ثروت عكاشة.. وزير واجه غضب عبد الناصر ورفض فصل الأديب يحيى حقي
لم يكن أحد يجرؤ على مناقشة الزعيم جمال عبدالناصر عندما يأمر بتنفيذ قرار، لكن ما فعله الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة، تناقلته كتب التاريخ.
يروي عكاشة أن الراحل عبد الناصر، طلب منه أثناء تكليفه بوزارة الثقافة في عام 1959 أن يفصل الأديب "يحيى حقي" من وزارة الثقافة لأنه كان شريكا في جلسة مسجلة تم فيها سب والدة الزعيم بألفاظ نابية.
ويضيف عكاشة، حسب كتاب "رجال من بلادي" للكاتبة رجاء النقاش، أن "حقي" كان يتحدث مع الأديب محمود شاكر هاتفيا وهاجم عبد الناصر وكاّل السب والشتم لوالدة الزعيم في ظل عدم اعتراض حقي.
وقتها استطاع عكاشة، أن يقنع عبد الناصر بالإبقاء على يحيى حقي في وزارة الثقافة لمكانته الأدبية الكبيرة، مهددا بأن فصله سيحدث الكثير من الأثار السلبية الواسعة ما أقنع عبد الناصر ببقاء يحيى حقي في مكانه.
الرواية نفسها يسردها الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف وقتها، في مذكراته التي صدرت في كتاب عنوانه "بقايا ذكريات"، حيث يقول: ذات يوم اجتمعنا في ندوة داخل دار محمود شاكر ورن جرس التليفون فإذا المتحدث هو الأديب يحيى حقي الذي كان يشكوا نقله إلى عمل لا يناسبه فقال محمود شاكر في حماسة عمياء: وما حيلتي يا أخ يحيى في الذين يحكمون البلد وعلى رأسهم عبد الناصر ابن....، مشيرا إلى أن الكلمة تستوجب إقامة حد القذف لو كان القانون يأخذ بالتشريع الإسلامي.
ويضيف كان رجال المخابرات يسكنون الطابق الأول من هذه العمارة التي يقطنها الأديب محمود شاكر فكانت كل كلمة تقال يتم تسجيلها، مؤكدا أنه كان يصلي ولما فرغ من صلاته كانت المكالمة قد انتهت فقال لشاكر حسب الرواية: "يا أخي هذا الكلام عيب ولا يصح".
وتابع أنه التقى بعدها عبد الناصر فعاتبه بما حدث ليقدم له استقالته، كما تم اعتقال محمود شاكر بتهمة المعاداة لرموز الثورة.
وتحل اليوم ذكرى وفاة "عكاشة" في 2722012، حيث كان وزيرا للثقافة ونائب رئيس الوزراء المصري سابقا.