"أروقة الخوف".. أكاديميون يكشفون وقائع الفساد فى جامعة قطر
كشف موقع " openDemocracy" الإنجليزي ومقره لندن، عن واقع مرير يعيشه أساتذة جامعة قطر الذين يعانون أجواء الخوف بالجامعة، لافتًا إلى أن الأساتذة يتعرضون إلى معاملة سيئة، مثل مئات الآلاف من العمال المهاجرين الذين يشكلون غالبية سكان قطر.
وذكر الموقع، في تقرير له، أن جامعة قطر المرموقة تواجه اتهامات بتعزيز مناخ من الخوف بين أروقة الجامعة، إذ يخشى الأكاديميون التحدث عن الانتهاكات المستمرة.
وأوضح التقرير، أن هذه الاتهامات بدأت تتكشف علنًا منذ فبراير الماضى، عندما استقال أحد الأساتذة بجامعة قطر وأرسل خطابًا للزملاء والطلاب يدعو فيه لمواجهة الفساد والمحسوبية فى الجامعة، وخاصة كليتى الآداب والعلوم.
وأشار التقرير، إلى أن الرسالة التي كتبها الدكتور حيدر بدوى، وهو مواطن أمريكي من أصل سودانى، انتشرت عبر منصة موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، فيما أيده العديد من رواد الموقع بأن الفساد في الجامعة كان متوطنًا.
ومن بين القضايا التي أثارها "بدوي" في رسالته، طريقة معاملة أعضاء هيئة التدريس الذين يتعرضون لمعاملة قاسية وغير عادلة نتيجة لشروط وأحكام التعاقدات الخاصة بهم.
وكتب بدوي، في رسالته: "تحولت الجامعة إلى مركز للظلم والقمع، لقد أصبحت مكانًا لانتهاك الحقوق، لديّ العديد من قصص المأساوية التي يتحدث عنها زملائي في الكلية أو في إدارتي أو الأقسام الأخرى".
وتحدث بدوي، في خطابه أيضًا، عن إجراءات التعاقد التي يمكن بموجبها إنهاء خدمة الأساتذة تحت ذريعة حجج ومزاعم واهية.
ولفت التقرير، إلى أن جامعة قطر التي تأسست عام 1977، تضم أكثر من 20 ألف طالب وأكثر من ألف عضو بهيئة التدريس سواء قطريين أو غير قطريين.
وأضاف الموقع، أنه بعد ظهور خطاب "حيدر بدوى"، تم استدعاؤه إلى اجتماع مع المسئولين الذين وعدوه بمعالجة كل مخاوفه، بما في ذلك انتقاده لعدم تجديد عقود اثنين من أعضاء هيئة التدريس في قسم الاتصال الجماهيري.
وعقد الدكتور رشيد الكواري، عميد كلية الآداب بالجامعة آنذاك، والذي كان هدفًا للنقد اللاذع من قِبل الدكتور "بدوي"، اجتماعًا مع أعضاء هيئة للتدريس بالقسم، وتعهد بمراجعة قراراته بشأن عدم تجديد العقود والتحقيق في الشكاوى.
ومن بين أولئك الذين لم يتم تجديد عقودهم بالجامعة، البروفيسور "ليون باركو"، الذي كان في إجازة من جامعة "يونشوبينج" بالسويد، بالإضافة إلى الدكتور "بارخو"، وهو مراسل سابق لوكالة "رويترز"، وعمل كاتبًا في وكالة "أسوشييتد برس".
وقال موقع "openDemocracy"، إنه في أبريل الماضي، تمت إقالة الدكتور "بدوى" على الفور، كما تم إغلاق حساب البريد الإلكتروني الجامعى الخاص به، وتم منعه من التدريس أو حتى دخول الحرم الجامعي.
وأشار التقرير، إلى أن أعضاء هيئة التدريس والطلاب أصيبوا بالصدمة عندما اكتشفوا أن سلطات الجامعة نشرت عربات الشرطة بالقرب من قسم الكلية، لمنع "بدوى" من دخول المبنى، مضيفًا: أنه بمجرد رؤية سيارات الشرطة، أخلى العديد من أعضاء هيئة التدريس المبنى خوفًا.
وأفاد التقرير، بأن قضية "حيدر بدوي" ليست الأولى من نوعها، إذ قضى الدكتور "بارخو" ستة أشهر مروعة في جامعة قطر قبل عودته في النهاية إلى السويد.
وذكر قائلًا: "لم أواجه مثل هذا الخوف في حياتي، ظنوا أنني وراء انتقادات الدكتور "بدوي"، وأخبرني العميد أنني سأدفع ثمنًا باهظًا لأن خطاب الدكتور "بدوي" تضمن فقرة للدفاع عني، ولأنني لم أذهب إليه للتبرؤ من النقد الذي وجهه إلى إدارتها".
وقال "بارخو"، إنه التقى العميد ثلاث مرات، وأصر على أنه لا علاقة له بموجة النقد المتداولة على "تويتر"، إلا أن العميد كان مصرًا على إلقاء اللوم على الدكتور "بارخو"، مشيرًا إلى أن المسئولين جعلوا حياته أشبه بالجحيم خلال الفترة المتبقية من إقامته في الجامعة.
وعند عودته إلى السويد، أرسل خطابًا لوداع أعضاء هيئة التدريس، وتم نشر الرسالة على موقع "تويتر"، ولاقت العديد من التعليقات والتغريدات التي تنتقد الجامعة.
وحظرت السلطات على الفور، حسابه، وأزالت أي أثر لخطابه، حيث كشف الدكتور "بارخو" في رسالته أنه على الرغم من رواتبهم والمزايا الخاصة بهم، فإن أعضاء هيئة التدريس كانوا يعاملون في بعض النواحي معاملة سيئة مثل مئات الآلاف من العمال المهاجرين الذين يشكلون غالبية سكان الإمارة الصغيرة.
وأكد التقرير، أنه ليس فقط أعضاء هيئة التدريس من غير القطريين الذين لديهم سبب للشكوى، وإنما هناك استياء واسع النطاق لظروف الجامعة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس القطريين.
وقال "ليون بارخو"، إنه بينما توقف معظم زملائه غير القطريين عن التواصل معه بعد ظهور رسالته، فقد تلقى الكثير من الدعم من أعضاء هيئة التدريس القطريين والطلاب القطريين من خلال المكالمات والرسائل الإلكترونية والتعليقات على "تويتر".
وذكر التقرير، أنه بعد رد الفعل الواسع الناجم عن رسالته، تم الوصول إلى "بارخو" من قبل مسئول جامعي لعرض التسوية والتحقيق في شكاواه، ولكن بعد مرور أشهر، اكتشف أن الجامعة تحاول شراء الوقت فقط.