رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرثا محروس: حضور المعارضين سر نجاح المنتدى ومشاركة منظمات دولية وإقليمية أكثر فى النسخة الثالثة

جريدة الدستور


رأت مرثا محروس، أمين لجنة المواطنة بحزب «حماة وطن» عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن أهم أسباب نجاح منتدى شباب العالم هو إتاحة فرصة الحديث للجميع، بمن فيهم المعارضون، مشيرة إلى أن القيادة السياسية لا تُغلق الباب فى وجه أحد، وتستمع لآراء وأفكار الجميع، لأن الأمر يعود بالنفع على مصر أولًا وأخيرًا. وكشفت «مرثا»، فى حوارها مع «الدستور»، عن أن النسخة الثالثة من المنتدى ستشهد مناقشة العديد من الملفات، من بينها توفير فرص عمل للشباب، وتمكين المرأة، وتحديات الأمن الغذائى وتغير المناخ. وأشارت إلى أن النسخة الجديدة تتميز عن النسختين السابقتين بتواصل إدارة المنتدى مع المزيد من المنظمات الدولية، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمى بالمنتدى، عقب تطبيق مخرجاته وتوصياته وتحويلها إلى واقع فعلى.

■ بداية.. هل تتوقعين أن تكون النسخة الثالثة للمنتدى امتدادًا لنجاح الدورتين السابقتين؟
- أعتقد أنها ستحقق نجاحًا أكبر، فالمنتدى بمثابة فرصة عظيمة أمام شباب العالم للتعبير عن آرائهم حول التحديّات التى تواجه عالمنا اليوم، ونجح، خلال دورتيه السابقتين، فى إكساب الشباب العديد من الخبرات، عن طريق اللجان والموائد المستديرة وورش العمل.
والنسخة الثالثة، التى تعقد فى الفترة من ١٤ حتى ١٧ ديسمبر الجارى، تعد امتدادًا للنسخة الأولى التى انطلقت فى عام ٢٠١٧، تحت شعار «نحن نحتاج للحديث»، لتسليط الضوء على ضرورة وجود نقاش مفتوح بين الشباب من جميع أنحاء العالم، وإعطاء رسالة سلام ورخاء، وذلك بحضور حوالى ٣٢٠٠ شاب من ١١٣ دولة، وأكثر من ٢٢٢ متحدثًا من ٦٤ دولة.
وكذلك تعد امتدادًا للنسخة الثانية من المنتدى، فى نوفمبر ٢٠١٨، التى شارك فيها حوالى ٥ آلاف شاب من جنسيات مختلفة، وشهدت مناقشة موضوعات حول السلام والتنمية والإبداع، وانتهت بالعديد من التوصيات، أهمها اختيار أسوان عاصمة للشباب الإفريقى لعام ٢٠١٩، وعقد ملتقى الشباب العربى والإفريقى لمناقشة أهم القضايا والتحديّات التى تواجه الشباب فى القارة الإفريقية والمنطقة العربية.
■ ما الفارق فى النسخة الجديدة من وجهة نظرك؟
- إدارة المنتدى هذا العام أعلنت تعاونها مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية الرائدة، على رأسها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، والاتحاد الدولى للاتصالات، والاتحاد من أجل المتوسط، وبرنامج دعم وتطوير التعليم الفنى والتدريب المهنى.
■ كيف سيؤثر التعاون مع تلك المنظمات على التوصيات الختامية للمنتدى؟
- سيتم عقد جلسات وورش عمل بمشاركة فعالة من هذه المنظمات الدولية والإقليمية من أجل تحقيق تعاون مثمر بين المنتدى وتلك المنظمات، وسيسهم ذلك فى تحقيق المبادرات والمقترحات التى يتوصل إليها الشباب، وأتوقع أن تكون ثمار هذه المناقشات الثرية العديد من التوصيات المهمة.
وأرى أن مشاركة شباب مصر لشباب العالم فى هذا المحفَل الدولى الثرى يساعدهم فى التعبير عن آرائهم، والخروج بتوصيات ومبادرات فى حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، ما يجعله فرصة للتواصل مع كبار صانعى القرار والمُفكّرين حول العالم، والتعرف على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى فى عالم اليوم وعالم الغد.
■ ما أبرز القضايا المتوقع مناقشتها خلال الجلسات؟
- أتوقع أن يشهد المنتدى هذا العام مناقشات ثرية حول الشباب والإبداع والتنمية، لكنه سيركز تحديدًا على عدد من القضايا الجديدة والملحة على الأجندة الدولية، مثل الأمن الغذائى وتغير المناخ والذكاء الاصطناعى، بجانب فرص العمل الدولى المشترك للقضاء على نقص الغذاء، والوقاية من أشكال سوء التغذية كافة، فى إطار ما اشتملت عليه أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠.
