رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مزاج الشاطئ.. مخدرات وسباقات موت في مصايف المدن الساحلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الأمور كلها مُباحة هنا، لا شيء يحكم الأفعال سوى المزاج، فلا مكان للقانون أو العادات والدين، فتحولت الشواطئ على يد بعض الشباب، من أماكن استمتاع، إلى كسر القيود وفعل المحرمات.

فربما نشاهد الحفلات والمخدرات في شواطئ الساحل الشمالي، لكن الغريب انتشارها في الشواطئ التي يطلق عليها أنها للغلابة والبسطاء، فباتت المخدرات سمة أساسية في تلك المصايف.

"الدستور" في التقرير التالي، اقتربت أكثر من ظاهرة انتشار المخدرات بتلك المصايف، من خلال حكايات خاصة مع شباب لا يتناولون المخدرات إلا في تلك الأماكن، إلى جان شهود عيان من المصطافين ومسئولي الشواطئ.

"م.أ" 21 عامًا، أحد الشباب الذين يتعاطون المخدرات في شواطئ الإسكندرية، يؤكد على سهولة جلبها برفقة أصدقائه؛ بسبب انتشار مروجيها على كل الشواطئ، ولا يستطيعون تحقيق المتعة بدونها كل عام.
"ع.ن"، 35 عامًا، كانت بداية طريقه للإدمان، هي المخدرات التي تنتشر على الشواطئ في المصايف، والتي تناول إحداها مرة صدفة، ومن ثم لم يستطع التخلص منها نهائيًا.

يقول: "كانت سيجارة بانجو، جعلتني أعشق المخدرات، ولا أشعر بالمتعة في المصيف بدونها"، بدأ الشاب تجريب العديد من أنواع المخدرات تباعًا، والتي جعلته يعاني إلى الآن من محاولات التخلص منها.

يضيف أن في المصايف يزداد الإقبال على المخدرات، ويتنشر المروجين بطول الشاطئ، لما يجده البعض ترويحًا عن النفس، واستمتاعًا بتغيب الوعي خلال فترة الإجازة بشكل تام.

الأمر يزداد سوءًا، مع وجود فتيات يسافرن مع أسرهن كل عام، لقضاء العطلة الصيفية، و يستطعن الاستمتاع بالأجازة. "هدى سمير"، 35 عامًا، تؤكد أنها تتعرض لكثير من المضايقات، بسبب هؤلاء الشباب.

تأتي كل عام برفقة أبنائها وشقيقتها، التي تمتلك شقة هناك، ومع ازدحام الشواطئ تنتشر الكثير من البذاءات من بعض الشباب، والتي ترجع أسبابها بالأساس إلى كثرة تعاطيهم للمخدرات.

ليس الشباب فقط من يتعاطون المخدرات على الشواطئ، بل هناك فتيات يشاركونهم، ويعتبرونه فرصة للتجربة أيضًا بعيدًا عن نظر ذويهم، بحسب ما قالته أمنية أحمد، طالبة، 20 عامًا، وترتاد شواطئ الإسكندرية كل عام.

تؤكد الفتاة أن هناك إحداهن عرضت عليها ذات مرة التجريب إلا أنها رفضت، موضحة أنهم يجدون في تلك المخدرات استمتاعًا خلال قضاء العطلة، ويكون بعيدًا عن ذويهم.

أما "م.ج" أحد مسئولي الشواطئ بالإسكندرية، يقول إنه بحكم عمله يرى الكثير من الشباب الذين يتجمعون على الشواطئ لتبادل وتعاطي المخدرات، ومن ثم القيام بسباقات بواسطة سياراتهم الخاصة.
ويوضح أن تعاطيهم الزائد للمخدرات يؤدي إلى غياب عقولهم، والتشاجر مع بعض المصطفين، والتراشق بالأيدي؛ وفي إحدى المرات استدعى الشرطة عقب مشاجرة بينهم.

أيده "سمير علي" 40 عامًا، سمسار عقارات، بمدينة الإسكندرية، قال إن هناك موزعين للمخدرات في الشواطئ، وتعتبر المصايف موسم قوي لذلك، لتحقيق أرباح خيالية من بيع كميات مضاعفة من المخدرات بجميع أنواعها مشيرًا إلى أن الحصول على المخدرات يعد أمرًا في غاية السهولة للمصطافين.

اللواء ممدوح عطية، مستشار أكاديمية ناصر، يرى أن زيادة معدل تعاطي المخدرات بالمصايف وعلى الشواطئ، ويرجع إلى تراجع المستويات الأخلاقية لدى الشباب، مضيفًا أن المصايف تمثل مرتعًا للكثير من التصرفات غير الأخلاقية.

ومؤخرًا، أعلن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، التابع لوزارة التضامن، عن مبادرة جديدة للتوعية بأضرار تعاطي المخدرات تحت عنوان "بلاش تجرب"، استهدفت المصطافين على الشواطئ والمدن بالمحافظات الساحلية وأسرهم.

وبدأت المبادرة في شواطئ محافظات الإسكندرية وبورسعيد ومطروح وكفر الشيخ ورأس البر بدمياط، مستهدفة توعية الشباب من المصطافين على الشواطئ وأسرهم من خلال توزيع مطبوعات عن أضرار تعاطي المخدرات، وتستمر المبادرة طوال فترة الصيف.