ننشر مرافعة النيابة في حادث محطة مصر
بدأت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في العباسية نظر جلسة محاكمة 14 متهمًا في حادث قطار محطة مصر، والذي تسبب في وفاة 31 مواطنًا وإصابة 17 آخرين، نتيجة إهمالهم والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم، بمخالفة دليل أعمال المناورة، ولائحة سلامة التشغيل الصادرة عن جهة عملهم، وتزوير التوقيع في دفتر حضور وانصراف عمال وملاحظي المناورة.
وترافع ممثل النيابة العامة، حيث أكد أن مبنى محطة مصر قد بني منذ 165 عامًا، في قلب العاصمة القديمة، وهو وجهة تعكس أن مصر منبع حضارة قديمة، وأنها ثاني أقدم بلد امتلك سكك حديدة.
وأضاف أنه إذا كان العالم اجتمع على أن القطار هو الوسيلة الآمنة، فكيف شهدت المحطة مشهدًا مروعًا ومخيفًا، حيث دخلت في وسط الجموع الآمنة قاطرة بلا قائد، مسرعةً بلا كابح، فحدث اصطدام وانفجار، وهرعت عدسات الكاميرات لمحل الواقعة للنقل العالم كل هذا الخطب.
وأوضح ممثل النيابة، أنه في بادئ الأمر ظن المواطنين أنه الإرهاب، مشيرا إلى أن أحد المتهمين خرج على المجتمع الغاضب غير آسف، يقدم اعذارا هزيلة، وسط ابتسامات سخرية واستهزاء، غير عابئ لصنيعه هذا الدمار الذي قدمته يداه، "قضية اليوم مجتمعية أدمت قلوبنا، من هول ما حدث".
كشفت تحقيقات كمال الشناوي، رئيس النيابة الكلية بشمال القاهرة، بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول للنيابة، أن المتهم علاء فتحي أبو الغار، ٤٨ سنة، سائق الجرار، قام بالعبث بالمعدات والأجهزة الخاصة بالقطارات، بتسيير حركتها على الخطوط عن طريق قيامه بتعطيل أحد وسائل الأمان بالجرار، وأفقده القدرة على الإيقاف، كما تلاعب بمجموعة حركة ذراع العاكس.
وأضافت التحقيقات أن المتهم الثاني أيمن الشحات، ٤٣ سنة، سائق جرار، قام بالتزوير بوضع إمضاءات بصفحة دفتر توزيع السائقين والمساعدين على القاطرات، بأن قام بتزوير توقيع المتهم الرابع أيمن العدس، ٥٤ سنة، سائق جرار، يفيد استلامه لمهام عمله على خلاف الحقيقة كمساعد لسائق الجرار، لاستكمال طاقم العمل به لإضفاء المشروعية على حركة تسيير الجرار دون إذن.
ووجهت النيابة للمتهم الثالث عاطف نصر، ٤٦ سنة، كاتب جرد، تهمة تزوير صفحتي دفتر حضور وانصراف عمال وملاحظي المناورة، بأن وضع توقيعين منسوب صدورهما للمتهم الثامن مصطفى عبد الحميد نصار، ٥٤ سنة، ملاحظ مناورة، بأن أثبت توقيع حضوره في المواعيد المقررة لمباشرة مهام عمله، لإضفاء المشروعية على أعمال الملاحظة داخل الورش.
واستندت النيابة في إحالة المتهمين لما شهد به سعد سعودي، رئيس الإدارة المركزية للتخطيط والصيانة بالوحدات المتحركة، بأن الجرار مزود بآلة تأمين في حالة الإغماء أو وفاة للسائق تسمى رجل الميت، وأنه لم يُبلغ بوجود أي أعطال في الجرار، وأن من واجبات قائد الجرار فحص كافة تجهيزات الجرار قبل التحرك به، والتأكد من سلامة كافة معداته ووسائل الأمان.