رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح الجهيني: واجهت صعوبة في اقناع المنتجين بـ"122" (حوار)

صلاح الجهيني
صلاح الجهيني

صلاح الجهيني.. مؤلف نجح في وضع بصمته في عالم الأعمال السينمائية منذ أن بدأ مسيرته بفيلم "30 فبراير" مع الفنان سامح حسين في 2012، ولمع اسمه بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم "ولاد رزق" الذي أخذ السينما المصرية في اتجاه جديد للأفلام الشعبية، وتوالت نجاحاته مع الفنان أحمد عز بفيلم "الخلية" العام الماضي.

وكشف "الجهيني" في حواره لـ"الدستور" كواليس فيلمه السينمائي الجديد "122" المقرر طرحه خلال يناير المقبل، وكيفية تنفيذه لفيلم رعب مصري يتماشى مع الأعمال السينمائية الهوليودية.

في البداية كلمنا عن بداية تحضيرك لفيلم 122؟
- في الحقيقة كان عندي طموح كبير إني أقدم عمل سينمائي ينتمي لنوعية الرعب، ودائمًا كنت اتسائل لماذا أفلام الرعب الأجنبية تحظي بنجاح كبير على عكس الأفلام المصرية، وفيلم "122" يعتبر بالنسبة لي مغامرة كبيرة في ظل قلة الأعمال المصرية من هذا النوع، ولأنني دائمًا تعودت على الأفكار الجديدة غير التقليدية، اتخذت من فيلم "122" تحدي لذاتي في أخذ السينما المصرية إلى منطقة جديدة عليها.

فكرة الفيلم جديدة على السوق المصري فماذا عن العقبات التي واجهتك؟
- في بداية تحضيري للعمل عندما كنت أعرض الفكرة على أي منتج سينمائي كنت دائما استمع جملة واحدة وهي "بلاش السوق مش مستحمل حاجة جديدة" حتى عندما انتهيت من كتابة الفيلم بشكل كامل وعرضت العمل على عدد من المخرجين كانوا يخشون من خوض التجربة خشية من الفشل او السخرية من طريقة التنفيذ لدى الجمهور بسبب تعودهم دائمًا على مشاهدة أفلام الرعب الأجنبية، حتى تقابلت بالمنتج سيف عريبي الذي تحمس للفكرة بشكل كبير وتم الاتفاق مع المخرج العبقري ياسر الياسري والذي قام بتنفيذ الفيلم بشكل محترف.

كيف استعديت لكتابة قصة الفيلم؟
- بالتأكيد استغرقت وقت طويل في بداية تحضيرات الفيلم، وشاهدت العديد من أفلام الرعب الأجنبية من مختلف دول العالم وتعلمت كيف يتم تنفيذها، كما أخذ مني مجهود كبير في كتابة السيناريو الخاص به لأن أحداث العمل سريعة جدًا وبها تغيرات مفاجأة بشكل مستمر وهذا يعتبر صعب جدا في الكتابة، بالإضافة إلى أن أحداث الفيلم تدور داخل اماكن قليلة جدا ومعظمها داخل لوكيشن واحد وفي ليلة واحدة فكان هذا صعب ايضا، وقمت برسم خطة وشكل هندسي لتكوين كل هذه التفاصيل وشكل الشخصيات داخل العمل.

هل كان هناك صعوبة في اقناع الفنانين المشاركين في العمل بفكرة الفيلم؟
- بالطبع واجهنا صعوبة في اقناعهم بالفكرة، لكن عقب اجتماعنا مع المخرج ياسر الياسري وشرحنا لهم الفكرة وطريقة التنفيذ اقتنعوا ووافقوا على المشاركة في العمل وقرروا خوض المغامرة معنا كما ان قصة الفيلم والجهة الإنتاجية جعلتهم يثقون أن هذا العمل سينفذ بالشكل اللائق، وفي النهاية الفنان الجيد لا يخشي تقديم أي فكرة جديدة، وطالما الفنان صدق الشخصية التي سيجسدها والقصة بشكل عام سيستطيع تقديمها بشكل جيد اما الكاميرا.

