رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إن نمت.. مصر لم تنم!


أجبنى بصراحة يا د. مرسى: هل تنم قرير العين ومعك مرشدوك؟ هل تتمتع بذلك الهدوء الذى يتحتم أن يرتسم على وجه الحاكم العادل؟ هل فكرت أن تقضى دقائق قليلة تفكر بعمق من خلالها فى حشد المتاعب والهموم التى خنقت صدورنا؟ ففى أيامك القليلة

عددا والكثيرة حزناً لما ألم بنا من قسوة الاحتمال، فى هذه الأيام اختلت موازين كل الفئات فالفقير ازداد إملاقاً وبؤسا، والغنى ازدحم هما وأرقا.. تسللت مشاعر التعاسة والحسرة إلى كل القلوب دون تفرقة بين غنى قلق على غده وبين فقير لا يملك قوت يومه.. الكل متوجس مضطرب حزين!

أسأل الدكتور مرسى وقادته من الإرشاد والجماعة.. لقد تأخرتم كثيرا فى سماع أصوات الحق المطالبة بالتوجه للطريق الصحيح الذى لا يرضى الشعب عنه بديلا، وها قد جاءكم 30 يونيو فأنتم تسمعون أنفسكم فقط وهذا أسوأ أنواع الفخاخ التى يعدها الإنسان لسقوطه، إن من ينام هانئ البال غير مبال بآلام الناس سوف يستيقظ من سباته على صوت العدل الإلهى القادم من السماء، وقتها لا ينفع الندم ولا الهروب.

ناموا مؤقتا واستمتعوا بغطيط نومكم - لكن شعب مصر لن ينام - إنه الآن يتمرد لأجل الحق والحب والحياة والحرية والعدل، فمنذ يناير الذى «لم تكتمل ثورته بعد» ونحن فى أرق المعاناة والألم اليومى والحزن الدفين نعيش رحلة الأمل، كل ما مر من يناير حتى الآن هى فترة ضاعت سدى من عمر هذا الشعب العظيم، لذلك مع نجاح تمرد سيكون هناك تعويض لوقت ضاع لتبدأ البلاد فى مرحلة التصحيح، وهذه المرحلة لن يصنعها سوى الإرادة المصرية الخالصة لشعب يعانى.

ومما يدهشنى يا د. مرسى أن تجلب لنا الأخبار زيارة وفد من «حماس» للقاهرة لماذا فى هذا الوقت بالذات؟ ولماذا يدخل هؤلاء إلى بلادنا وبعضهم كان من قبل ممنوعا من زيارة بلادنا؟ لماذا وأبطالنا فى الجيش والشرطة قتلوا ومن الذى قتلهم؟ لماذا لم تتم التحقيقات الصادقة والمخلصة فى هذا الشأن؟ هذه الأسئلة القليلة تحتاج الإجابة عليها لمساحات أكثر من هذا المقال!

ولى عتاب على جبهة الإنقاذ والائتلافات الوطنية، لماذا الصمت على هذه الزيارة؟ أين رفضكم لهذه الزيارة الغامضة لأرض الكنانة؟ إن د. عكاشة وقناة «الفراعين» كان لهما موقف شعبى فى قيادة الآلاف للتظاهر ضد هؤلاء أمام الفندق الذى استضافهم -برافو عكاشة - وعيب يا جبهة الإنقاذ!

ثم يأتى قرار قطع العلاقات مع سوريا فى توقيت غريب ومضطرب، وعلى ضوء هذا القرار أتساءل فى عجب.. متذكرا الزعيم ناصر الدين يكرهونه حينما كان يلقى خطابه، وكان ذلك أمام جموع المصريين - لماذا يستأثر د. مرسى بعشيرته ليجمع منهم سبعة عشر ألفا فى صالة محكمة ليكونوا المؤيدين والمصفقين له بمفردهم؟ أين شعب مصر أنك انفصلت عنه بإرادتك! وهو سوف يعلن إرادته أيضا.

والسؤال الأخير لدكتور مرسى.. لماذا لم تقطع علاقتنا بإسرائيل التى أذاقتنا مراراً مُراً وعلقماً ولازالت عدونا الأول.. من هو عدوك.. إسرائيل أم سوريا؟.. إن الإجابة لدى شعب مصر لأنه الصادق والشرعى والقوى!

آخر العمود: من أمثال سيدنا سليمان «لا تكن حكيما فى عينى نفسك بل اتق الرب وحد عن الشر» «3-7».

■ عضو اتحاد كتاب مصر