محمد فودة يكتب: عيد الفلانتين.. دعوة للحب والتصالح مع النفس
بينما نستعد الإن لاستقبال "عيد الحب" أو كما يطلقون عليه فى الغرب "الفلانتين داي"؛ لا أدري إن كانت الدنيا قد تغيرت وتبدل حالها أم أن كلمة "الحب" نفسها هى التى لم تعد كما كانت من قبل وتحولت بقدرة قادر الى مجرد كلمة "سيئة السمعة" من فرط ما نراه ونلمسه في حياتنا من سيطرة للكراهية وانتشار ميكروب الحقد وتفشى وباء الغل وسواد القلوب.
بأى حال عدت يا عيد الحب.. هل جئت وأنت تقدم رجلاً وتؤخر الاخرى وتمشى على استحياء لأنك لم تعد قادرا على مواجهة كل هذا الانفلات فى العلاقات الانسانية بعد أن أصبحت ساحة القلوب مرتعاً لتلك الفئة من ضعاف النفوس الذين لا يجيدون سوى الطعن في الظهر ببراعة وباحتراف شديد، فأصبحت المصائب لا تأتي إلا من أقرب الناس الذين هم للأسف الشديد من أهل الثقة، فنجدهم قد تحولوا إلى معاول للهدم بل صاروا فى غمضة عين نجوما فى التآمر وأساتذة فى اغتيال كل المعانى النبيلة وعلى وجه الخصوص معاني "الوفاء والإخلاص".
هذا الإخلاص الذي أصبح في ذمة الله ولم يعد له وجود وسط تلك النوعية من البشر الذين تحركهم أطماعهم وأهدافهم الرخيصة، حتى وإن كان تحقيق تلك الأهداف يأتي على حساب الاخرين الذين كل ذنبهم أنهم وثقوا فيهم واعتبروهم من أقرب الناس، وبالتالي؛ فإن الطعنة لابد أن تكون مؤلمة وقاسية وموجعة لأنها غير متوقعة على الإطلاق.
بأى حال عدت يا عيد الحب وقد أصبح الحب نفسه في مهب الريح، ولم يعد له وطن يسكنه بعد أن احترقت القلوب التى كان يسكنها من قبل، وتحولت إلى ساحة للمعارك الوهمية من أجل مكتسبات زائفة أو تحقيق مجد وهمي لا وجود له على أرض الواقع.
ورغم ذلك فإننى وعلى المستوى الشخصى أظل متمسكا بمشاعرى الحقيقية تجاه من أحب وسط هذا الكم الهائل من الحقد والغل والكراهية، فقد اعتدت أن أسير وراء مشاعري وأن أهاجر بأحاسيسي إلى أي مكان يمنحني تأشيرة دخول بشرط أن تكون هذه التأشيرة بلا عودة لعالمنا المرتبك، هذا العالم الذي يعيش مكتظا بالمنغصات.
نعم سأظل وفيا لمشاعري تجاه "الغالية" التي لم أجد أروع ولا أصدق ولا أجمل من كلمة "الغالية" لأن أخاطبها بها.
نعم أنت بالفعل الإنسانة "الغالية" التي كانت وستظل بالنسبة لي تمثل "واحة الأمان" فليتك تعلمين أن ما يربطنى بك أكبر بكثير من كلمة "أحبك" تلك الكلمة التى لم يعد لها بريق أمام بريق عيناك وأمام ابتسامتك الصافية التى تمنحنى دائماً القوة والقدرة على مواجهة "أنواء" الحياة وتحدى كافة المنغصات. فأصبحت كلمة " الغالية" هي دستورى فى الحياة وهى بطاقة الهوية الشخصية التي تجسد بوضوح علاقتى بالدنيا التي أعيشها الان.
وبعيداً عن كل تلك المنغصات التي نعيشها ونحياها، هل ندع مناسبة عيد الحب تمر أمامنا مرور الكرام؟ أعتقد أن الاحتفال بعيد الحب الذى بات على الأبواب يمكن أن نتخذه فرصة لأن يسود بيننا الحب في كل شيء ليس على المستوى الشخصي، فقط بل يجب أن يسود الحب الحقيقي كل مكان على أرض مصر التي تشهد الآن نقلة نوعية في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، وذلك بأن نرتبط أكثر بوطننا وأن يكون كل منا عاملا مساعدا في الارتقاء والنهوض بالمجتمع، فبالحب تحيا الشعوب وبالحب ترتقي الأمم.
ساعتها سأقول وأقر وأعترف بأن الحب لم يترك الساحة، وأنه قادر بالفعل على إزاحة الحقد والغل والكراهية من طريقنا، لأن الخير والحق والعدل هي أصل الأشياء والحب فقط هو مفتاح السعادة في الحياة.
وكل عيد حب وأنتم طيبون.