رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد العزبي عن محمود السعدني: "الولد الشقي كان عنده نظر"

الكاتب الصحفي محمد
الكاتب الصحفي محمد العزبي

سنوات طويلة قضاها الكاتب الصحفي محمد العزبي مرافقا للكاتب الساخر محمود السعدني داخل حجرة واحدة بجريدة "الجمهورية"، حيث جمعتهما مجموعة من الذكريات والمواقف، التي لا تنسي يصفها "العزبي" بأنها: «أيام الرياسة والصياعة»، ومن ضمنها هذا الموقف:

يقول: قبل حرب أكتوبر بأسابيع قليلة كان هناك مسلسل يومي لاسم "عماشة عكاشة"، بطولة الفنان ابن البلد خفيف الدم والروح "محمد رضا" ومعه كان "سيد زيان وإبراهيم سعفان ونبيلة السيد"، وقد حدث تعديل في يوم العبور إذ وقف إبراهيم سعفان في آخر الحلقة بقامته القصيرة وعلي وجهه جدية لم نعرفها من قبل وبحماس شديد وصوت أشد وأنشد وهو حامل العلم المصري فوق جبل من الرمل: "محمد أفندي رفعنا العلم".

وحدث أن قابل الرئيس السادات الكاتب الكبير "أحمد بهاء الدين" فسأله مين اللي كتب كلام المسلسل؟، أجابه بهاء: «عبدالرحمن شوقي» ولم يكن السادات يعرفه، فأضاف بهاء: يبقي نسيب محمود السعدني.

ضحك السادات ضحكته العميقة الصافية وقال: والله العظيم!!، أراد بهاء أن ينتهز الفرصة لفتح موضوع عودة السعدني للكتابة، لعل الرئيس يستعيد ايام الصياعة مع "زكريا الحجاوي وأحمد طوغان" ورفيق رحلة الصحافة في جريدة "الجمهورية".. ولكن السادات دخل في موضوعات أخري.

لم ينس الرئيس النكت التي كانت تنقلها له أجهزة الأمن مما كان يسرف السعدني في قوله.. هذا غير ما قرأه بنفسه عندما كان في اجتماع للاتحاد الاشتراكي في الجيزة قبل أن يصبح رئيسا»، وكان بصحبته "فريد عبدالكريم" أمين الحزب ومحمود السعدني رئيس التنظيم الطليعي في الجيزة.

قال السادات للمواطنين في قرية "ناهيا": جئت لكم أحمل رسالة من القائد المعلم جمال عبدالناصر وأنقل لكم تحياته.. صفقت الجماهير.. فاذا بفريد عبدالكريم يكتب في قصاصة ورق: "تفتكر يا سعدني جمال عبدالناصر يعرف بلد اسمها ناهيا"؟.

فكتب السعدني علي ظهر الورقة: علي الاطلاق. ولا يعرف أنور السادات نفسه!.. ضحك فريد وقهقه مجلجلا.. بحركة سريعة خطف السادات الورقة وقرأها.

واختتم "العزبي" حديثه قائلًا: «الولد الشقي كان عنده وجهة نظر».