رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تعمل منظمات المجتمع المدنى فى إسرائيل؟

جريدة الدستور

تصدر خبر طرد عمر شاكر، ممثل منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الصحف العبرية، واحتل العناوين الرئيسية، خلال الأيام الماضية، وانقسمت الآراء فى تل أبيب بين مؤيدين ومعارضين للقرار، الذى اتخذته المحكمة الإسرائيلية العليا.
وقضت المحكمة بتأييد حكم سابق بطرد ممثل «هيومن رايتس ووتش»، لدعمه الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، المعروفة اختصارًا باسم ««BDS، وتضمن القرار ضرورة مغادرته، وهو مواطن أمريكى، لإسرائيل فى غضون ٢٠ يومًا.
وفتحت تلك الواقعة من جديد الحديث عن ملف منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى بشكل عام داخل إسرائيل.
ويمكن - فى هذا الشأن- تصنيف منظمات المجتمع المدنى لنوعين، الأول منظمات تعمل داخل تل أبيب، والثانى منظمات تعمل خارجها، وفى كل منها يوجد المؤيد والمعارض للكيان المحتل.
ومنظمات المجتمع المدنى العاملة داخل إسرائيل وتعارضها، هى منظمات غير حكومية أو هادفة للربح، وأغلبها يتم تمويله من قبل التبرعات، وفى بعض الأحيان من الاتحاد الأوروبى، قد تزايد عددها وقوتها ومكانتها داخل المجتمع الإسرائيلى، مؤخرًا، حتى أصبحت تمثل صداعًا لـ«تل أبيب».
وتعارض أغلب هذه المنظمات الاحتلال وتعمل على إنهائه، باعتباره سببًا لانتهاك حقوق الإنسان، وترفع شعار النضال من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة، وعن حق المساواة بين العرب واليهود، وتحسين أوضاع ومكانة المواطنين العرب الفلسطينيين فى إسرائيل.
لذلك، تتعرض هذه المنظمات، من حين لآخر، لحملات مناوئة تتضمن كتابات على جدران الشوارع ضد عملها، وهو ما حدث ضد كل من منظمتى العفو الدّولية و«أساف» لمساعدة اللاجئين وطالبى اللجوء فى إسرائيل ومركز تابع لجمعية «أليفليت».


«بتسيلم» تهتم بتوثيق الانتهاكات العبرية

من أهم هذه المنظمات، التى تمثل قوة داخل إسرائيل، منظمة «بتسيلم»، التى تأسست عام ١٩٨٩، على يد مجموعة من المفكرين والقانونيين والصحفيين وأعضاء «الكنيست»، بهدف توثيق أى انتهاكات لحقوق الإنسان داخل إسرائيل ووضعها أمام صانعى القرار، وتغيير سياسة الحكومة فى هذا الشأن. وتمول المنظمة أنشطتها عن طريق صناديق التبرعات فى أوروبا والولايات المتحدة، التى تدعم فعاليات حقوق الإنسان فى أرجاء العالم، وكذلك عن طريق تبرعات من شخصيات مختلفة فى إسرائيل ودول أخرى، واستطاعت أن تحتل مركزًا مرموقًا لدى منظمات حقوق الإنسان على المستوى العالمى.

«يكسرون الصمت» تجمع شهادات عن العمليات العسكرية

منظمة «يكسرون الصمت» تأسست فى عام ٢٠٠٤، من مجموعة جنود خدموا فى الخليل، وغيرهم ما زالوا يخدمون فى وحدات عسكرية مختلفة، بهدف جمع إفادات وشهادات من الجنود عن طبيعة العمليات العسكرية. ويجمع أعضاء «يكسرون الصمت» الأدلة، ثم يخضعونها إلى تحقيق دقيق للتأكد من صحة المعلومات والبيانات، عبر شهود عيان، أو البيانات والمعلومات التى تنشرها منظمات حقوق الإنسان الأخرى التى تعمل فى نفس المجال، ثم بعد التأكد الكامل من صحتها تنشر تلك المعلومات دون الكشف عن هوية الجنود لحمايتهم وتشجيعهم على الحديث.

