أبرز طقوس الأكلات البدوية في أول أيام عيد الأضحى بمطروح
"العيد فرحة وأجمل فرحة".. جملة تردد مع حلول كل عيد وخصوصًا الأضحى المبارك، حيث الأضاحي ولمة العيلة والسيلفي والخروج، وفى مطروح مذاق خاص بالعيد، حيث العادات والتقاليد البدوية وتجمع الأهالي فى النجع وطقوس الوجبات البدوية الشهيرة.
وفى السطور التالية يرصد "الدستور" أبرز طقوس الأكلات البدوية فى أول أيام عيد الأضحى، بعد لقاء عدد من أهالي البادية وبائعي الأغنام وتجهيزها فى مدينة مرسى مطروح.
قال عيسى القناشي الشهير بعيسى بو عيسى، أحد أهالي محافظة مطروح، إن عيد الأضحى عند البادية يطلق عليه "عيد اللحم" لاهتمام أبناء البادية بأضحية العيد وإعدادها قبل العيد بقرابة أربعة شهور وهو ما يطلق عليه لدى أبناء البادية بـ"يشملوها" بمعنى يحضروها ويسمنوها للعيد، مشيرًا إلى أن معظم أهالي مطروح يقبلون على أضاحي الخروف البرقي الصحراوي.
وأضاف عيسى بو عيسى أنه بعد العودة من صلاة العيد يقوم أكبر رجال البيت أو النجع الصحراوي بذبح أضاحي النجع وهو بيته وبيوت أخوته والمجاوره له، وبعدها يتولى شباب القبيلة بسلخ الأضاحي وتقطيعها، وبعدها يقوم الشباب بنزع الكبد والرئتين والقلب ويلقوها فى النار، حيث أنه فى القديم كان الشباب يشعلون النار بالحطب أمام المنازل، لافتًا إلى أنه متواجد لدى بعض النجوع الصحراوية داخل الصحراء غرب مطروح، بينما الآن لدى البعض يضعها فى الفرن المجهز أو على الشوايات.
واستأنف: أنه بعد وضعها كما هي فى النار لفترة 10 دقائق تقطع إلى قطع صغيرة لوضعها مرة أخرى على شوايات للشوي، وبعدها تقدم وجبة الفطار فى أولى أيام عيد الأضحى.
وتابع: أنه بعد تناول الغذاء وممارسة الطقوس البدوية من جلسات توضع وجبة الحلوى وهي "العصيدة"، تلك الأكلة الأشهر لدى أبناء بادية مطروح، حيث أنها تجهز من السمن وعسل البلح أو العسل الأسود، وبعدها يذهب كل رجل وأسرته إلى منزله ليتم حفظ وتقطيع ثلث لحم الأضحية، وذلك لأن باقي الأضحية توزع كهدايا للزوار والمحتاجين وذلك عرف بدوي لدى أبناء البادية منذ قديم الزمان.
وأوضح أحد أهالي مطروح والمهتمين بالشأن البدوي أن وجبة الغذاء تكون فى الربعين الأيمنين للأضحية "الخروف" ويقدم معها الطبيخ فى بيت شيخ القبيلة أو كبير النجع، وتأتٍ كل عائلة أو بيت بـ"جصعة" وهي مائدة كبيرة حديدية يوضع بها الطعام كله مرة واحدة، ويتناول الرجال طعاهم فى مكان والسيدات فى مكان آخر، مشيرًا إلى أنه تختلف أنواع الطبيخ المقدمة مع لحم العيد من منزل لآخر أو من قبيلة لأخرى، حيث أن البعض يطبخ الفاصوليا البيضاء وذلك حسب العادات والتقاليد البدوية المورثة منذ القدم، وآخرون من يطبخ الملوخيا أو البطاطس أو غيرها من أنواع الطبيخ المعتادة.
