رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعارة إلكترونية.. تطبيق جديد يعري النساء في منازلهم لابتزازهم

جريدة الدستور

تلقت "ندى.ع" 23 عامًا، رسالة من حساب غريب لم تعرفه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ما أن فتحتها حتى صُدمت بسبب الصور المرسلة إليها من ذلك الشخص الذي تجهله؛ فلم تجد أمامها سوى صورها الشخصية التي كانت تنشرها على حسابها الخاص ولكنها عارية تمامًا.

لم تع الفتاه كيف حدث ذلك؟، إلا أن المرسل طالبها بتحويل مبلغ مالي له قرابة 100 ألف جنيهًا، حتى لا يقوم بنشر صورها العارية، تقول: "تقنية التركيب كانت حقيقية للغاية؛ فأن رأها أي شخص سيظن أنها حقيقية تمامًا".

تجاهلت الفتاة الأمر وخشيت إخبار أهلها، لكن نفس الشخص المجهول قام بإرسال صورها إلى والدها، وبدأ في مساومته على شرف إبنته بمبلغ أكبر قدره 250 ألف جنيه، ومن هنا تدخل محامي العائلة حتى يساعد في حل الأمر سريعًا قبل فقدان السيطرة عليه.

الأب كان ينوي دفع المبلغ المراد قبل حدوث مشكلة تمس ابنته الوحيدة، لكن المحامي منعه من ذلك، ونصحه بتحرير محضر في مباحث الإنترنت حتى يكشفوا عن هوية ذلك الحساب الوهمي، وبالفعل توصلت المباحث للجاني عبر تتبع المحمول خاصته، ليجدوه شاب جامعي صغير لم يعرف الفتاة من قبل سوى أنه شاهد بعض الصور لها على "الفيس بوك"، وقرر حينها خوض تلك الجريمة لكسب المال منها.

التحقيقات معه، كشفت أنه استخدم تطبيقًا جديدًأ طوره أحد أحد المبرمجين؛ يعمل على تجريد النساء من ملابسهن، وإظهارهن عُراه بجودة عالية تشبه الصور الأصلية؛ مما أثار جدلًا واسعًا في الدول العربية خوفًا من مخاطر استخدامه، واستغلال صور الفتيات بأسوء الطرق المُمكنة من قبل الشباب، لكن لم يمر على التطبيق ساعات حتى تحرك عدد من المسؤولين في بعض الدول العربية مانعين تفعيل ذلك التطبيق في بلادهم.

وفي ذات السياق، أوضح خالد أبو طالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان، تقدمه بطلب إحاطة إلى مجلس الوزراء ووزارة الإتصالات، بشأن التطبيق الإلكتروني الذي أطلقته إحدى شركات البرمجة بكونه يستطيع تعرية النساء مما يرتدين، موضحًا أن تلك الخاصية تحدث بمجرد ضغط الشخص على زر معين في التطبيق المذكور، ويطالب أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية بإنفاذ القانون حال استخدامه.

ويشير أبو طالب، إلى خطورة التطبيق الذي يمكن أن يحدث كوارث بالغة في مصر، فتلك الأشياء تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع المصري كونه مجتمع شرقي، كما يهدد كيان المجتمع بأكمله، وتماسك الأسر لذا يجب التعامل معه سريعًا، ويضيف أن التطبيق أثار حالة من الجدل الواسعة حتى جعل عدة دول تتخذ إجراءات صارمة لإغلاقه فور السماع عن تفعيله.

لم تمر أيام حتى وصلت شكاوى الدول العربية إلى أوسع النطاق عبر وسائل الإعلام منذرة بإخطار الشركة الأم المسؤولة عن تفعيل هذا التطبيق، وتبين من تتبع "الدستور" لماهية الشركة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فهي شركة هندية الأصل انشأت تطيبق مخصص لأجهزة الكمبيوتر فقط، باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبالفعل لم تستطيع الشركة الصمود أمام الشكاوى المقدمة لتحذف التطبيق على الفور.

نشرت الشركة بعض الرسائل عبر حسابها الرسمي على "تويتر" تفيد بأنها لا تريد كسب المال بهذه الطريقة، كما أعلنت عن إيقاف تشغيل التطبيق، وعدم إطلاق إصدارات أخرى منه تحت عنوان "العالم ليس جاهزًا بعد للتطبيق"، وعن أسباب الإغلاق قالت "إساءة استخدام الأشخاص للتطبيق مرتفعة للغاية، ونحذر من مشاركة نسخ من البرنامج عبر الإنترنت".

كشفت الشركة عن المبرمج الذي طور التطبيق الذي يُعرف باسم "البرتو"، موضحة أنه باع التطبيق لبضعة أشهر قبل الجدل الواسع الذي أثير حوله في الأيام الماضية، وقال الفريق المطور للتطبيق أنهم وضعوا علامة كبيرة في الصورة المعدلة عبر النسخة المجانية للتطبيق حتى تفيد بأنها مزيفة، بينما وضعوا علامة صغيرة في النسخة المدفوعة من التطبيق بسبب سهولة إزالتها.

شريف أحمد، مبرمج كمبيوتر، قال إنه تم السيطرة على التطبيقات التى تعري النساء عن طريق مسح النسخ الموجودة علي الانترنت وحظر اطلاق أي إصدارات جديدة، موضحًا أن الحماية من تلك البرامج تكون عن طريق عدم الدخول علىالصفحات والمواقع المجهولة وغير المحمية على الإنترنت".

يضيف: "يتم معرفتها من خلال لينك الموقعإاذا كان https، هذا يعني ان الموقع محمي، وإذ كان http فذلك يعني أن الموقع غير محمي، مشيرًا إلى أنه يقوم أحد الأشخاص بإرسال لينك أو صورة بمجرد الضغط عليها يتم اختراق الحساب الرسمي.