هل كان اختيار طارق لطفي لبطولة الفيلم مغامرة بسبب ابتعاده عن السينما لسنوات؟
- لم يكن مغامرة بالعكس انا اتمنى ان يتواجد الفنان طارق لطفي في جميع افلامي التي أقوم بكتابتها، فهو فنان عظيم ويستطيع تجسيد أدوار صعبة ومركبة، فهناك فنانين قليلين جدا في مصر يستطيعون ان يجسدوا مثل تلك الأدوار المركبة، يلجأ إليهم المخرجين والمنتجين حين تواجههم شخصية مركبة وصعبة على أي فنان أخر، ويعتبر طارق لطفي واحدا من هؤلاء، واتمني ان يكون فيلم "122" بوابة قوية لعودة طارق لطفي للسينما مرة أخرى.

هل انتابك شعور بأن الفيلم لن يتم تنفيذه بسبب الآراء السلبية التي كانت حولك؟
- بالعكس تماما كنت مؤمن جدا بالفكرة وكنت مصر على تنفيذها لكن الأمر الذي استوقفني ان هناك الكثر منا يقول دائما لابد من تطوير الصناعة بتنفيذ اعمال سينمائية مصرية تنافس العالمية، وعندما تواجدت الفكرة اصبحوا يهربون من تنفيذها خشية من الفشل وكانت الحجة اننا لا نستطيع تنفيذها، وتوقفني سؤال هنا كيف لا نسطيع تنفيذ فكرة مثل فيلم "122" ونحن نمتلك أمهر صناع السينما على مستوى الإخراج والتصوير فهذا شئ غير منطقي على الاطلاق فهل يعقل ان صناعة الفن المصري التي تخطت الـ120 عاما يكون إجمالي تاريخها 5 أفلام رعب فقط، وعقب تنفيذ الفيلم اصبح لدى المنتجين والجمهور ترقب لمشاهدة العمل ولتلك التجربة وردود فعل الجمهور، فكان هدفي أن أقدم للسينما المصرية عمل فني يليق بتاريخها وجمهورها على مستوى القصة والصورة والصوت، وعقب طرحها نبدأ في تقييم الفكرة هل ستكون ناجحة أم يكفينا شرف المحاولة فقط.

ماذا عن الجزء الثاني من فيلم ولاد رزق ؟
انتهيت من كتابة السيناريو الخاص به منذ فترة وقمت بالتعديل على السيناريو أكثر من مرة برفقة المخرج طارق العريان، لأن الجزء الثاني يختلف تمامًا عن الجزء الأول في القصة وأماكن التصوير، وسيناريو الجزء الثاني أرهقني كثيرًا في كتابته لأنه الفيلم صعب جدًا وبه أحداث كثيرة وإيقاع مختلف، وشخصيات جديدة ستظهر خلال الأحداث، كما ان الأماكن المقرر التصوير فيها قمنا باختراعها فالفيلم به عالم شيق، لأنني كنت حريص على تقديم فيلم يختلف في كل شئ عن جزئه الأول.

ما الأشياء التي كانت في الجزء الأول وتجنبتها أثناء كتابة الجزء الجديد؟
لاحظنا ان الجزء الأول اثار غضب الأسرة المصرية بسبب المشاهد والإيحاءات التي احتوى عليها بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أن الفيلم منع طرحه بالسينيمات بتصنيف عمري غير مناسب للأطفال، وحرصنا أثناء تحضيرات الجزء الثاني على تجنب كل هذه الأشياء ليصبح العمل مناسب لكل شرائح الجمهور في مصر والوطن العربي.

هل هناك تغيرات في الأبطال الرئيسية للعمل؟
الأبطال الرئيسية للعمل كما هي التي ظهرت في الجزء الأول، لكن هناك شخصيات جديدة تم إضافتها للأحداث، لأن القصة جديدة ومختلفة كما ذكرت عن الجزء الأول، وانتهينا من التحضيرات النهائية للعمل ومن المقرر ان يتم تصوير أول مشاهد الفيلم خلال شهر يناير المقبل استعدادا لطرحه بدور العرض السينمائي في صيف عام 2019.

قدمت الكوميديا ثم الأكشن وبعد ذلك الرعب ما سر تغير نمط الأفلام التي تقدمها بشكل سريع؟
في الحقيقة أنا أحب التغيير في كتاباتي، لأنني أعمل من أجل المتعة وليس كأنني موظف، وأنا لا أحب تكرار ذاتي في الأعمال التي أقوم بتأليفها، وانا استمتع بالتغيبر والتنويع والتنقل من مشروع لآخر، فأنا مؤلف استطيع تقديم كافة الأنواع فلماذا لا أقدم كل شئ وأضع بصمة لذاتي في كل عمل أقدمه.