رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جحيم المشرط.. «الدستور» تحاور فتيات هربن من الختان في اللحظات الأخيرة

جريدة الدستور

عادةً ما تتغلب فكرة العادة عن العلم في المجتمع المصري، وربما يتنشر رأي المتخصص عن الطبيب بكشل أوسع، إذ يقدس المصريون فكرة العادات بدرجة كبيرة، حتى وأن كانت تجلب ضررًا على أصحابها وخالفت الدين أو العلم.

من أكثر تلك العادات انتشارًا، عادة ختان الإناث والتي رغم ضررها العلمي، لازال كثيرون يقتنعون بها، ويصرون على ختان إناثهم، رغم وجود مؤسسات تسعى بكل قوتها لإنقاذ الفتيات من جحيم المشرط. ذلك ما توصلت إليه «الدستور» من خلال حكايات خاصة لفتيات هربن من مشرط الختان بمساعدة تلك المؤسسات.

«ز.م»، فتاه من مواليد محافظة البحيرة، كادت أن تتعرض هي وشقيقتها لختان إلا أن القدر أنقذهم، تقول: «أنا وأختي كان هيتم ختنا في يوم واحد، كان عندي وقتها 18 سنة، ومكناش مدركين أي حاجة، واللي انقذنا حد قريبنا متعلم شافنا عند الدكتورة وأقنع والدتي».

وتابعت بنت محافظة البحيرة: "المجتمع حاليًا اتغير، وهناك ثقافة متغيرة في العديد من الأمور، والبنات الصغيرة أصبحوا فاهمين، وهناك إعلانات على التليفزيون، وفيسبوك وغيره، ودا كله له تأثير على الثقافة وغيرها من الأمور».

نبيلة السيد، سيدة متزوجة ولديها طفلين، من مواليد محافظة الأقصر، تقص حكاية هروبها من الختان، واليت كانت الأعجب لمكونها كانت قبل زواجها بعامين، بعدما بلغت الـ25 عامًا، وأخذها والدها ووالدتها إلى الطبيب لإجراء عملية الختان.

نبيلة كانت وقتها شابة، فهربت منهم قبيل دخول العيادة، وظلت عند إحدى صديقاتها، حتى يتراجع والداها عن ختانها في ذلك السن وقبيل زواجها، واستعانت بأحد شيوخ الأزهر، والذي أنقذها بإقناع أهلها بألا يقوموا بتلك العملية.

أما يسرية السيد، من محافظة سوهاج، تقول أنها كانت تخشى من الختان بشدة، لكون شقيقتها أجرته وتضررت بسببه، لكن ذويها أصروا على إجراؤه لها في سن صغير، فقامت بالهرب منهم في إحدى المرات، إلا أنهم توصلوا إليها ورغبوا في إعادة التجربة وختانها.

توضح أن صديقاتها تواصلت مع إحدى المؤسسات المسؤولة عن إنقاذ الفتيات من الختان، وجاء فريق منهم إلى ذويها في منزلهم، وأقنعوهم بأضرار تلك العملية الصحية والنفسية، وعلى الحياه الزوجية في المستقبل، ما جعلهم يخشونها بالفعل.

الدكتور جيهان فؤاد، مقررة المجلس القومي للمرأة بمحافظة القليوبية، تؤكد أن المجلس قام بعمل حملات توعية أخذت أشكال وأساليب مختلفة، منها التوعية الثقافية، وحملات طرق للأبواب للتوعية الاجتماعية والقانونية بحقوق المرأة.

وأضافت والعقوبات المقررة على من يشارك في جريمة ختان الإناث، حتى الطبيب يمكن أن تصل عقوبته إلى السجن لمدة ١٠ سنوات، للتأكيد على أن الختان جريمة، كما شملت الحملات توعية دينية حول مفاهيم الختان في الدين الإسلامي والمسيحي.

وتابعت " فؤاد"، أن ردود فعل الآهالي نتيجة حملات التوعية هذه، كانت رائعة ومؤثرة للغاية وبها مردود كبير على المرأة القليوبية، وصل بخلو العديد من قري المحافظة من ظاهرة الختان، موضحة أن القليوبية من أقل المحافظات التي يوجد بها تلك الجريمة.

وتابعت "فؤاد"، كما قمنا باستهداف الفتيات بمدارس الثانوي والتجاري والصناعي، واستمعوا للتدريبات وتفاعل مع المشاركين، وتلقينا منهم اتصالات عدة حول مشاكلهم مع الختان، وانقذنا العديد منهم بالفعل، وتقديم يد العون لها صحيًا ودينيًا واجتماعيًا وقانونيًا.