رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» في منزل الإخطبوط.. حكاية مهاجم تحول إلى أفضل حارس كرة يد في العالم

جريدة الدستور

قبل أيام من الآن، كان منتخب مصر لكرة اليد على موعد مع التاريخ، في بطولة كأس العالم، والتي استطاع فيها اقتناص لقب بطل العالم لكرة اليد هذا العام من غريمه المنتخب الألماني، وكانت تلك هي المرة الأولى في تاريخه التي يحصد فيها هذا اللقب.

الأضواء كلها سُلطت على لاعبي المنتخب لكونهم السبب في تحقيق نتيجة (32 - 28) على المنتخب الألماني، في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما في مقدونيا، بيد أن هناك شخص آخر من ضمن الفريق يسمى بالأخطبوط، كان سببًا رئيسيًا في تحقيق الفوز للمنتخب.

هو "الأخطبوط" أو حارس مرمى المنتخب، اللاعب المصري عبدالرحمن حميد، والحاصل على لقب أفضل حارس في البطولة، «الدستور» انتقلت إلى منزله للحديث مع والدته وأقرانه، كيف استعدوا لتلك البطولة، وأهلوا اللاعب من أجل نيل الفوز وحصد اللقب.

«منى سليم» والدته، قالت إنه بدأ ممارسة كرة القدم أولًا، وعمره 8 سنوات بأكاديمية النادي الأهلي، حيث كانت الخطوة الأولى، التي يتخذها اللاعب في مشواره الكروي، إلا أنَّ طيلة تلك الفترة وجهودها المكثفة، جعلته ينتقل كـلاعب في فريق كرة القدم، إلى حراس مرمى في كرة اليد، بعد رؤي الوالدين له وحثه على مشاركة تلك اللُعبة الجماعية، ووفقًا لرؤية المدير الفني للناشئين بالنادي الأهلي.

وتحدثت والدة حميد، عن أبرز الصفات التي يتسم بها نجلها، وهي الخُلق والعزيمة الإرادية القوية، موضحة أن العديد من الذين يعرفون اللاعب دائمًا يتحدثون عن معاملته الحسنة مع الأخرين كبار كانوا أو صِغار، إلى جانب حب اللعبة وتألقه فيها للوصول إلى التتويج بالبطولات، وحرصة الشديد على الظهور بشكل جيد أثناء كل مباراة وإن كانت غير مهمة بالنسبة للفريق.

وعن دور والدة حميد ومهام الأسرة معه طِيلةَ فترة البدايات، قالت إنها كانت تبذل جهد كبير للتوفيق بين مراحل الدارسة وممارسة اللعبة، وتنظيم الدروس وتوفير وقت للمذاكرة، إلى جانب قيامها بأغراض البيت، ولكونها أم ومطلوب منها العديد من الأشياء الأخرى، ألا أنّها كانت تحرص كل الحرص على توفير الأجواء الهادئة لنجلها ومشاركته في كل الأشياء التي يُريدها وبث الطموحات والتهيئات النفسية له دائمًا.

وتابعت والدة حميد، عن أهم المأكولات المقربة إلى قلب عبدالرحمن، والتي يستطعمها كل إجازة لهم في البيت، قائلة: «بيحب كل الأكل اللي بيحبه المصرين وبياكل كل حاجة خاصة المأكولات الترفيهية، لكن بيميل أكثر لمحشي الكرنب والمكرونة البشاميل»، مشيرة إلى أنه يحافظ على وزنة ولياقتة البدنية، إلى جانب التزامه بعدم استطعام كل هذه المأكولات والسير على وجبات معيّنة داخل المعسكرات.


وتمنت حارس منتخب الفراعنة لناشئي اليد، أن يستكمل نجلها رحلة كفاح كرة اليد في الاحتراف الخارجي، واللعب داخل أندية كروية من خلالها يحصد بطولات كثيرة، ويرفع علم بلاده مثلما فعل لاعبي مصر بالدول الأروبية، وضرب فيهم المثل وحبهم الشديد مصر وحرصهم على مواساة أهاليهم والشعب المصري.

وأوضحت والدة اللاعب، أنّ المباريات كانت في غاية الصعوبة والتعصر من حيث المشاهدة، مشيرة إلى أنّها كانت تشاهد مباريات نجلها، والدعوات لا تفارق لسانها من أجل تتويج منتخب مصر بالفوز في كل مبارياته، والتي كانت تتم في مسافات قليلة من الوقت، خاصة دور الـ16 الذي شهد من التوتر الشديد على اللاعبين.

وطالبت والدة حميد، بتيسر الأمور على الألعاب الأخرى، خاصة الدعم الإعلامي لكرة اليد، مثل باقي الألعاب الرياضية الأخرى، مضيفة أنَّ الكثيرين لا يتابعون إلا كورة القدم متجاهلين سماعهم عن تلك البطولات العريقة التي حصدها منتخب مصر لكرة اليد.

وأضافت: «فيه ناس كتير ميعرفوش حاجة عن كرة اليد وإن منتخب مصر بفاز بكأس العالم لسه، ولابد على اللإعلام المصري أن يتطرق كثيرًا للحديث عن هؤلاء واظهارهم على الساعات الإعلامية بشكل أوسع، أيضًا دعم من وزارة الرياضة ودعم رجال الأعمال، لأن الأولاد بيحققوا إنجازات ضخمة فى ظل موارد قليلة، وأزمات تمر بكل البلاد».

وعبرت والدة حميد عن سعادتها البالغة بحصول نجلها ببطولة كأس العالم، وتحقيق حلم كبير كان يتمناه منذً كان صغيرًا، أيضًا سرورها بعد صعودة بـ8 ألقاب كجماعية، بالإضافة لحصوله على جائزة أفضل حارس بالبطولة.

وأشارت إلى حصده الميدالية البرونزية في بطولة العالم للشباب، ومشاركته في تتويج منتخب الناشئين ببطولة أفريقيا لكرة اليد، كما تواجد ضمن القائمة الفائزة ببطولة أفريقيا لكرة اليد للشباب، وعلى مستوى الأندية، ساهم في فوز الأهلي ببطولة كأس مصر لكرة اليد مع الفريق الأول، وحقق الدوري مواليد 98، ودورى مواليد 2000 ، والفوز بكأس مصر مواليد 2000، حيث كل هذه البطولات جعلتها تتفاخر بنجلها ورسمت السعادة على وجهها.

مصطفى حميد، شقيق اللاعب عبدالرحمن، عبر عن سعادته وتفاخره بفوز شقيقه وحصوله، على بطولة كأس العالم للناشئين بكرة اليد، مشيرًا إلى توقعه بفوز منتخب مصر وحصوله على اللقب، وهذا من خلال مكالمات كانت تدور بينه وبين شقيقه عبدالرحمن، وحديثه حول الروح العالية والطموح الواصل للاعبي المنتخب، والسعي من أجل اجتياز تلك المهمة دون تنقصير في الأداء.

وقال شقيق عبدالرحمن: «كنت بشاهد كل مبارايات المنتخب في البيت وكنت بافضل أشجع واقول صد الكورة يا عبد الرحمن، لكن مباراة النهائي شاهدتها في النادي مع أصحابي وكانوا كلهم فاخورين بعبد الرحمن أخويا خصوصًا إنه أخد أفضل حارس في البطولة».