رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حلم الفورمة».. ضحايا المكملات الغذائية: «اتخدعنا بوهم البطولة»

جريدة الدستور

حلم يسعى ورائه العديد من الشباب، في تكوين جسم مثالي، أو كما يطلقون عليه "الفورمة"، متجهين نحو الصالات الرياضية لشراء أنواع مختلفة من العقاقير التي تحتوي على مادة البروتين؛ بسبب سرعة مفعولها في رسم شكل الجسم المرغوب به، لكنهم يعتمدون على إرشادات المدربين لهم دون أي متابعة أو إرشادات طبية.

قبل أيام قليلة، حذرت وزارة الصحة من تناول منشطات كمال الأجسام دون إشراف طبي مكثف منعًا للإصابة بمشاكلها الصحية، التي تتمثل في النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم والسرطان وتليف الكبد، بالإضافة إلى كونها سبب رئيسي فى الاضطرابات النفسية والعصبية وظهور حب الشباب والعقم.

شباب كثيرون أصيبوا وتعرضوا لتلك الأمراض؛ بسبب تناولهم منشطات كمال الأجسام والمكملات الغذائية المغشوشة التي لا يكون عليها عادة رقابة من وزارة الصحة، "الدستور" استعرضت حكايتهم وإصابتهم، إلى جانب جولة داخل إحدى صالات الجيم لرصد بيع تلك المنتجات وأسعارها.

"عمر فتحي"، 21 عامًا، أحد ضحايا منشطات كمال الأجسام، يحكي في حديثه لـ"الدستور" عن معاناته مع تلك المكملات، قائلًا: "كنت أتدرب بشكل يومي داخل صالة جيم صغيرة حتى نصحني المدرب بتناول مكمل غذائي ومقويات من البروتين لسرعة الوصول للجسم الذي ابتغاه، وبالفعل اقتنعت برأيه واشتريت منه عبوة لمنتج "الماس" تبلغ قدرها 500 جنيهًا".

يضيف: "لم يمر يومين من تناول العقار حتى شعرت بنوبة من الصداع والإرهاق الشديد، بجانب إصابتي بالقئ المستمر والمغص، وذات يوم استلقيت على الأرض أثناء التدريب داخل الصالة بعد تناول الجرعة بمدة لا تتجاوز النصف ساعة، ونصحني الطبيب حينها بالابتعاد نهائيًا عن تناول تلك المكملات، وأرشدني إلى بعض الفيتامينات التي تساعد على تغذية الجسم بشكل سليم".

أجرى "محرر الدستور" جولة داخل إحدى صالات الجيم في منطقة فيصل، للحديث مع مدرب كمال الأجسام "هيثم سالم"، الذي أوضح أن هناك صالات رياضية تتعمد تقليد أنواع معينة من المكملات الغذائية الأصلية بأنواع أخرى مغشوشة ومركبة بقصد غش الشباب، على أمل أن هذه المكملات تساعدهم في بناء جسم رياضي وقوام ممشوق.

يستكمل: "تؤثر تلك المنتجات على الشباب بالضعف الجسدي، وأحيانًا تسبب العقم لدي البعض منهم، فيصبحوا غير قادرين على التدريب وغير مؤهلين لبناء الجسم المثالي أيضًا".

يضيف: "يجب على الشباب ضرورة الحفاظ على جسمهم وعدم الانسياق خلف أي منتج لمجرد الوهم بأنهم سيصبحون أبطالًا بعد تناول الجرعة"، موضحًا في حديثه مع "الدستور"، أنه تقابل مع حالات عدة تعاني من تلك المكملات داخل الصالة الخاصة به، ونصحهم بالابتعاد عنها على الفور، والتركيز في التدريبات فقط.

"محمد محسن"، 24 عامًا، هو أحد الشباب الذين وقعوا ضحية المكملات بعد توجهه لصالة جيم في محافظة الجيزة، واستخدام عقار يسمى "ليبو 6 بلاك" لرغبته في انقاص وزنه الزائد، بعد أن نصحه المدرب لتناول العقار مرتين في اليوم على مدار 3 اشهر، مع التدريب داخل الصالة، وبالفعل استمر الشاب في تناول العقار يوميًا حتى وقع مغشيًا عليه بسبب عدم تحمل جسمه لمكونات العقار.

التحاليل الطبية أثبتت إصابة الشاب بارتفاع شديد في ضغط الدم؛ بسبب وجود جرعات كبيرة من العقار الأسود داخل جسمه، مع العلم أن جسمه لا يتقبل هذه المكونات بسهولة، مضيفًا: "من يومها مخدتش مقويات تاني، واتعلمت مشتريش أدوية إلا بمتابعة مع أطباء مختصين في الناحية دي".

الدكتور "يوسف علي"، استشاري التغذية، يوضح في حديثه لـ"الدستور"، أنه يجب الرجوع لاستشارة الطبيب قبل تناول أي منشطات أو مقويات للتأكد من سلامتها، بسبب أعراضها الخطيرة التي تتسبب في أمراض مومنة ليس من السهل علاجها.

يشير إلى المكملات المغشوشة التي غالبًا ما يقع الشباب ضحيتها، بأن هناك علامات تفرق بين المكملات الأصلية والمغشوشة، وهي اختلاف اللون الذي يكون فاتحًا في العبوة أصلية وغامقًا في المغشوشة، واختلاف العلامات المائية التي يصعب تقليدها بشكل مظبوط.

وعن طريقة الخلط يضيف: "بيعملوها من فضلات الفيران ويضيفوا عليها أسمنت علشان ينصبوا على الشباب بحجة الفورمة، ويمكن كشف العبوة المغشوشة عن طريق حرقها الذي ينتج منها مادة لزجة عكس ما يحدث عند حرق العبوة الأصلية التي ينتج عنها مادة أشبه بالفحم".