رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حّولها في 5 ساعات".. سيارات الغاز الطبيعي تواجه شبح غلاء البنزين

جريدة الدستور

5 ساعات فقط، استغرقها "تامر إبراهيم"، 33 عامًا، موظف حكومي، داخل ورشة تحويل السيارات من استعمال البنزين إلى الغاز الطبيعي، بعد أن قرر الاستغناء عن الأول، الذي سيصبح سعره مرتفع، بسبب عمليات رفع الدعم عنه تدريجيًا من قبل الحكومة.

يقول: "لم أفكر من قبل في تحويل سيارتي للغاز الطبيعي؛ نظرًا للصورة السلبية التي كانت منتشرة عنه، وأنه مُضر بموتور السيارة، ولكن بسبب الدعم الذي وجهته الحكومة لأصحاب السيارات لتحويلها، وحديث بعض خبراء السيارات عن كيفية تفادي الأضرار قررت تحويلها توفيرًا للنفقات".

تامر واحد ضمن 125 ألف مالك سيارة، قرروا تحويلها للغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة وفقًا لإحصائية صادرة عن الشركة القابضة للغازات. بالتزامن مع اجتماع مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع وزراء الإنتاج الحربي والبترول والثروة المعدنية، التجارة والصناعة، ورئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، لتحويل سيارات النقل الجماعي للعمل بالغاز الطبيعي.

تواصلت " الدستور" مع إحدى الورش المخصصة في تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، وبعض سائقي السيارات الذين قرروا التحويل للغاز الطبيعي، لمعرفة القصة الكاملة لخطة الحكومة لدعم مبادرة التحويل.

خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، رأى أنه الحكومة اختارت الوقت المناسب لوضع خطة تحويل السيارات للغاز الطبعي، في ظل ارتفاع أسعار البنزين والسولار المتزامن مع رفع الدعم عنهم نهائيًا.

وأضاف أن مصر من أكبر الدول المستوردة للبترول، واتجاهها للعمل بالغاز الطبيعي سيخفف فاتورة الاستيراد على ميزانية الدولة، موضحًا ان مصر أصبحت من أكبر الدول التى لديها مخزون من الغاز الطبيعي، ولابد أن تستغله لصالحها ولصالح اقتصادها ؛ ما سيجعل الاعتماد عليه لصالح موازنة الدولة ويخفف عن المستهلك نفسه ارتفاع تكلفة البنزين.

محمد رضا، سائق ميكروباص، قال حولت سيارتي للعمل بالغاز الطبيعي منذ عدة سنوات وأغلب سيارات التي تعمل على نفس الطريق يسيرون بالغاز الطبيعي، مضيفًا: "الغاز الطبيعي موفر مقارنة بالسولار الذي يرتفع سعرة كل فترة؛ ما كان يجبر السائق على رفع الأجرة، وحتى يعتاد عليها الركاب كانت تحدث مشادات وخناقات نحن في غنى عنها".

وتابع أغلب محطات البنزين يتوافر بها الغاز الطبيعي، فلا أجد أى صعوبة في ملأ إسطوانة الغاز لإكمال طريقي، وأنصح سائقي الميكروباصات بتحويلها للغاز فهو موفر للنفقات ومتوافر في كل محطات البنزين.

وبلغ عدد محطات تحويل السيارات للغاز الطبيعي 186 محطة على مستوى الجمهورية، وفقًا لنائب رئيس الشركة القابضة للغازات تنتشر في 22 محافظة، ويوجد 86 مركزًا للتحويل من الممكن أن تحول 50 ألف سيارة سنويًا، حسب تصريحات رئيس الوزراء، ويبلغ عدد السيارات التي تم تحويلها لاستخدام الغاز الطبيعي كوقود 260 ألف سيارة، ويبلغ متوسط الاستهلاك السنوي لها حوالى 455 مليون متر.

وارتفع عدد السيارات التي يتم تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي من نحو 5 آلاف سيارة سنويًا إلى نحو 31 آلف سيارة في عام 20182019، حسب تصريحات وزير البترول.

أحمد غربية، مسئول التسويق الإلكترونى بإحدى محطات تحويل السيارات للغاز الطبيعي، قال هناك عدة خطوات يتم من خلالها تحويل السيارة للعمل بالغاز الطبيعي، موضحًا في البداية يتم عمل فحص فني للسيارة والتأكد من حالة الموتور، ولا تخضع السيارة إلى أي تعديلات في نظامها الأساسي عند تحويلها.

واستطرد يتم تركيب بعض القطع البسيطة منها محبس التموين، المنظم، جهاز الحقن، عداد ضغط الغاز، خط ضغط الغاز العالي، مجموعة تصريف تسريب الغاز، أسطوانة الغاز، محبس الأسطوانة، قاعدة لتثبيت الأسطوانة، مفتاح تحويل الوقود من البنزين أو السولار للغاز، ومحبس غلق وقود البنزين.

ووضعت وزارة الإنتاج الحربي دراسة موسعة يتم العمل بها حاليًا خاصة بتحويل مركبات النقل الجماعي للعمل بالغاز الطبيعي، والتصنيع المحلي، ووضعت بعض البدائل والاجراءات منها دراسة مدى تأثير محركات السيارات التي يتم تحويلها من الوقود التقليدي إلي الغاز الطبيعي، ومقارنة عمر محرك السيارات التي تعمل بالكهرباء عن السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي، إلى جانب دراسة تفعيل حوافز التحويل للسيارات الأجرة والميكروباص.

ولدعم التحويل وفر البنك المركزي التمويل اللازم لعملية تحويل السيارات للغاز الطبيعي، أو بالوقود المزدوج (بنزين - غاز) بفائدة 5%، لأصحاب سيارات النقل والأجرة.