رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخير جااااى.. «ذا ويك»: الإيمان بالاحتمالات يحسّن الحالة النفسية للإنسان

جريدة الدستور

جميعنا يضع أمله فى الحياة على الاحتمالات، التى من الممكن أن نعتبرها ضربة حظ قد تجلب لنا السعادة وتمنحنا المستقبل المشرق، فالطالب يتمنى لو تساعده ذاكرته ومهاراته، فينجح، والمُقامر يحلم بأن ترجح كفته، فيفوز، والمتهم يطمح إلى أن تتحالف الأدلة لصالحه، فيحصل على البراءة.
ونشرت مجلة «ذا ويك» البريطانية، فى تقرير تحت عنوان «المعنى الحقيقى للاحتمال»، تناولت فيه قضية المفارقات والأحداث العشوائية التى تضع معايير تقريبية لفكرة الاحتمالات وآلية حدوثها، معتمدة على عدة تجارب لأناس حققوا نجاحات كانت غير مؤكدة بالمرة، فقط لأنهم آمنوا بفكرة الاحتمال.
وذكر التقرير أن نظرية الاحتمالات بدأت فى القرن السابع عشر، عندما تبادل اثنان من علماء الرياضيات الفرنسيين، بليز باسكال، وبيير دى فيرما، مراسلات فيما بينهما ناقشا خلالها المشكلات الرياضية التى تتناول ألعاب الحظ، والتطبيقات المعاصرة لنظرية الاحتمالات عبر مجموعة من استطلاعات الرأى، وذلك حول عدة أحداث وقعت لهؤلاء الأشخاص ارتبطت بفكرة الحظ.
ورأى خبراء، خلال التقرير، أن إطلاق الاحتمالات لوقوع الأشياء أو حدوثها يخضع لرغبات النفس، والميول الشخصية، والإيمان بفكرة الحظ والفرضيات، كما أن للاحتمالات دورًا كبيرًا فى تطوير طريقة تفكيرنا وتحسين أحوالنا النفسية، وإيماننا بالمستقبل الأفضل، وتغذية مشاعر التفاؤل والأمل لدى المتشائمين والمكتئبين.
وقالت الخبيرة إليز جانفرسى: «إن حدسنا غالبًا ما يخدعنا عندما يتعلق الأمر بتقدير الحظوظ واحتماليات وقوع الأحداث، خصوصًا إذا كانت نادرة».
وحسب التقرير، فقد حللت ٣ نظريات فكرة الاحتمالات من ٣ جوانب، هى: «الترددات» أو «الميول» أو «درجات الإيمان»، ولنفترض أننى أخبرتك أن هناك عُملة مرشحة للهبوط فى مؤشرات الأسواق، بنسبة ٥٠٪، فإننا سنقيس مدى احتمالية وقوع ذلك، من خلال درجة تصديقنا المعلومة، ومدى إيماننا بها وميلنا إلى وقوعها، ومدى وجود تفسيرات علمية أو مادية لها.
وذكر أن «بعض الفلاسفة وضعوا نظريات لإمكانية حدوث الظواهر، تخضع لعدة أنواع من الاحتمالات، وهناك وجهة نظر أخرى، هى أنه ينبغى على الشخص اعتماد تفسير أول وثانٍ وثالث ورابع للتيقن من حدوث الشىء من عدمه، لذلك هناك علاقة وثيقة بين الاحتمال ومدى الثقة فى حدوثه، أو الإيمان بحتميته، ومدى عقلانيته أيضًا».
وتابع: «علينا أيضًا أن نكون واثقين بنسبة ٥٠٪ من أن العملة المعدنية قد تتجه إلى أى وجه، وعلينا أن نؤمن بأن الوجهين فى النهاية متناظران، والنتيجة واحدة».
وقال الخبراء إن نظريات تفسير أو تحليل الاحتمالات تقدم نصائح جيدة حول كيفية اكتشاف قيم الاحتمالات، وتعتبر أننا يمكننا قياسها عبر فكرة التكرار، بمعنى أنه لو حدث شىء أمامنا ٣ مرات، على سبيل المثال، فهناك احتمال أن يحدث فى المرة الرابعة، وكذلك عبر فكرة الميل، بمعنى أنه كلما تمنت مشاعرنا حدوث الشىء، فهناك ترجيح بحدوثه، إضافة إلى الثقة، بمعنى أنه لو لدينا أدلة دامغة أو معايير علمية على حدوث الشىء، فهناك اتجاه قوى للغاية لوقوعه.
ويعتمد المشككون فى نظرية الاحتمالات على فكرة عدم تحقق الأدلة العلمية لضربة الحظ، وعدم وجود حيثيات مادية لحدوث الاحتمال، متسائلين: «ما الدليل الذى نملكه على أن العملة التى نلقيها فى الهواء ستسقط على الجانب الذى نريده؟، وما القياس العلمى لحدوث عكس ذلك؟، فالمسألة كلها تخضع للحظ لا الأدلة الواقعية».
وأشار التقرير إلى أن تلك الفكرة تنطبق بشكل أكبر على الاحتمالات التى يضعها المحققون فى قضايا القتل والجرائم الجنائية، حيث يفترضون سيناريوهات محددة لوقوع الجرائم، ويبنون على أساها خطط بحثهم وتتبعهم الجناة، وتحديد هوياتهم.
وتابع: «قد يضع المحققون دلائل اتهام للجانى فى قضية قتل بناء على بصمات تم رفعها من فوق سلاح ما، لكنهم لا يضعون احتمالًا بأن تلك البصمات قد وُضعت بشكل مخطط له لإلصاق التهمة بذلك الشخص».