رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحدي الملل بتنوع العبادات


«لمّا عَلِمَ الحَقُّ مِنْكَ وُجودَ المَلَلِ، لَوَّنَ لَكَ الطّاعاتِ. وًعَلِمَ ما فيكَ مِنْ وُجودِ الشَّرَهِ فَحَجَرَها عَلَيْكَ فى بَعْضِ الأوْقاتِ، لِيَكونَ هَمُّكَ إقامَةَ الصَّلاةِ لا وُجودَ الصَّلاةِ، فَما كُلُّ مُصَلٍّ مُقيمٌ».
الحكمة هنا علاج نفسى روحانى للقضاء على الملل والتحكم فى الشره، فى ظل أن طبيعة النفس البشرية الملل والرغبة الدائمة فى التنوع والتغيير والتجديد.
والمقصود بالحكمة تفصيلا: لما علم الحق سبحانه وتعالى منك أيها المريد، وجود الملل المؤدى إلى ترك العمل، لون لك الطاعات، أى عددها ونوعها، من صلاة وصيام وتسبيح وتهليل، رحمة بك وتسهيلًا عليك، فإنك إذا سئمت من نوع منها انتقلت إلى غيره.
إذن.. لماذا نمل؟، وكيف نقضى على الملل فى حياتنا؟
الطريقة الأكثر شيوعا لتعريف الملل فى الثقافة الغربية هى عدم وجود شىء للقيام بالشىء. وينظر إلى الملل بشكل عام على أنه حالة عاطفية مزعجة يشعر فيها الفرد بعدم اهتمام واسع النطاق وصعوبة فى التركيز على أى نشاط.
والملل هو تجربة عالمية، إذ يعانى كل شخص تقريبا من ذلك فى حياته، وتشير تقديرات مسح أجرى فى الولايات المتحدة عام ٢٠١٧ إلى أن ما بين ٣٠و٩٠٪ من البالغين الأمريكيين يعانون من الضجر فى مرحلة ما من حياتهم اليومية.
وتشير الدراسات النفسية والاجتماعية إلى أن هناك عدة أسباب للملل، منها الفراغ والنمطية والروتين والإحساس بعدم الاستقلالية والإحساس بالوحدة. لكن الأخطر أن الملل قد يقودك إلى الهلاك بممارسة أفعال خاطئة، مثل تعاطى المخدرات.