رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عدالة السماء تغيب عن «استاد إيكاترينبرج».. - أوروجواى تسرق 3 نقاط غير مستحقة من «الفراعنة»

مصر واورجواي
مصر واورجواي

بهدف نظيف فى الدقيقة ٩٠ من عمر المباراة، خطف منتخب أوروجواى الفوز من منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم، برأسية أسكنها ماريا خيمينز لاعب أتلتيكو مدريد الإسبانى شباك محمد الشناوى، بعد أداء رائع من أبناء «الفراعنة».
«الدستور» ترصد فيما يلى كيف لعب «أبناء النيل» ضد «السيليستى» مباراة تاريخية، استحقوا عليها احترام العالم أجمع، ولماذا لم تكتمل الفرحة وسكن شباكنا الهدف الوحيد فى المباراة، وما الذى سيفعله الأرجنتينى هيكتور كوبر فى المباراتين المقبلتين أمام روسيا والسعودية؟.
الشوط الأول.. التزام خططى ودفاع بخطين.. خنق الأطراف وعزل سواريز.. والشناوى أفسد قوة الخصم
على خلاف التوقعات، ظهر المنتخب الوطنى الأول ندًا قويًا لـ«أوروجواى»، بفعل الانضباط الخططى والتكتيكى الذى بدا عليه جميع لاعبى «الفراعنة».
نجح لاعبو المنتخب المصرى فى تطبيق أفكار «كوبر»، والالتزام بالنواحى الدفاعية وإغلاق المساحات من خلال الكثافة العددية التى حققها الفريق عبر خطى دفاع، الأول مكون من تريزيجيه يمينًا ووردة يسارًا وبينهما محمد الننى وطارق حامد، والثانى من الخط الخلفى أحمد حجازى وعلى جبر ومحمد عبدالشافى وأحمد فتحى.
أكثر ما ميز الفريق المصرى فى هذا الشوط هو تقارب المسافات بين اللاعبين وممارسة الضغط فوق المتوسط بشكل قوى، فبدأت عملية مطاردة الخصم من منتصف الملعب من مروان محسن وعبدالله السعيد، ومن خلفهما خط الدفاع الأول.
وأسهم هذا التقارب الكبير فى المسافات فى عزل لويس سواريز الذى حاول كثيرًا أن يجد متنفسًا بين خط الدفاع الأول وخط المنتصف، وتمركز بشكل متكرر فى هذه المنطقة، لكن يقظة قلبى الدفاع وطارق حامد حرمته من أن يكون فاعلًا، ففقد الفريق أكثر من ٥٠٪ من قوته.
على الأطراف، يتميز الفريق الأوروجوايانى بجناحين رائعين نانديز يمينًا وأراسكايتا يسارًا، لكن هيكتور كوبر نجح فى حرمانهما من المساحات، بعودة تريزيجيه الدائمة أمام محمد عبدالشافى فأغلقا أى مساحة أمام نانديز، وكذلك قوة الاندفاع والتركيز الدائم عند أحمد فتحى فى الجهة اليمنى، والتى خنقت كل شىء أمام أراسكايتا الذى حاول الدخول فى العمق للتحرر من قبضة لاعبنا المصرى وترك الناحية اليسرى لكافانى، لكن الكثافة العددية للفريق المصرى حرمته من تحقيق أهداف.
ساعد الفريق المصرى فى الخروج بشكل جيد فى الشوط الأول، وحرص الخصم على عدم الاندفاع، وبدا الفريق الأوروجوايانى متحفظًا، واحترم أوسكار تاباريز، المدير الفنى للفريق خصمه «كوبر» بشدة، كما كان صادقًا فى المؤتمر الصحفى قبل المباراة، وهذا حرم المنتخب المصرى من الحصول على فرص خطيرة واستغلال المرتدات.
اقتصرت خطورة الخصم على الكرات الثابتة فقط، لكن حضور محمد الشناوى الرائع منح الفريق قوة كبيرة، ونجح فى التقاط ٣ كرات منحت خط دفاع «الفراعنة» ثقة كبيرة.
