رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. كيف تنبأ عباس العقاد بتوقيت وفاته؟

عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد

كان عباس محمود العقاد، يكره الموت لكن لا يخشاه، ولم يكن يطمع أن تدوم حياته إلى سن المائة، فقد توفيت والدته في سن الثمانين، ووالده دون هذا السن، وقد تنبأ بالموت في حديث بيني وبينه، فقال إن الإبن يأخذ متوسط عمري أبيه وأمه، وقد تنتهي حياتي قبل الثمانين، هكذا نقل الحديث طاهر الطناحي عن العقاد.

يقول الكاتب كامل محمد، في كتابه "عباس العقاد قطرات من بحر أدبه"، إن العقاد ابتسم وقال:"إذا فاجأني الموت في وقت من الأوقات، فإنني أصافحه ولا أخافه، بقدر ما أخاف المرض، فالمرض ألم مذل لا يحتمل، لكن الموت ينهي كل شئ".

ويضيف:"نعم إن الخوف من الموت غريزة حية لا عيب فيها، وإنما العيب أن يتغلب هذا الخوف علينا ولا نتغلب عليه، كما وجب أن نغلبه في موقف الصراع بين الغريزة والضمير، فإن الخضوع له في هذه الحالة ضعف، والضعف شر من الموت".

ويقول الطناحي: "ولما قلت له إن بناء جسمك وما أراه من قوة صحتك ومثابرتك على العمل في الشيخوخة، يبشر بأنك ستصل إلى سن المائة أو تزيد، فماذا يكون شعورك وقتها، وما هو الكتاب الذي تؤلفه؟

فأجاب: "إنني لا أتمنى أن أصل إلى سن المائة كما يتمناه غيري، وإنما أتمنى أن تنتي حياتي عندما تنتهي قدرتي على الكتابة والقراءة ولو كان ذلك غدًا".

وتابع: إن شعوري لو بلغت المائة إذا كنت بصحة جيدة، فهو نفس شعوري الآن، ولكن إذا ضعفت صحتي واضمحلت قوتي، فإن شعوري يومئذ سيكون كشعور كل إنسان بالضعف والتعب، وهو شعور مؤلم غير مريح، وإذا توافرت لي الصحة ولم تضمحل القوة وبلغت سن المائة فإني أؤلف كتابًا اسميه "تجارب مائة عام" أو "قرن يتكلم".

ويتوافق اليوم مع ذكرى وفاة العقاد في 1964، ولم يتزوج أبدًا.