رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

40 فدانًا فاسدًا.. حكاية قناة إسطنبول بين «الديكتاتور» و«موزة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خرج الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، في 22 ديسمبر الماضي، معلنًا عن بدء تنفيذه لقناة إسطنبول، عبارة عن مجرى مائي موازٍ لمضيق البوسفور، على بعد 30 كيلومترًا منه في اتجاه الغرب، وتقدر التكلفة المبدئية للمشروع بحوالي 15 مليار دولار.

وتمتد قناة إسطنبول في غرب البلاد لتربط البحر الأسود في الشمال ببحر مرمرة بالجنوب، بطول 45 كيلومترًا، وعمق 25 مترًا، ويبلغ عرضها حوالي 400 متر، ويصل في إحدى النقاط إلى كيلومتر واحد.

وتبدأ القناة من بحيرة كوتشوك شكمجه، وهي بحيرة طبيعية في بحر مرمرة، إلى الغرب من إسطنبول، وتمتد شمالًا إلى سد سازليديري، ثم قرية شاملار، وصولًا إلى البحر الأسود.

"أهميته بالنسبة لأردوغان ومخالفته الاتفاقية"
لطالما وصف أردوغان مشروع قناة إسطنبول في كل مقابلة له بأنه "مشروعه المجنون"، وقال إن تركيا ستسمح للسفن الحربية بالمرور عبر القناة المنتظر شقها والتي ستقسم مدينة إسطنبول وهو ما يعني تجاهل اتفاقية عام 1936 لضمان الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأسود.

وتابع: السفن الحربية سيكون في مقدورها استخدام قناة إسطنبول بدلًا من العبور من مضيق البسفور الضيق، والتي ستربط أيضًا بين البحر الأسود وبحر مرمرة.

وتمنع معاهدة مونترو بقاء أي قطع بحرية حربية غير تابعة لدول البحر الأسود في البحر لأكثر من 21 يومًا، كما تفرض قيودًا على عدد القطع البحرية الحربية وحمولتها المسموح عبورها من مضيق البسفور، كما تحظر تمامًا عبور حاملات الطائرات من المضيق

"لماذا يعارض المسئولون الأتراك ؟"
أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، وصف المشروع بأنه خيانة، قائلا إن هناك 16 مليون مواطن يعارضون شق القناة، مؤكدًا أن الأموال التي تنفق عليها، لا طائل من ورائها، فضلًا عن ضررها البيئي.

وأكد الخبير البيئي دوغاناي تولناي من جامعة إسطنبول، أن القناة تستهلك موارد مائية، لأنه في الموقع الذي ستمر منه يوجد مخزون مياه إسطنبول، وهي تهدد النظام البيئي المعقد للمنطقة، كما أن الكثبان الرملية في شمال المدينة توجد بها غابات محمية وسيول ومراع مهمة بالنسبة إلى النظام البيئي و تحتضن مئات أنواع النباتات والحيوانات، كما يحذر تولوناي، وإخلال قوي بالنظام البيئي ستكون له عواقب اقتصادية.

"سر علاقة قطر بالقناة"
أزمة كبيرة وقعت بين الشعب التركي وأردوغان، عقب اكتشاف رئيس بلدية إسطنبول شراء الشيخة موزة 40 فدانًا بالقرب من القناة، وأعلن المتحدث باسم الولاية مراد أوجن، انسحاب بلدية إسطنبول الكبرى من المشروع لهذا السبب، كما كشف عدد من المعارضين الأتراك عن شراء موزة، الأرض التى تطل على مشروع القناة الجديدة، وسط رفض شعبى.

وطالب اتحاد غرف المهندسين المعماريين الأتراك في عريضة، وقع عليها عدد ضخم من الشعب التركي، بإلغاء المشروع، الذي أطلقوا عليه قناة موزة، في إشارة إلى والدة تميم بن حمد، أمير قطر.