رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واعظات الإذاعة يتحدثن: .تجربة العمل الدعوي صعبة لكنها ملهمة

جريدة الدستور

واجهة جديدة للقنوات الإذاعية والتلفزيونية، تطل علينا من قبل وزارة الأوقاف، لإيقاف فكرة ظهور أشخاص غير مؤهلين لدعوة الناس إلى الدين الوسطي، الذي يرد على كافة التساؤلات التي قد تدور في عقل المشاهد أو المستمع خاصة من النساء، لذا قررت "الأوقاف" تخصيص جانب للمرأة للإجابة عما يدور في بالها، من خلال الدفع بعدد من الواعظات المؤهلات للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه ممكن.

وأشادت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة بتجربة وزارة الأوقاف في الدفع بعدد من الواعظات المدربات، للظهور في البرامج الإذاعية والتليفزيونية، خاصة في تناول قضايا المرأة، وكل ما يتعلق بالصيام.

"الدستور" حاورت مع عدد من الواعظات، لمعرفة المرحلة التأهيلية التي على أساسها يتم اختيارهم كواعظات في الأساس، سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو المساجد، وخلال محاولة الوصول لهم وجدنا نماذج منهم لم يتم قبولهم كواعظات، وخلال السطور التالية ستتمكن من معرفة الأسباب.

"أماني": وجدت ذاتي في العمل الدعوي
أماني الليثي، أحد واعظات الأزهر، والتي لم تكن تابعة لأي كلية إسلامية، إلا أنها قررت خوض فكرة العمل الدعوي حبًا فيه، بعدما تخرجت في كلية التربية جامعة أسيوط بتقدير امتياز، تقول: "لم أجد ذاتي إلا في العمل الدعوي والعلم الشرعي بعدما تربيت على يد أربعة مشايخ، وخضعت لاختبارت قوية وشروط صعبة لأكون واعظة بمساجد الأوقاف".

"أماني" بدأت مسيرتها في سبيل الوصول إلى هدفها، من معهد إعداد الدعاة أول خطوات طريقها، والذي أهلها إلى أن تكون واعظة في التجمعات النسوية كبداية، ثم اُختيرت في إحدى القنوات الفضائية بالصعيد لتكون أول امرأة تتحدث للعوام في أمور الدين بالوجه القبلي.

وإثراءً لدراستها استكملتها بالالتحاق بمعهد الدراسات العليا الإسلامية، واستقبلها مشايخ وكبار العلماء، ما أهلّها لخوض تجرية الوعظ، التي بدأت بتصريح من وزارة الأوقاف بعد خضوعها إلى اختبارات في الفقه والعقيدة والقرآن والسنة.

تقول: "حفظتُ 4 أجزاء من القرآن، واختبرني 4 مشايخ من الأزهر في الحديث والقرآن والتفسير، وحصلت على تصاريح بعد النجاح في جميع الاختبارت لأكون واعظة بالمسجد، فضلًا عن تقديمي العديد من البرامج الدينية وتمثيلي لمصر بيوم المرأة العالمي عام 2016 في دبي لتحسين دور الإٍسلام".

نور: تزكية خاصة من أحد علماء الأزهر للحصول على تصريح الوعظ
نور الجمال، هي واعظة أخرى لم يكن أيضًا مسار دراستها تابعًا للعمل الدعوي فهي حاصلة على ماجيستير تسويق من الأكاديمية البحرية، ودكتوراه في التسويق الاستراتيجي من جامعة عين شمس، إلا أنها بدأت رحلتها الدينية منذ عام 2009، حبًا في التجربة ذاتها.

حدثتنا "نور" عن رحلتها في الحصول على تصريح الوعظ، والذي بات في يديها بعد مشقة الخضوع لاختبارات صعبة لتنال درجة واعظة بالمساجد، فدارت معظم الأسئلة حول شواذ العلم القضايا الهامة المتعلقة بالإرهاب، إلى جانب الكثير من الإجازات والشهادات، ولا بد من تزكية خاصة من أحد علماء الأزهر للواعظة.

إذاعة القرآن الكريم: الواعظات لدينا بناء على استيفائهم شروط "الأوقاف"
أما بالنسبة لتجربة الواعظات في المساجد، فتواصلنا مع أحمد نجم، مقدم برنامج القرآن وقضايا العصر بإذاعة القرآن الكريم، فأكد لـ"الدستور" أنه لا بد من أن يكونوا حافظات للقرآن الكريم ودارسات الفقه والشريعة والعلوم الإسلامية، والسنة المحمدية، ومجيئهم للإذاعة يكون بناء على استيفائهم الشروط من وزارة الأوقاف، التي تقوم باختبارات تأهيلية لهم.

إيثار: لم أنجح في اختبار الواعظات لضعفي في المادة العلمية
ومن المقبولات في تجربة الوعظ النسوي إلى المحرومات منها، فكانت رحلتنا التالية إلى "إيثار خالد" صاحبة الـ22 عامًا، والتي استكملت دراستها في جامعة الأزهر بمحافظة دمياط، قسم العقيدة والفلسفة، بعدما حصلت على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف، وفي تلك الأثناء تنامى إلى سمعها إعلان الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف عن وظائف واعظات، وذلك بعد الخضوع لمجموعة من الاختبارات، لتكون جديرة بهذا المنصب.

تقول إيثار لـ"الدستور" أنها بحثت في هذا الأمر حتى توصلت إلى أنها مسابقة تعلن عنها جامعة الأزهر عبر موقعها الإلكتروني، وذلك بشكل سنوي، إذ أن الشروط تطلب من المتقدمات أن يكنّ إحدى خريجات الأزهر أو المعاهد الأزهرية أو معاهد القراءات، فالوظائف المعلنة إما واعظات أو محفظات للقرآن الكريم.
وبالفعل، خضعت "إيثار" لاختبارات تنوعت ما بين الشفوية والتحريرية في العلوم الدينية كافة؛ لقياس مدى تمكنها من المادة العلمية وطريقة مناقشتها وتعاملها مع الأسئلة الموجهة لها، وذلك بعد أن ملأت استمارة البيانات للتقدم لها.

وروت أنها بعدما خضعت لما طُلب منها من اختبارات لم تنجح فيها، معللة أن الاختيار انحسر في أناس آخرين أقدم سنًا وخبرة منها، رغم أنهم أقل تقديرًا فمنهم من كان حاصلًا على "جيد" أو"جيد جدًا"، مرجحة أن بعضهم قد يكون أقوى منها في المادة العلمية، بحكم خوضهم في مجال الوعظ من قبل.

رئيس القطاع الديني: تجربة الوعظ النسائي موجودة منذ 23 عامًا
وتعليقًا على تجربة الوعظ للسيدات، قال الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن تجربة الوعظ النسائي ليست جديد، فقد كانت الوزارة تحوي خلال عام 1995 نحو 45 مرشدة تم تعيينهم لوعظ العوام وإلقاء الخطب مثل الرجال، مؤكدًا على أهمية النساء في العمل الدعوي وتجديد الخطاب الديني.

وأوضح لـ"الدستور" أن الواعظة تحصل على خطاب من مدير الدعوة بالمديرية التابعة لها، ويحدد به المسجد والموضوعات شهريًا ويتم مراقبتها بشكل دوري، وفي حال مخالفة إحداهن يتم تحرير محضر لها وفق قانون ممارسة الخطابة.

بناء عن إحصائيات أعلنها مجمع البحوث الإسلامية في 10 يونيو الجاري، تم عقد 5828 درسًا للسيدات، في إطار الاستفادة من جهود وطاقات واعظات الأزهر الشريف.