب المتظاهرين، وتبني نقاط جديدة لحل أزمة لبنان والوقوف بشكل واضح.
وأشار «علوش» إلى ضرورة طرح مسألة الإصلاح الاقتصادي بورقة تعاون مشتركة يتم تقديمها إلى البرلمان، قائلًا: «غير ذلك ستبقى المعارضة ضئيلة وضعيفة ومجرد مجموعة من الشلل التي ستثير بعض القلاقل البرلمانية من دون أي تأثير».
من ناحيته لفت فادي عكوم، الكاتب الصحفي اللبناني والخبير السياسي، أن المجلس النيابي حضره 84 نائبًا، نالت الحكومة 63 مقابل 20 ضدها، موضحًا بذلك أنه لو كان هناك تنسيق مسبق بين كل الجهات سواء أحزاب أو كتل ربما كانوا حجبوا الثقة عن هذه الحكومة.
وأضاف «عاكوم»: «وهم أعلنوا أنهم لم يحضروا؛ لأنهم غير راضيين عن الحكومة، وهذا يدل عن عدم تعاطي سياسي بين المعارضة اللبنانية».
وتابع: «الحراك السياسي سنجد تركيزه أكبر من قبل الأحزاب الكبرى المعارضة حاليًا، ومنها كتلة سعد الحريري تيار المستقبل، والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، لأنهم أعلنوا خلال الجلسة حجب الثقة»، متوقعًا ان تشهد الفترة المقبلة إعادة لملمة هذه المجموعة، وبالتالي فإنه ربما سنجد تحالف سياسي جديد تحت مسمى آخر بهدف إسقاط الحكومة أو ملاحقتها لتنفيذ عهودها».