«حاخامات» تهدف لتغيير أفكار الإسرائيليين

المنظمة الوحيدة صاحبة المرجعية الدينية والتقاليد اليهودية فى مجال حقوق الإنسان هى منظمة «حاخامات من أجل حقوق الإنسان»، التى يطلق عليها «حراس القضاء»، وتضم حاليا حوالى ١٠٠ من الحاخامات وطلابهم، وذلك منذ تأسست فى ١٩٨٨. والمنظمة هى الكيان «الحاخامى» الوحيد فى إسرائيل، الذى يعمل بالمشاركة مع حاخامات أرثوذكس وإصلاحيين ومحافظين وتجديدين، ومن بين أعضائها حاخامات يزاولون مهنًا ووظائف عامة حتى يستطيعوا إحداث تغيير فى طريقة تفكير الإسرائيليين، ويعملون على نشر معلومات عن حقوق الإنسان، بالتعاون مع منظمات حقوق الإنسان الأخرى فى إسرائيل والعالم.

«عدالة» و«مساواة» يسعيان لتحسين أوضاع الفلسطينيين

يعنى مركز «عدالة»، الذى تأسس فى عام ١٩٩٦، بدفع وتعزيز حقوق المواطنين العرب، وهو مركز مستقل ومسجل فى إسرائيل كجمعية غير ربحية، وكذلك مركز «مساواة»، الذى تأسس فى عام ١٩٩٧، كجمعية غير هادفة للربح، وتضم ناشطين فى جمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان، بهدف تحسين أوضاع ومكانة المواطنين الفلسطينيين، بالتعاون مع منظمات غير حكومية، والسلطات المحلية، والأحزاب السياسية، ويتلقى دعمه من عدة صناديق ومؤسسات مثل «الصندوق الجديد لإسرائيل»، والاتحاد الأوروبى.

«أطباء لحقوق الإنسان» ترصد التعذيب فى مراكز الاعتقال

منظمة «أطباء لحقوق الإنسان»، تأسست عام ١٩٨٨، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بمبادرة من الدكتور روحاما مارتون، الذى يشغل منصب رئيس الجمعية الآن، لمواجهة التعذيب فى مراكز الاعتقال الإسرائيلية، ورفض مشاركة الأطباء فيه، والدعوة للإبلاغ عن أى حالات تعذيب تحدث فى السجون ومراكز الاعتقال.

«جوش شالوم» تطلب الانسحاب من الأراضى المحتلة

ترى منظمة «جوش شالوم»- التى تأسست عام ١٩٩٣، على يد داعية السلام أورى أفنيرى، وهو واحد من أبرز رموز اليسار فى إسرائيل، ومؤلف كتاب «إسرائيل بدون صهيونيين»، الذى أثار جدلًا كبيرًا بعدما قال إن حرب ١٩٦٧ لم يردها أحد- أن إسرائيل مطالبة بالانسحاب من كل الأراضى المحتلة، ومن بينها القدس الشرقية، وإزالة المستوطنات.


«لا للحواجز» تعارض السيطرة على الضفة الغربية

تعارض منظمة «لا للحواجز»، التى تأسست من قبل ٣ سيدات، هن: رونى يجر، وعادى قونسمان، ويهوديت قشت، سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، وترصد الانتهاكات التى يتعرض لها الفلسطينيون عند نقاط التفتيش، وسلوك الجنود الإسرائيليين عند تلك النقاط، وذلك بهدف تسهيل الحركة عند نقاط التفتيش.

«السلام الآن» تأمل فى إقرار حل الدولتين

وتعمل من أجل حل الدولتين وإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، ورفع الوعى لدى الإسرائيليين حول كون المستوطنات هى العقبة فى طريق تحقيق السلام.
تأسست حركة «السلام الآن» فى أعقاب زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل، وهى حركة لديها رواج كبير فى الشارع.