واشنطن بوست: المخابرات الأمريكية تجسست على السادات في كامب ديفيد
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تحقيق استقصائي تنصت السلطات الأمريكية على الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومعاونيه أثناء تواجده في منتجع كامب ديفيد خلال مفاوضات السلام مع إسرائيل التي كانت تحت رعاية الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.
وأشارت الصحيفة في تحقيقها الذي نشرته اليوم إلى أنه منذ أكثر من نصف قرن وثقت الحكومات في جميع أنحاء العالم بشركة واحدة للحفاظ على سرية اتصالات جواسيسهم وجنودهم ودبلوماسييهم وهي شركة «Crypto AG».
وأوضحت الصحيفة أن هذه العملية عرفت باسم الرمز «Thesaurus وRubicon» وهي من بين أكثر العمليات جرأة في تاريخ وكالة المخابرات المركزية.
وحصلت هذه الشركة على عقدها الأول من خلال عقد لبناء آلات لصنع الأكواد الخاصة للقوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أصبحت مهيمنة على صناعة أجهزة التشفير لعقود من الزمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة السويسرية حققت ملايين الدولارات من بيع المعدات إلى أكثر من 120 دولة في القرن الحادي والعشرين، وكان من بين عملائها إيران، والمجلس العسكري في أمريكا اللاتينية، والهند وباكستان والفاتيكان.
وأضافت: «لكن ما لم يعرفه أي من عملائها على الإطلاق هو أن شركة Crypto AG كانت مملوكة سرًا من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شراكة سرية للغاية مع المخابرات الألمانية الغربية، وقامت وكالات التجسس هذه بتزوير أجهزة الشركة حتى يمكنها بسهولة كسر الرموز التي استخدمتها البلدان لإرسال رسائل مشفرة».
ووفقا للوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، قالت إنه في عام 1978 عندما اجتمع قادة مصر وإسرائيل والولايات المتحدة في كامب ديفيد للتفاوض على اتفاق سلام، كانت وكالة الأمن القومي تراقب سرا اتصالات الرئيس المصري أنور السادات مع المسئولين في القاهرة، الذي كان يستخدم معدات الشركة المذكورة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الترتيب الذي استمر لعقود من الزمن، كان من بين أكثر خفايا الحرب الباردة سرية فقد تم وضعه في سجل سري وشامل لوكالة المخابرات المركزية للعملية حصلت «واشنطن بوست» على تفاصيله.
وحددت الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة موظفي المخابرات الأمريكية الذين أداروا البرنامج والمديرين التنفيذيين للشركة المكلفين بتنفيذه.