رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو الليثى.. والداعية المرفوض


عجبت لبعض البشر لما ذاع منهم وانتشر، حقا عرفتنا الفترة الأخيرة من تاريخ الوطن الحزين «مؤقتاً»، فالأحزان لا تدوم كما الأفراح أيضا، فكثيرة هى الأقلام التى انحرفت عن رسالتها الوطنية، وهناك أيضا بعض الإعلاميين الذين تذبذبت وتيرتهم،

وعلى سبيل المثال ما حدث من عمرو الليثى والذى أثار لدى الدهشة والغضب فى آن واحد فسيادته قدم لنا فى شهر رمضان المبارك ما لم نكن نتوقعه حيث استضاف الداعية وجدى غنيم، لماذا اختار الليثى هذا الرجل بالذات فهناك عشرات العلماء الأفاضل من رجال الأزهر الذين يشرف بهم الجميع.

وعجبت لاقتران ما يقدمه تحت شعار «الحكمة» فأى حكمة هذه لرجل شتام فليستمع القارئ إلى ما قاله على موقعه من بذاءة اللسان متفوها بأقذع الألفاظ على الفريق أول السيسى «البطل» الذى هزم أعوان غنيم.. يقول: «السيسى المجرم ده خاين وجبان! العميل الحرامى الغادر والخسيس، خد السلطة بانقلاب!».

ثم أضاف مسيئا للأقباط قائلا: «لولا الحشد الصليبى لفشل 30/6، إنهم الصلبيون والعلمانيون والبلطجية والشباب المضلل ومعهم النصارى جيشوا الناس ضد مرسى»، كما أجاب عن رسالة أغضبته من دكتور يدعى محمود قائلا: إن أغلبية التحرير تتكون من مسيحيين ومعهم علمانيون وبلطجية! ووجدى غنيم هو الذى حرم فى فتوى عدم إلقاء التحية على الأقباط فى أعيادهم، وتجنبهم لدى السير فى الطريق، ولدى رصيد من الفتاوى ضد الوحدة الوطنية.

هذا الرجل يجب أن يحاسب فوراً على كل ما قاله فما الذى أقوله للأخ عمرو الليثى هل افتقرت مصر ونضبت ساحتها من أن تقدم للناس شيخا وطنيا يكون موضع رضا وحب من الأغلبية الشعبية، أم ما الذى تقصده بأن تفرض اختيارك على الجميع، وأسأل إدارة قناة «المحور» ألم يراعى القائمون عليها هذا الفكر المضاد للحب والإنسانية أم أن ما حدث هو رغبة قناة المحور وهذا أمر آخر! وعلينا أن نتذكر أن الليثى استضاف الرئيس المعزول فى برنامجه.. وكم أسعد ذلك الإخوان آنذاك.. ينعكس ما ذكرته فى السطور السابقة على ما يخطه الليثى من مقالات فى «المصرى اليوم».. فى الوقت الذى نجد فيه أقلاما مهمومة بالوطن وقضاياه.. ونجد أقلاماً أخرى مماثلة فى الصحيفة نفسها مثل «م.م.أ» و«م.أ» وفى جريدة الوطن «م.ع»، و«ع.ح» وغيرهم على سبيل المثال لا الحصر.

أقول لكل هؤلاء مصر تعيش فى أعماقنا ذبنا فيها وذابت فينا، فالإخلاص لها واجب وطنى وفرض حتمى، فعندما تجرى دماء الوطنية فى العروق لا تسمح لدماء مخالفة تخالطها رحلة حياة الإنسان لاستمراره وبقائه، إن الإعلام والصحافة هما الرسالة الحية التى ساهمت فى صنع مرحلتنا الحالية التى تحررت فيها مصر من جماعة الإخوان لتنطلق مصرنا ونمضى معها نحو النور.

فى تحد للظلمة التى كادت أن تفتك بكرامة هذا الوطن ووحدته، لذلك يحدونا الأمل أن تتجه قلوبنا وكلماتنا نحو مصر التى منحتنا الحياة بحبها لنا.. ألا من مراجعة للنفس لكل من تكلمنا إليهم، فى قواتنا المسلحة شعار يومى يكتبونه ويقرأونه وهو «الله. .الوطن». فمرضاة الله هى الأولى.. وحب الوطن.. بعد الله.. الوطن.. لا جماعة أخرى!

آخر العمود: يقول حافظ إبراهيم «ما رمانى رام وراح سليما.. من قديم عناية الله جندى».

■ عضو اتحاد كتاب مصر