■ كيف يتم اختيار موضوعات المنتدى؟
- اختيار الموضوعات يتم بمنتهى العناية والدقة، لأن الأمر يعود بالنفع على مصر أولًا، ويخدم رؤيتنا السياسية، وفى ظل عالم تحكمه التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، كان من الضرورى أن يخصص المنتدى موضوعات نقاشية متكاملة تتعلق بكل من الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعى، حيث سيتم تناول هذه المحاور النقاشية وجميع المفاهيم والتقنيات المرتبطة بها فى إطار تفاعلى ومن منظور شبابى ومعاصر.
■ لماذا حاز المنتدى على إعجاب الجميع بمن فيهم المعارضون؟
- أول أسرار نجاح المنتدى هو عدم إغلاق الباب فى وجه أحد، فحتى المختلفون سياسيًا مع الدولة حضروا الجلسات، والحدث كان مفتوحًا أمام من يريد المشاركة ويتحدث بحرية تامة دون أى إملاء أو فرض لرأى، وتحدث بعضهم فى جلسات علنية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، والأجمل أن أفكار بعضهم أخذت طريقها إلى التنفيذ، ومنها على سبيل المثال، تشكيل لجنة العفو الرئاسى المختصة بدراسة حالات الشباب المحبوسين على ذمة قضايا.
■ ماذا عن الترويج للسياحة باعتباره أحد الأهداف؟
- للمنتدى مردود سياحى كبير على شرم الشيخ، فمن خلال متابعتى تحركات المشاركين خاصة من الدول الأوروبية والإفريقية لاحظت استمتاعهم بالأجواء بأمان وسعادة، وهو ما يمثل أقوى وأكبر رد على الدول التى تحارب السياحة المصرية وتحاول بشتى الطرق الادعاء بأن الوضع غير آمن.
■ ما النجاحات الأخرى التى تحققت من وجهة نظرك؟
- نجح المنتدى فى تعزيز التعاون والحوار المتبادل بين قادة الشباب الأوروبيين والعرب حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، فى إطار الالتزام بثقافة حقوق الإنسان العالمية والحوار بين الثقافات.
كما استطاع المنتدى فى نسختيه السابقتين الوصول إلى توصيات مهمة تضافرت كل الجهود لتحقيقها، ومن بينها دعوة مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب إلى تنفيذ خطة للتبادل الأكاديمى والثقافى مع جميع الأكاديميات والمعاهد ومراكز التدريب المقابلة لها، وتخصيص عدد من المقاعد للطلاب من الدول العربية والإفريقية والآسيوية واللاتينية، وكذلك دعوة رئاسة مجلس الوزراء المصرى بالتنسيق مع الوزارات المعنية إلى إنشاء مركز إقليمى لدعم ريادة الأعمال وتمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.
وفى منتدى شباب العالم ٢٠١٨، تضمنت النجاحات إعلان أسوان عاصمة للشباب الإفريقى لعام ٢٠١٩، وعقد ملتقى الشباب العربى والإفريقى تزامنًا مع بداية رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى، وكذلك دعوة الأكاديمية الوطنية للتدريب إلى تطوير آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربى والإفريقى فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال إطلاق برنامج القيادة الرئاسية الإفريقية.
■ وماذا عن ملف تمكين المرأة والفن والسينما والتعاون مع منظمة الاتحاد من أجل المتوسط؟
- تمكين المرأة ملف مهم جدًا، خاصة فى ظل تزايد الاعتماد على المرأة فى مجالات عديدة، ودورها فى المجتمع فى عصر التكنولوجيا الرقمية فى هذه المرحلة، وكذلك التحديات التى يلاقيها الإبداع والفن والسينما فى عصر الثورة الصناعية الرابعة ودورهم المهم كقوة ناعمة شديدة التأثير.
أما عن منظمة «الاتحاد من أجل المتوسط» فقد تابعت على موقعها الرسمى حرصها على المشاركة فى المنتدى من خلال تنظيم نموذج محاكاة سيتيح للمشاركين التعرف على المزيد عن الاتحاد، ومناقشة استراتيجية شبابه الجارى إعدادها، وأعتقد أنها ستكون فرصة جيدة للجمع بين ممثلى منظمات الشباب العالمى وواضعى السياسات لمناقشة كيفية إشراك الشباب فى البرامج الدولية الطموحة.