رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فيه سم قاتل".. "الدستور" تحقق في شروط السلامة الصحية بمطاعم النوادي الرياضية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


"بمجرد أن عُدت إلى المنزل شعرت بمغص شديد لم أستطع تحمله، فتناولت أحد الأدوية المسكنة، لكنني فوجئت بإصابتي بقئ لم يتوقف لأكثر من ساعتين، قررت بعدها الذهاب إلى الطبيب الذي أكد لي أنني مصابة بتسمم"، هكذا تبدأ لمياء أحمد، 35 عامًا، من حي الزمالك، حديثها مع تناولها وجبات تم تجهيزها في أحد النوادي الرياضية، منوهة "لم أتناول هذا اليوم سوى بيض أومليت في النادي عندما ذهبت صباحًا لمقابلة صديقتي هناك".

لمياء واحدة ضمن حالات كثيرة لا يوجد لها تعداد رسمي أصيبت بالتسمم جراء تناول وجبة فاسدة في مطعم أحد النوادي الرياضية التي يترددون عليها، والتي تعتمد على تقديم وجبات سريعة مشكوك في جودتها.

"الدستور" في السطور التالية، تواصلت مع عدد من الحالات التي أصيبت بالتسمم نتيجة عدم جودة وفساد الأطعمة التي تقدمها عدد من النوادي، وعرضت الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في تلك المطاعم.

تابعت لمياء هذه لم تكن المرة الأولى التي أتناول فيها طعاما خارج المنزل، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أمرض فيها بتلك الطريقة، وصف لي الطبيب حقن مضاد حيوي لأسبوع متواصل قائلًا لي إن تسمم البيض ومنتجات الألبان واللحوم خطر، وقد يسبب الوفاة خاصة إذا تناوله طفل.
وتشير لمياء إلى أنّ "أغلب الأطفال في النوادي الرياضية يفضلون تناول الأطعمة داخلها، لذا لا بد أن تكون هناك رقابة شديدة على هذه المطاعم"، موضحة أنه انتشر الآن العديد من الأمراض التي تستوطن المعدة، والغريب أنها أصبحت تصيب الأطفال نتيجة الأطعمة الفاسدة المنتشرة في المطاعم.

في صباح أحد أيام شهر فبراير الماضي، قرر محمد سامر، 39 عاما، من محافظة كفر الشيخ، أن يستغل إجازته الأسبوعية ويأخذ زوجته وأولاده الثلاثة ويذهب إلى أحد النوادي الرياضية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وانقلب اليوم الترفيهي إلى يوم قضاه وأسرته في المستشفي بعد إصابته بهبوط حاد ومغص شديد عقب تناوله إحدى وجبات اللحوم داخل المطعم.

نُقل سامر على الفور للمستشفى العام بمركز الحامول بعد أن فقد الوعي، ونقلته زوجته في إحدى سيارات الأجرة، وبعد عمل التحاليل اللازمة للتأكد من السبب الرئيسي، تبين أنه أصيب بنزلة معوية ناتجة عن تناولة وجبة فاسدة.

يقول سامر، "إنّ الطقس الحار وارتفاع درجات الحرارة يجعل الطعام عرضة للفساد أكثر من أي وقت، فربما تترك تلك المطاعم الطعام خارج الثلاجة لمدة أكبر؛ فيجب على الجهات الرقابية زيادة حملات الرقابة على النوادي الرياضية، خاصة أنها تجمع العديد من الأسر في الليل".

أحمد الدسوقي 30 عامًا، ضحية جديدة أُصيب بمرض في معدته، نتيجة تناوله بعض الوجبات الغذائية داخل ناد رياضي من مدينة بيلا بكفر الشيخ، والتي على إثرها تم نقله لمستشفى كفر الشيخ العام، وتبين أنه أُصيب بنزلة معوية نتيجة تناولة أطعمة ملوثة.

