أزمة البذور تشتعل.. كيف تواجه الحكومة زيادة أسعار تقاوى البطاطس والطماطم؟
كشف ممدوح حمادة، رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي، عن أن الاتحاد بصدد إنشاء شركة لاستيراد العجول وتقاوي الخضروات، وتوفيرها للمزارعين بأسعار مناسبة للحد من سيطرة واحتكار بعض الشركات الخاصة المستوردة للبذور، وعلى رأسها بذور الطماطم.
وقال فى تصريحات خاصة للدستور، إن الاتحاد قرر إجراء حصر لممتلكاته في المحافظات لبيعها وإقامة مشروعات ذات عائد مادي لزيادة موارده، لافتًا إلى أن مجلس الإدارة قرر عقد جمعية عمومية خلال الفترة المقبلة لاعتماد خطة عمل ٢٠١٩، بالإضافة لعقد جمعية عمومية غير عادية لتعديل بعض مواد النظام الداخلي واللائحة المادية، والتي مر عليها أكثر من ٣٠ عامًا، باستحداث مادة تسمح باقامة شركة خاصة للاستفادة من تعديلات قانون التعاون الزراعي.
وأكد أن إنشاء شركة تعاونية لاستيراد تقاوي وخاصة البطاطس، لمواجهة عدد من الشركات التي تحتكر استيراد تقاوي المحصول وتبالغ في أسعارها، حتى وصل سعر الطن إلى ٢١ ألف جنيه، لافتًا إلى أن ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس ستستمر على مدار العامين القادمين في حالة استيراد كميات منها تقل عن ١٥٠ ألف طن سنويًا.
وأضاف "حمادة" أن هناك كميات كبيرة من التقاوي متواجدة في الثلاجات تم بيعها للمواطنين لإنهاء الأزمة التي حدثت خلال أكتوبر الماضى، وأدت لارتفاع سعر كيلو البطاطس إلى ١٤ جنيهًا، مطالبًا بالتنسيق بين الجمعية العامة لمنتجي البطاطس واتحاد المصدرين والاتحاد التعاوني الزراعي لاستيراد التقاوي وبيعها للمزارعين بأسعار مناسبة حيث تمتلك مصر ميزة نسبيبة في إنتاج البطاطس على مدار ٩ أشهر، ولابد من استغلال هذه الميزة لزيادة الإنتاج.
"الفلاحين" تحذر
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين إن أسعار التقاوي مرتفعة وتنذر بارتفاع جنوني في أسعار البطاطس خلال الأيام القادمة، فبعض الأصناف مثل (الهتما) وصل سعر الطن منها إلى 27 ألف جنيه، بينما كان 16 ألف جنيه، ما دفع بعض المزارعين إلى تقليل المساحات التي ينوون زراعتها مما سيقلل العرض مقابل الطلب فيرتفع السعر على المستهلكين.
وأضاف أن سوء التعامل مع مشكلة ارتفاع أسعار البطاطس ببيع التقاوي المخزنة، سيؤدي إلى أن جزءًا كبيرًا ممن زرعوا العروة السابقة لن يتمكنوا من شراء تقاوي لزراعة العروة الشتوية لأن الإنتاجية منخفضة والمكسب لا يغطي سعر التقاوي والتجهيز، وهؤلاء خرجوا من المنظومة هذا الموسم، واتجه بعض المزارعين لزراعة محاصيل مثل الفاصوليا البيضاء أو الورقيات كالخس البلدي أو الخضراوات أو القمح أو البصل.
وأوضح أن صغار المزارعين سيعزفون عن زراعة البطاطس على حساب محاصيل كالبصل والفاصوليا والقمح، كما اتجه بعض المزارعين إلى زراعة أصناف أقل جودة كصنف الكاره منخفض الطلب في التصدير والسوق المحلي مقارنة بالاسبونتا المطلوبة بشكل كبير، لأن الكاره موفرة في الزراعة حيث يستهلك الفدان من 6 إلى 7 شكائر، بينما الاسبونتا من 12 إلى 14 شيكارة وهذا العام سعر شيكارة الاسبونتا ارتفع من 750 إلى 1350 جنيها وأصناف أخرى قفز فيها السعر إلى 45 ألف جنيه للطن في سابقة لم تحدث من قبل.
وأشار إلى أن أغلبية مزارعي البطاطس، جنوا المحصول قبل نضجه لارتفاع أسعارها مما تسبب في قلة الإنتاجية، مشيرا إلى أن الأسعار المرتفعة ستجبر بعض المزارعين على تقليل المستخدم من التقاوي، مؤكدا أن تكلفة إنتاج الفدان زادت هذا الموسم نحو 7 آلاف جنيه عن العام الماضي، بينما تتكلف الزراعة في المناطق الصحراوية التي تعتمد على الري المحوري مبالغ مضاعفه، مشيرا إلى زيادة التكلفة، حيث وصل إيجار جهاز الري المحوري إلى 11 ألف جنيه، ما يعني أن تكلفة الفدان تقفز إلى 45 ألف جنيه في بعض الأماكن، و55 ألفا في أماكن أخرى.