رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية مكان.. "خانقاة بيبرس" بالجمالية شهدت على قوة الشعب (فيديو)

جريدة الدستور

لا صوت يعلو على هديل الحمام هنا، السلام يملأ الأرجاء ورائحة النباتات تنقلك إلى زمن آخر، تكاد تلمس السنوات التي مرت بأناملك، هنا خانقاة بيبرس الجاشنكير في منطقة الجمالية التي شهدت على قوة إرادة الشعب الذي لا يُقهر.

الحكاية بدأت بموت المنصور قلاوون الذي لم يكن له وريث في الحكم سوى ابنه محمد بن قلاوون الذي كان في سن صغير لم يآهله لإدارة حكم البلد، وكان بيبرس الجاشنكير هو أحد مماليك المنصور وأكثرهم قربًا له وهذا ما جعله استغل موت الحاكم وصغر سن ابنه للسيطرة على البلاد.

وعندما فشل محمد بن قلاوون في السيطرة عليهم ذهب إلى الكرك ومكث هناك، وكان قلبه يعتصر كلما وردته أخبارا عن المجاعات والأوبئة والظلم الذي حدث في مصر على يد بيبرس إلى أن ثار الشعب وطالب بخلعه وعودة بن قلاوون ليحكم مصر بالعدل كما فعل والده.

استجاب بن قلاوون لإرادة الشعب وعاد بينما كان بيبرس يبني خانقاة جديدة بأموال الشعب المقهور ليخلد بها اسمه لكنه لم يتهنِ حتى بافتتاحها، حيث فوجئ بقدوم محمد بن قلاوون من الكرك، والذي أمر بإعدام بيبرس جزاء له على كل ما فعله في السنوات التي حكم فيها.

ظلت الخانقاة مغلقة إلى أن قرر السلطان فتحها للعاكفين والفقراء ليمكثوا فيها، ومنذ ذلك الحين عشش الحمام هنا وأخذت أعداده تتزايد عبر السنين إلى يومنا هذا، حيث يقول أهالي المكان أن الحمام جاء عندما عم السلام وظل شاهد على عظمة هذا الشعب.