محلل جزائري يكشف لـ"الدستور" خطة تبون لإدارة الجزائر
أدى عبد المجيد تبون الأسبوع الماضي اليمين الدستورية رئيسا للجزائر، بعد فوزه من الجولة الأولى في أول انتخابات جرت بعد استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على منافسيه الأربعة، مقدما وعودا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية ومحاربة الفساد.
وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور" أوضح "محفوظ شخمان" المحلل السياسي الجزائري، أن الرئيس تبون سيعطي الأولوية لمحاولة استرجاع الأموال المهربة ومواجهة الفساد، والتركيز على ملفات الاقتصاد، والعمل على فتح مجال الاستثمار الأجنبي ودعم الشباب.
وبشأن تشكيل الحكومة التي يعتزم الرئيس تبون تشكيلها لمساعدته في تحقيق رؤيته الانتخابية أكد "شخمان" أن تبون سيبحث عن حلول فيما يتعلق بآليات تعزيز الدخل والخزينة العمومية للجزائر، معقبا "أعتقد أن تبون سيعمل وفقا لمبادىء الكفاءة والخبرة ودعم وجود فئة الشباب في بعض الوزارات لتكافئ الفرص حسب وعوده"
وأضاف المحلل الجزائري "أعتقد أن الرئيس تبون سيمنح عدد من الحقائب الوزارية، لمرشحين اثنين في الرئاسيات سيشاركان في الحكومة بشباب من إطارات حزبيهما مثل جبهة المستقبل بزعامة عبد العزيز بلعيد وحركة البناء الوطني بزعامة عبد القادر بن قرينة".
وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية 12 ديسمبر الجاري وبعد إعلان النتيجة بفوز تبون برئاسة الجمهورية خرجت تظاهرات في العديد من أنحاء الجزائر معترضة على إجراء الانتخابات من الأساس في ظل الظروف السياسية الحالية مطالبين بإلغاء النتائج.
وتعليقا على كيفية تعامل الرئيس تبون خلال الفترة المقبلة مع التظاهرات أوضح "شخمان" أن تبون له منهجية سياسية واستراتيجية واقعية في التعامل مع المظاهرات وهو صاحب مقولة أنه لولا مظاهرات نوفمبر لم يكن ليصبح رئيسا للجزائر لهذا من المحتمل فتح باب الحوار مع الجميع للحد من التظاهرات.
وأصدر تبون خلال حملته الانتخابية تصريحات حادة ضد فرنسا بسبب تدخلها في الشأن الجزائري، إلا أن "شخمان" قال إن العلاقات مع الدول الأوربية سيديرها الرئيس تبون وفق مبادئ القانون الدولي والعلاقات بين الدول وسيعقد اتفاقيات مع مختلف الدول، أما بالنسبة لفرنسا بشكل خاص يشجع التعاون معها اقتصاديا لكنه لن يسمح بوجود أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد قائلا: "لا أعتقد أن الرئيس تبون" سيسمح بذلك فهو ضد التدخل السياسي للدول الأجنبية في الشأن الداخلي".
ووعود تبون خلال حملاته الانتخابية بمحاسبة الفاسدين أيا كانوا خاصة من رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وأكد شخمان المحلل الجزائري على أن وفقا لخطابات وتصريحات تبون في الحملة الانتخابية فإنه لن يتسامح مع الفساد والمفسدين وأن أموال الجزائر سترد كاملة.