رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في يومهم العالمي.. حكايات لاجئين استقروا في مصر منذ سنوات

جريدة الدستور

عانوا من الشتات في البلدان العربية، منذ الثورات التي دبت فيها خلال عام 2011، ومرت عليهم تلك السنوات صعبة لا يجدون ملجأ لهم، فحاولت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تكريمهم، فخصصت يوم 20 يونيو يوم عالمي لهم.

لم يُطلق اليوم العالمي للاجئين بسبب تلك الثورات، ولكن أرادت المفوضية تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجههم، منذ عام 2000 وهي المرة الأولى التي أطلقت فيها اليوم العالمي لهم، وتعتبر مصر إحدى البلاد التي وقعت على إتفاقية اللاجئين لعام 1951، وبروتوكولها لعام 1967، وأيضًا اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لعام 1969.

في السطور التالية نعرض بعض قصص اللاجئين، الذين شاهدوا معاناة كبيرة في بلادهم واضطروا إلى مغادرتها، متجهين إلى مصر حتى مكثوا فيها تلك السنوات الماضية، ومن خلال الحديث معهم كشفوا عن أسباب اختيارهم لمصر خصيصَا، وكيف اختلفت حياتهم منذ استقرارهم بها.

نادية: تأقلمت على المعيشة في مصر
نادية عمبر، 52 عام، من دولة الجزائر، تقطن في مصر مع شقيقتها الجزائرية التي تزوجت في مصر، وأنجبت ثلاثة أطفال كانوا في حاجة إلى الرعاية الكاملة في ظل انشغال الأب والأم بظروف العمل، حتى يستطيعوا تلبية احتياجات البيت، حينها قررت "نادية" المجئ إلى مصر لتمكث مع الأولاد في ظل غياب الوالدين خاصة أنها كانت قد بلغت الأربعين من عمرها ولم تتزوج بعد.

تقول السيدة في حديثها مع "الدستور" أنها مستقرة في مصر منذ 12 عامًا، حين طلبت اللجوء الدائم بالتنسيق مع وزارة الخارجية وسفارة الجزائر، في استكمال الأوراق المطلوبة للاستقرار بمصر لتعلقها بالأطفال، والاعتياد على المعيشة بجانب شقيقتها ومساعدتها في أمور البيت وتربية الأطفال.

"بقالي سنين عايشة في مصر، وعمري ما حسيت إني متغربة من بلدي بالعكس حاسة بالأمان طول الوقت"، تقولها "نادية" عن شعورها بالأمان، أثناء مكوثها في مصر، بسبب ما شاهدته من أجواء أسرية وألفة مع المصريين، وتعبر أيضا السيدة عن الخدمات العلاجية التي تقدمها البلاد بشكل مميز مثل مبادرة "100 مليون صحة" قائلة أنها وجدت في مصر كل سبل الراحة.

تقارير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقول أن عدد اللاجئين والنازحين من بلادهم بسبب الحروب والاضطهاد والنزاع، بلغ 70 مليون شخص في عام 2018، أي 2.3 مليون أكثر من العام الماضي، وضعف عدد اللاجئين منذ 20 عام.

وفى عام 2018، بلغ عدد اللاجئين إجباريًا فقط 25.9 مليون في أنحاء العالم، بزيادة 500 ألف عن عام 2017، بينما كان عدد طالبي اللجوء 3.5 مليون لاجئ على مستوى العالم.

شادي: تلقيت كرم كبير من المصريين منذ وصولي مصر
شادي البغدادي، 40 عامًا، حلاق سوري يقطن بمدينة السادس من أكتوبر حاليًا مع عائلته السورية منذ ستة أعوام حين انقلبت الأوضاع في سوريا، ليتجه إلى مصر مُصطحبَا معه ذويه للهروب سريعَا من أجواء الحرب في سوريا خوفَا على مصير أولاده.

يقول "شادي" في حديثه مع "الدستور" أن حين وصوله مصر لم يكن لديهم المال الكافي في تلبية احتياجاتهم حتى ساعدهم أحد المصريين القاطنين في 6 أكتوبر، وعرض عليهم المكوث في إحدى الشقق السكنية في العقار الخاص به، ولم يطلب منهم ايجار كامل حتى تستقر الأوضاع معهم.

وعن وضعه في مصر يضيف" "كان لدي موهبة الحلاقة منذ صغري، وحين استقريت في مصر كان مشروع صالون الحلاقة هو أحد أهدافي رغم قلة المال"، وبالفعل عمل "شادي" بإحدى صالونات الحلاقة كمساعد صحاب المحل حتى استطاع بعد عام واحد إنشاء المحل الخاص به، مشيرَا إلى أن الإقبال كان عليه كبير من الزبائن القاطنين في أكتوبر لما يمتاز به من موهبة في تقديم أحدث صيحات الحلاقة العالمية.

مفوضية شؤون اللاجئين في مصر، تؤكد أن نسبة اللاجئين السوريين بلغت نسبتهم 58%، والإثيوبيون بنسبة 7%، والإرتريون بنسبة 5%، بينما مواطني جنوب السودان بنسبة 4%، تلاهم الصوماليون بنسبة 3%، والعراقيون بنسبة 3%، وجنسيات مختلفة بنسبة 3%، ليكون عدد الأشخاص الإجمالي الذين تعنى بهم المفوضية في عام 2019 بنحو 280،000 شخص.


سيبويه: غادرت بلادي مطرودا منها بسبب معارضتي للنظام السوداني
سيبويه يوسف، صحفي سوداني، غادر بلاده هاربَا بعد فقدانه لوظيفته في الصحف السودانية بسبب كتاباته المعارضة للحاكم السوداني وقتها، أثناء انفصال الجنوب عن السودان بعد استفتاء تم تنظيمه في الجنوب عام 2011، ليتجه بعد ذلك إلى مصر حتى استقر في محافظة القاهرة ليعمل كصحفي مختص في الشؤون الأفريقية في إحدى الصحف المحلية.

يشير "يوسف" إلى الوضع الاقتصادي المنهار في السودان الذي أدى الفقر والبطالة، معبرَا عن رغبته في العودة إلى بلاده في الوقت الحالي خاصة بعد انهيار الوضع السياسي هناك، وملاحقة المتظاهرين في كل مكان، فهو يتابع القضية السودانية جيدًا من القاهرة، ويكتب كل ما يخطر على باله في الجريدة التي يعمل بها حاليَا.