«سلّم نمر» من مفردات الحارة المصرية
"بقولك إيه ياعم الحاج سيبك من الأخ ده لإنه خلاص سلم نمر" عبارة تسمعها كثيرا فى الحارة المصرية، فما هو المقصود بعبارة "سلم نمر"؟
المعنى القريب لعبارة "سلم نمر" تذكرك بسائق السيارة الأجرة التى انتهت صلاحيتها فسلم أرقامها للمرور، ولكن المعنى البعيد والحقيقى لا علاقة له بذلك، بل يخص الشخص الذى لم يعد بإمكانه فعل شئ، فهو بلا حول ولا قوة، يقولها شخص لآخر عن ثالث.
ويطالب الأول، الثاني، بأن ينفض يده عن الشخص الثالث، وتأتى هذه العبارة مثلا إذا ذهب شخصان إلى رجل ليحذروه من زيجة ابنته من شاب "صايع" فيجدوه لا يستطيع أن يتخذ قرارا خوفا من زوجته التى توافق على العريس أو خوفا من ابنته التى اختارت وقررت دون الرجوع لأبيها، وبهذا يكون الأب بلا قدرة على اتخاذ القرار المناسب بل ليس له القدرة على إبداء رأيه.
وتختلف عبارة "سلم نمر" عن عبارة "مسلم نمر"، أما سلم نمر فمقصود بها أن الرجل ضعف بعد قوة، وهذا الضعف نتج عن كبر فى السن أو فقر أو جور من الأيام، أو خطأ فعله الرجل حطّ من قدره أمام الناس أو أمام خاصته، فيقال حينها "الرجل خلاص سلم نمر"، يعني لم يعد قادرا على فعل شئ على عكس ما كان فى السابق.
أما "مسّلم نمر" فتقال فى حق الشخص الضعيف من البداية، ولم يضبطه أحدا فى مرة متلبسا باتخاذ قرار صائب أو قرار يحتاج إلى شجاعة، فهو على هذه الحال منذ جاء الحارة أو منذ ولادته فيها، ضعيف الشخصية وبلا رأي.
وإذا أمعنا النظر في هذه العبارة التى ظهرت داخل الحارة المصرية منذ ثلاثة عقود تقريبا، سنجدها مثل الكثير من العبارات التى خرجت من عباءة السائقين، والتي تبدأ في الغالب بينهم في مواقف السيارات ثم ينقلونها إلى حواريهم فتنتشر فى كل ربوع مصر بعد ذلك.