"مدرسة طب أبوزعبل".. إنجاز خلد اسم رئيس أطباء الجيش
احتفلت مصر، أمس الإثنين، بيوم الطبيب المصري الموافق 18 مارس من كل عام، بذكرى افتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بأبي زعبل في 1827 بعد أن أسسها كلوت بك والذي تم تعيينه رئيسا لأطباء الجيش.
وبناء مستشفى عام ومدرسة للطب بأبوزعبل يعتبر من أهم انجازات كلوت بك، لكن أعظم تلك الإنجازات على الإطلاق كان تخطيطه وتنفيذه لتمصير مدرسة الطب بتوظيف الخريجين المصريين وإرسالهم لبعثات للخارج.
ووفق كتاب "تاجر التبغ على عرش مصر" للكاتب "نشأت الديهي"، فإن محمد علي طلب من أحد أصدقائه الفرنسيين أن يبحث له عن أحد الأطباء المرموقين في فرنسا كي يتولي التخطيط والإشراف على منظومة الصحة في مصر.
فوقع الاختيار على أحد الأطباء المميزين والنابغين الفرنسيين وهو الدكتور كلوت بك الذي حضر إلى مصر عام 1825 وكان يتميز بالإخلاق الحميدة والعزيمة الصادقة والرؤية الثاقبة، حيث طلب محمد علي من الدكتور كلوت بك أن يعيد تنظيم الإدارة الصحية للجيش المصري، والتي كان محمد علي قد أنشاها قبل ذلك بخمس سنوات وتم تعيينه رئيسا لأطباء الجيش.
وبذل الدكتور كلوت بك جهودًا جبارة وتم إنشاء مستشفى عسكري في ناحية أبي زعبل بجوار معسكرات الجيش المرابطة حول القاهرة واستجاب محمد علي لاقتراحات الرجل بإنشاء المستشفى.
وطلب محمد علي من كلوت بك أن يبدأ فورًا في إنشاء مدرسة عليا للطب والصديلة بجوار المستشفى النموذجي بأبي زعبل، وبالفعل تم إنشاء أول مدرسة عليا للطب في عام 1827، تلك المدرسة التي صارت مبعث النهضة الطبية والعلمية في مصر، وتم اختيار مائة طالب من طلبة الأزهر لدراسة الطب في هذه المدرسة العليا بالخانكة، وقام كلوت بك باستقدام نخبة من الأساتذة والخبراء والأطباء الأوروبيين والفرنسيين ليقوموا بتدريس مواد الجراحة والباطنة والتشريح وعلوم الصحة والصديلة والطب الشرعي والكيمياء والطبيعة والنبات، بالإضافة إلى استقدام معلمين فرنسيين لتعليم المصريين لتعليم المصريين اللغة الفرنسية.
ووصف المؤرخ مانجان، مستشفى أبي زعبل فقال إنها تحتوى على 720 سريرًا، وإن الغرف منسقة تنسيقا بديعا، يتخللها الهواء الطلق وتسودها النظافة، حيث عهد إلى مدرسي مدرسة الطب بملاحظة خدمة المستشفى فجمعوا بين التدريس وملاحظة المستشفى.