يوضح الدسوقي: "ذهبت أنا وصديقي لقضاء يوم في نادي شباب بمدينة بيلا التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وعندما وصلنا هناك طلب صديقي يُدعى سامح، ويبلغ من العمر 31 عاما، بعض الوجبات الخفيفية، وهى المقرمشات والمشروبات الغارية، إلا أنني قمت بطلب وجبة من الفراخ لكوني أشعر بالجوع الشديد".

وتابع الثلاثيني، عندما انتهيت من السهر وعُدتُ إلى البيت بعدها بثلاث ساعات تقريبًا، بدأ جسمي يرتجف والعرق يتصُبب من جميع أنحاء الجسم، بالإضافة لشعوري بغصة كبيرة في معدتي- حسبما يصف أحمد- موضحًا دخلت في حالة إغماء جعلته لا يرى نفسه إلا وهو يرقد على سرير المستشفى، وتبين أن سبب ذلك الأطعمة الفاسدة التي تذوقها داخل النادي.

وأضاف الدسوقي، أنه من الصعب على المواطن العادي كشف ما إذا كانت هذه الأطعمة التي يتناولها خارج المنزل، فاسدة أم سليمة، خصوصًا أن التوابل الكثيرة التي تستعين بها المطاعم قادرة على إخفاء الكثير من العيوب، لذلك يجب على الجهات المختصة المراقبة المستمرة على هذه المراكز وتنظيم عمل دوريات للتفتيش على الأطعمة إن كانت صحية أم لا.

وتقوم وزارة الصحة بعدة حملات على مطاعم النوادي الرياضية للتأكد من سلامة المواد الغذائية (الأغذية والمشروبات) التي تقدم لأعضائها، ففي منتصف الشهر الحالي أعدمت وزارة الصحة 427.5 كجم أغذية متنوعة و158 لتر زيوت وعصائر غير صالحة للاستخدام الآدمي خلال حملة مكبرة شنتها على المطاعم والكافتيريات بالنوادي الرياضية بمحافظتي القاهرة والجيزة، وشملت الحملة 14 ناديًا رياضيا و48 منشأة غذائية داخل تلك النوادي، وتم إيقاف تشغيل 4 منشآت عن العمل لمخالفتها للاشتراطات الصحية الواجب توافرها، فيما تم تحرير 114 محضر جنحة صحية للمخالفات التي تم رصدها.

وفي فبراير 2018 أغلقت قوة من شرطة تعمير القاهرة الجديدة جميع محلات ومطاعم ومنافذ البيع المتواجدة في نادي وادي دجلة الرياضي بالتجمع الأول، وذلك لعدم وجود تراخيص أو موافقة الدفاع المدني.

في الوقت نفسه يقول علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي، إن هناك اشتراطات تضعها وزارة الصحة لحصول المطاعم على رخصة للعمل وكذلك حصول العاملين بها على رخصة، متابعًا أن العاملون في المطاعم يتم توقيع الكشف الطبي عليهم للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية، ويتم الكشف عليهم بصفة دورية، ويحصلون على شهادات صحية حتى يتم توظيفهم.

وتابع عيد، أن القطاع يشكل فرقا من الإدارة العامة لمراقبة الأغذية بالاشتراك مع مكاتب مراقبة الأغذية بمحافظتي القاهرة والجيزة للمرور على المنشآت الغذائية داخل النوادي الرياضية للتأكد من مدى استيفاء تلك المنشآت والعاملين بها للاشتراطات الصحية المطلوبة، والتأكد من حملهم شهاداتهم الصحية، واستبعاد من تظهر عليه أي علامات مرضية.

وأوضح رئيس قطاع الطب الوقائي، أن الوزارة تقوم بالتفتيش أيضًا للتأكد من صلاحية الأغذية المتداولة للاستهلاك الآدمي من عدمه عن طريق سحب عينات منها وإرسالها للمعامل لفحص مدى الصلاحية للاستهلاك الآدمي.