رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وائل خورشيد يكتب: نهايات سعيدة

جريدة الدستور

أجمل ما في الكتابة.. النهايات السعيدة.

من خلالها يمكنك أن تغير الواقع، بل يمكنك أن تختلق واقعا تتبحر بمخيلتك في ربوعه، وتنتهي حيثما تريد بالضبط. ليس كما يسير الكون.

النهايات السعيدة لا تحدث في الحياة كثيرا، كأنما وضع السيناريو الأصلي لهذا الكون بكل النهايات السيئة، وحفنة بسيطة سعيدة، يقتات منها الناس، فلا يموتون قهرا.

أنت يا لوسيفر، تقوم بدور الشرير الدائم، هذا الذي لا يغيب عن أي عمل درامي، وإذا اضفنا شيطان النفس، فنحن أمام شرّين وخير واحد، معادلة الكون الأصلية يغلب عليها الطابع الشرير، والنهايات التعيسة.

من بين عشرات الوظائف التي تتقدم لها، تحصل على واحدة غير مناسبة لك، ومن بين فتيات العالم تختار من لا تحبك، ومن بين كل المواقف الجيدة التي تقوم بها، يذكرون لك أسوأها.

كم مرة تأمل في شيء ولا يحدث، وتنتظر نتيجة جيدة مما اجتهدت فيه فتكون عكس ما أردت تماما، وكم من مرة اعتلى قمة مكانك ثعلب نالها باحتيال، وكم من فتى أحب جميلة، وعاد بقلب ملأته الندوب.

نحاول علاج هذا البؤس بالإيمان والاستغناء، وبسحق أضلع الأحلام، حتى لا يتسع الصدر برغبات كالدخان، مهلكة.

السقوط، أسوأ لحظة، تلك التي ينهار فيها كل ما بنيت، ولكن حينما أكتب، فأنا أعيد البناء في نفس اللحظة، بعد أن أكون قد اعتبرت هذا الجزء السيئ مجرد عثرة. حبكة في قصة نهايتها سعيدة.

العالم ليس كالروايات.. أعرف، لكن ما الذي قد يدفع كاتب ليقص علينا نبأ سيئا، ألم يكتف بما نحياه كل يوم، لماذا يصر البعض على أن يساير الكون في شقائه.

دعونا نلون العالم بألوانٍ مشرقة. نكذب، لماذا لا نكذب؟ ليس هناك ثواب وعقاب على الخيال، فلنصلح فساد العالم بأقلامنا.