عاب الفريق المصرى فى الشوط الأول البطء فى عملية التحول من الدفاع إلى الهجوم، وافتقد الفريق نقل الكرة السريع من منتصف الملعب إلى مناطق الخصوم، وهذا يعود لقلة الكثافة العددية فى المناطق الهجومية من جهة، وقلة مرات صعود الظهيرين فتحى وعبدالشافى.
كما لم يفلح عبدالله السعيد ومروان محسن فى استغلال الثغرة الكبيرة بين خطى دفاع ووسط أوروجواى، وظهرت الحاجة الشديدة للاعب بقدرات محمد صلاح يستطيع استغلال تلك الثغرات بسرعاته، وغابت فاعلية محمود حسن «تريزيجيه» بفعل تركيزه الأكبر بالمهام الدفاعية وتوقيف الجناح الخطير نانديز.
الشوط الثانى.. دكة تاباريز تنتصر بثلاثى نارى.. كوبر أخطأ فى تبديل كهربا.. وعبدالشافى ما زال «ثغرة»
فى الشوط الثانى، واصل المنتخب الوطنى التزامه الخططى والتكتيكى، لكن خروج طارق حامد، الذى تم استبداله بـ«سام مرسى»، ترك بعض القصور فى عملية الضغط على الخصم، وخلق لـ«سواريز وكافانى» مساحات ضئيلة فى المناطق الميتة بين خطى الوسط والدفاع، لكن حضور «الشناوى» القوى أعاق فرصتين خطيرتين لمهاجم برشلونة.
حاول لويس سواريز الهروب فى الناحية اليسرى، لكن وجود أحمد فتحى خنقه وأعاق كل من يحاول العبور من تلك الجهة، بينما ظلت جهة محمد عبدالشافى المنفذ الوحيد الذى يبحث فيه الخصم عن الثغرة، وقد كان بتشكيل الخطورة أكثر من مرة ثم بلقطة تسجيل الهدف الذى جاء من كرة ثابتة من نفس الجهة.
بمرور الوقت، كانت حلول أوسكار تاباريز بدخول رودريجز وسانشيز أكثر فاعلية وتأثيرًا من تلك الحلول التى استعان بها هيكتور كوبر «كهربا ورمضان صبحى».
دخول رودريجز وسانشيز وتواجدهما على الخطين فتح مساحات عرضية، وأظهرت الأطراف أكثر قوة، كما كان لحركة الأول الكثيرة وتقاربه مع «سواريز» و«كافانى» مفعول كبير، منح الفريق السماوى قدرة على خلق مساحات لم تكن متاحة قبل دخوله، والمهاجمين فرصًا للتسجيل والتسديد، بينما شكل الثانى جبهة يمنى خطيرة وعبئًا ثقيلًا، بعدما استغل تراجع المردود البدنى لـ«شيفو» وأرسل أكثر من كرة عرضية.
فى المقابل، لم تكن دكة كوبر بنفس الثقل الكبير للخصم الأوروجوايانى، وجاء دخول «كهربا» فى وقت يعانى فيه الفريق من الاستعجال غير العادى الذى بدا على «تريزيجيه» بالتحديد.
وبينما احتجنا للاعب أكثر هدوءًا وقادرًا على امتلاك الكرة والوقوف عليها مثل رمضان صبحى كان الدفع بـ«كهربا» الحل الأسوأ، فزاد الفريق استعجالًا وتكررت مشاهد الـ«ميس باص» الناتجة عن هذا الاستعجال.
كما أن سام مرسى لم يكن بنفس القوة البدنية، ولم يمارس عملية الضغط بالشكل الذى ينفذه طارق حامد، الذى كان بمثابة صدادة منيعة أرهقت بيناكور وفيتشنو وحتى سواريز عندما يعود لتسلم الكرة بالمناطق الخلفية.
فى النهاية، راهن الخصم الأوروجوايانى على الكرات الثابتة وبدا مرعبًا فى كل مرة يلعب فيها ضربة ركنية أو مخالفة، ورغم يقظة «الشناوى» طوال المباراة، إلا أن اللحظة الوحيدة التى سرح فيها «جبر» و«حجازى» كانت أقسى عقاب على فريق قدم مردودًا رائعًا وما استحق الهزيمة.